قلّل الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأربعاء من شأن تقرير أعدّته إدارته وحذّرت فيه من "الاكتظاظ الخطير" في مراكز احتجاز المهاجرين والظروف القاسية التي يعاني منها هؤلاء، بقوله إنّ المهاجرين غير الراضين عن هذه الظروف يمكنهم بكل بساطة أن يبقوا في بلادهم.

إيلاف من واشنطن: قال ترمب في تغريدة على تويتر "إذا لم يكن المهاجرون غير الشرعيين راضين عن الظروف في مراكز الاحتجاز التي تمّ بسرعة بناؤها أو تجديدها، فما عليكم سوى أن تقولوا لهم ألا يأتوا إلى هنا. هذا الأمر كفيل بحلّ كلّ المشكلات!".&

ظروف صحية مأساوية
أتت تغريدة ترمب غداة تقرير أعدّته وزارة الأمن الداخلي، وحذّرت فيه من "الاكتظاظ الخطير" في مراكز احتجاز المهاجرين غير النظاميين.

تضمّ هذه المراكز آلاف المهاجرين، الذين دخلوا الولايات المتحدة خلسة، على أمل تأسيس حياة جديدة فيها بعيدًا عن بلادهم الواقعة بغالبيتها في أميركا الوسطى، والتي هجرها القسم الأكبر منهم هربًا من العنف والفقر.

بحسب التقرير الذي أعدّه المفتش العام في وزارة الأمن الداخلي المسؤولة عن شرطة الحدود، فإنّ مراكز احتجاز المهاجرين في تكساس تشكّل خطرًا عليهم، ولا سيّما بسبب عدم قدرتهم على الاستحمام في هذه المراكز بالقدر الكافي، وعدم حصولهم فيها على وجبات طعام ساخنة أو على ثياب لتبديل ملابسهم المتسخة، فضلًا عن فترات احتجازهم الطويلة.

زاد هذا التقرير من الضغوط التي تتعرّض لها إدارة ترمب لإغلاق هذه المراكز، والإفراج عن هؤلاء المهاجرين. جاء في تقرير المفتش العام: "نحن قلقون من عدد المحتجزين الذي يفوق طاقتها (المراكز) واعتقالهم لفترة طويلة، وهما أمران يشكلان خطرًا مباشرًا على صحة وسلامة موظفي وضباط الوزارة، وكذلك المحتجزين".

معاناة القاصرين
زار موظفون في الوزارة في يونيو خمسة من هذه المراكز تقع بالقرب من الحدود المكسيكية، التي شهدت في الأشهر الأخيرة تدفقًا كبيرًا للمهاجرين، الذين يحاولون دخول الأراضي الأميركية بطريقة غير قانونية.

وفي مايو، أوقف 144 ألف شخص، وضعتهم الشرطة قيد الاحتجاز في مراكز على الحدود. لكن الأماكن قليلة في هذه المنشآت وكذلك في مراكز الإيواء، التي ينقل إليها عادة القاصرون والعائلات.

قال التقرير إن بعض القاصرين، الذين لا يرافقهم بالغون، وتقلّ أعمارهم عن سبع سنوات، كانوا ينتظرون نقلهم منذ أسبوعين على الأقلّ، بينما يجب تسليم هؤلاء الأطفال إلى عائلاتهم، أو أن تتولّى وكالة حكومية أمرهم خلال 72 ساعة.

أقنعة واقية
ظهر في صور التقطها المحققون، محتجون مكدّسون في زنازين مكتظة أو صالات تفصل بينها أسيجة، وبعضهم يغطون أفواههم بأقنعة واقية.

وكان ترمب أعلن في ربيع 2018 أنّه لن يتسامح إطلاقًا مع الهجرة. ومن بين ما وعد به وقف إجراء "اعتقال وتحرير" (كاتش آند ريليز) الذي يسمح بإطلاق سراح المهاجرين على الأرض الأميركية خلال دراسة ملفاتهم.
&