أكدت بريطانيا على أهمية الشراكة مع الأردن التي كانت رئيسة الوزراء تيريزا ماي قد أعلنت عنها في نوفمبر 2017، وهي تنطوي على دعم المملكة المتحدة لبرنامج الأردن الإصلاحي الطموح، الذي يشمل قطاع الاقتصاد والطاقة.

إيلاف: التقى وزير التنمية الدولية البريطاني روري ستيوارت، خلال زيارة هي الأولى من نوعها له إلى عمّان خلال هذا الأسبوع، مع &رئيس الوزراء الأردني ووزيرة الطاقة ووزير التنمية والتعاون الدولي، كما زار مشروع الطاقة الشمسية، والتقى لاجئين سوريين في مخيم الزعتري، واطلع على طريقة استخدام التقنية البريطانية لتصوير قزحية العين في مجال تحسين كفاءة برنامج صرف الدعم النقدي للاجئين.

في أول زيارة خارجية له بصفته وزيرًا للتنمية الدولية، إطلع الوزير ستيوارت على كيفية مساهمة المساعدات البريطانية إلى الأردن في تنمية اقتصاده وبناء استقرار المنطقة.

اصطُحب الوزير في جولة في أحد أكبر حقول الطاقة الشمسية في البلاد، وهو مشروع Solar Power One، الذي يساعد الأردن على الاستغناء عن اعتماده على أنواع الوقود الأحفوري باهظة الثمن، والتي تسبب التلوث.

مخيم الزعتري
كما تحدث الوزير ستيوارت إلى العائلات في مخيم الزعتري للاجئين، الذين أجبروا على الفرار من منازلهم في سوريا خلال الحرب. وأثناء وجوده هناك، إطلع على طريقة استخدام التقنية البريطانية لتصوير قزحية العين في مجال تحسين كفاءة برنامج صرف الدعم النقدي، حتى يتمكن اللاجئون من التسوق، وشراء ما يلزمهم من مختلف السلع بأنفسهم، مما يضفي على حياتهم الشعور بالحياة الطبيعية والكرامة الإنسانية.

ولقد تعهدت وزارة التنمية الدولية البريطانية بتقديم 55 مليون جنيه إسترليني لدعم اللاجئين في الأردن على مدى ثلاث سنوات. سيوفر ذلك مساعدة مالية لنحو 22.000 من اللاجئين الأكثر حاجة إلى المساعدة، والذين سُدَّت السّبل أمامهم في هذه الأزمة التي طال أمدُها. ومن شأن الدعم البريطاني أن يساهم في ترسيخ الاستقرار في المنطقة عمومًا.

وأكد وزير التنمية الدولية، خلال لقائه رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، على أهمية الشراكة البريطانية-الأردنية التي كانت رئيسة الوزراء تيريزا ماي قد أعلنت عنها في نوفمبر 2017. تنطوي هذه الشراكة على دعم المملكة المتحدة لبرنامج الأردن الإصلاحي الطموح، الذي يشمل قطاع الاقتصاد والطاقة.

تعليق ستيوارت
وقال وزير التنمية الدولية روري ستيوارت، تعليقًا على أول زيارة رسمية له خارج المملكة المتحدة: لا يمكنني التفكير بأي مثال في أي مكان من العالم أفضل من نموذج الأردن لعمل بريطانيا مع دولة أخرى وبهذا الشكل الجيد. وأتحدث هنا عن العمل الذي نقوم به مع اللاجئين، والذي رأيته في مخيم الزعتري. وكذلك الأمر في مجال دعم نمو الاقتصاد الأردني، ومساعدة الشباب الأردني العاطل عن العمل في العثور على فرص العمل. هذا إلى جانب المساهمة في دعم ركائز الأمن والاستقرار في واحدة من أكثر المناطق هشاشة في العالم.

ستيوارت يتحدث إلى الصحافيين في عمّان

أضاف: ثم إن هناك العمل الذي نموّله والمتعلق بمعالجة تغير المناخ، بما في ذلك مشروع الطاقة الشمسية الذي شاهدته بنفسي، وهو مشروع يساعد على الدفع بالنمو في بلد يحاول الابتعاد عن الوقود الأحفوري ليصبح رائدًا عالميًا في مجال الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة.

وقال الوزير البريطاني: لقد قام الأردن بهذه الإصلاحات المثيرة للإعجاب في الوقت الذي يقف فيه على الخط الأمامي في مواجهة آثار الأزمة السورية، حيث أظهر سخاءً هائلًا من خلال استضافة ملايين اللاجئين السوريين. وسنستمر في دعم الأردن، الذي يظلّ صديقًا لا غنى عنه، وحليفًا مهمًا وأساسيًا لاستقرار المنطقة.

وأكد: لا بد للشعب البريطاني أن يعتز بشراكتنا مع الأردن. فنحن نساعد على توفير الازدهار والاستقرار، ومناخ أكثر نظافة في الأردن، الأمر الذي سيفيد المنطقة ككل، وفي نهاية المطاف المملكة المتحدة أيضًا.

مؤتمر لندن
يشار إلى أن زيارة وزير التنمية الدولية تأتي في أعقاب مؤتمر "الأردن: نمو وفرص"، الذي عقد في لندن في شهر فبراير الماضي، وتمّ من خلاله حشد دعم المجتمع الدولي لخطط الأردن الطموحة للنمو الاقتصادي. كما وفّر المؤتمر مجموعة واسعة من الخبرات البريطانية لمدّ حكومة الأردن بالدعم اللازم لخطتها المنطوية على إصلاحات واسعة النطاق.

وخلال زيارته هذا الأسبوع، التقى وزير التنمية الدولية مع وزيرة الطاقة د. هالة الزواتي، ووزير التخطيط والتعاون الدولي ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية د. محمد العسعس. وكان الوزير ستيوارت قد حضر قبل وصوله إلى الأردن اجتماعًا في أبو ظبي حول المناخ.
&