وسط مخاوف دولية وإقليمية من تدخل عسكري تركي في ليبيا لصالح الميليشيات التي تسيطر على العاصمة طرابلس، قال رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إن هناك 5 شروط لقبول مبادرة رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج.

وأثار لقاء رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول مساء الجمعة الماضية تساؤلات عدة بشأن نوع التعاون والدعم خلال الفترة المقبلة لحكومة الوفاق.

وقال تقرير لوكالة (سبوتنيك) الروسية إن التساؤلات المطروحة تتعلق بمسألة توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين طرابلس وأنقرة، على الرغم من أنها لم تؤكد من مصدر رسمي حتى الآن، إلا أن عضو المجلس الأعلى للدولة عادل كرموس أوضح أنه يحق لحكومة الوفاق طلب الدعم من تركيا عسكريا، لصد ما وصفه بـ"الهجوم على طرابلس".

من ناحيته قال العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة الليبية، وآمر المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، إن أي تدخل خارجي يقابل بانتفاضة شعبية عارمة في عموم ليبيا ضد أي قوات أجنبية.

تدخل مرفوض

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، أن أي تدخل تركي مرفوض من قبل الشعب الليبي، وأن القوات المسلحة عازمة على تحرير طرابلس، كما أن أية محاولات تنسيق من قبل رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج مع أي جهة لن يحول دون تنفيذ المهمة الوطنية، التي خرج من أجلها الجيش الليبي وهي تحرير العاصمة.

وكشف عن أن التعزيزات العسكرية التي وصلت إلى العاصمة إلى طرابلس، جاءت في إطار عمليات الدعم لمحاور المعركة في طرابلس، خاصة أن الوحدات التي انضمت لديها خبرة كبيرة في القتال ضد المجموعات الإرهابية في الشوارع، كما حدث في درنة وبنغازي من قبل، وأنها بإمكانها تحقيق الأهداف بدقة أكبر عن قوات الجيش التي تجيد القتال في الجبهات المفتوحة.

وشدد على أن الفترة الماضية شهدت انضمام الكثير من المرتزقة، إلى القوات التي تقاتل في صفوف "الوفاق" وأنها من جنسيات متعددة، ولا يستغرب أن تكون عناصر داعشية موجودة في صفوفهم.

دعم عسكري

من ناحيته قال عادل كرموس عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، إنه يحق للمجلس الرئاسي طلب الدعم العسكري من أي دولة لصد ما وصفه بـ"أي عدوان عليها".

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، أن الليبيين اعتادوا التدخل في شؤونهم وعلى الأرض، وأن حكومة الوفاق في موقف المعتدى عليها، في حين يتيح لها القرار 2441 لمجلس الأمن في عام 2018، طلب الدعم العسكري للقوات الأمنية التابعة لها في مكافحة تنظيمات "داعش"، وتنظيم القاعدة، وجماعة أنصار الشريعة، (المحظورة في روسيا) مهيبا باللجنة أن تنظر في هذه الطلبات على وجه السرعة.

شروط السراج

وعلى صعيد التطورات الليبية، قال رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إن هناك 5 شروط لقبول مبادرة رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، التي أطلقها قبل 20 يوما.

وأوضح صالح لـ"بوابة الوسط" الليبية "يجب أن يصدر قرار رسمي بوقف تخصيص المبالغ المالية لمجموعة المليشيات في طرابلس وإخضاع المصرف المركزي لممثلين يختارهم مجلس النواب، ويصدر بيانا يتبرأ فيه من تحالفاته الراهنة مع الميليشيات الإرهابية في طرابلس".

وأضاف: "لا بد من الاعتراف بدور الجيش الوطني الليبي وقيادته في محاربة الإرهاب والتطرف وسحب تحركاته الرسمية تجاه إدانة عمليات الجيش الوطني الليبي في كافة المحافل الدولية والإفراج فورا عن المعتقلين داخل معتقلات الميليشيات".

وتابع قائلاً: "فائز السراج وداعموه بالداخل والخارج هم السبب الرئيس في إفشال وتقويض كافة جهود التسوية السياسية بتحالفاتهم الواضحة والصريحة مع جماعات وميليشيات إرهابية".

يذكر أن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج أطلق في 16 يونيو/ حزيران الماضي مبادرة لحل الأزمة الليبية، تضمنت 6 محاور منها الدعوة لملتقى ليبي بالتنسيق مع البعثة الأممية، والاتفاق على قاعدة دستورية لإجراء انتخابات، وتشكيل لجان مشتركة بإشراف الأمم المتحدة، وآليات تفعيل الإدارة اللامركزية، والعدالة التنموية الشاملة لكل مناطق ليبيا.
&