بهية مارديني: علمت "إيلاف" بحدوث تغييرات كبرى في قيادات المخابرات السورية، حيث أقيل اللواء جميل خالد الحسن رئيس ادارة المخابرات الجوية، والمعروف أنه مقرب من روسيا ومطلوب من المحاكم في ألمانيا على خلفية ارتكاب جرائم حرب في سوريا.

وتسلم اللواء غسان جودت اسماعيل بدلا عنه القيادة، وهو من محافظة طرطوس (قرية جنينة رسلان) التي قاتل معظم أبنائها الى جانب الرئيس بشار الأسد ضد فصائل المعارضة السورية.

وكان اللواء إسماعيل (من مواليد ١٩٦٠) يعمل في الفرقة الرابعة، وكان نقلُه من القوات البرية الى القوات الجوية أمرا غير مفهوم&آنذاك الا من منطلق كونه مواليا&لماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة وشقيق الرئيس السوري.

وكان غسان اسماعيل قد كلف العام الماضي بإدارة المخابرات الجوية نظرا لما تردد عن إصابة الحسن وانه تم على اثرها نقله الى مشفى بيروت.

وقد رقي اسماعيل الى رتبة لواء في العام ٢٠١٧ بعد أن شغل منصب رئيس فرع الادارة الجنوبية في حرستا في ريف دمشق في العام ٢٠١٦ ويشهد له أنه الأكثر دموية في تصفية المعارضين نتيجة الأحداث التي مرت بها الغوطة خلال تسلمه منصبه.

ولكن رغم الحديث عن مغادرة الحسن لسوريا تارة لباريس وتارة لبيروت، وتسرب اشاعات عن إصابته بفشل كلوي وجلطة دماغية الا أنه ظهر مؤخرا في أماكن القتال في سوريا في صور حديثة له الى أن تم تسريب خبر اقالته من منصبه الْيَوْم وتسلّم اسماعيل لمركزه.

القرار الجديد

بموجب القرار الجديد تم تعيين اللواء حسام لوقا رئيساً للمخابرات العامة. وتعيين اللواء ناصر العلي رئيساً لشعبة الأمن السياسي.

ويرى ناشطون سوريون تحدثوا لـ"إيلاف" "أن هذه التغييرات بمراكز القيادة تدل على أن النظام ضعيف وأن روسيا تغير رجالاتها لتتدارك هذا الضعف".

وكان ملاحظا انه عند تدخل روسيا في سوريا بادرت موسكو الى تنحية "رجالات إيران"، وعينت &قياديين&جددا&خاضعين&لموسكو أو درسوا في روسيا أو من المعروفين لديها.

رفض الأوامر الروسية

وأكد الناشطون أنه في المخابرات الجوية تحديدا "رفضت العناصر القتال في ادلب، وأغلب المجموعات لم تتقدم للقتال نهائيا، وبقيت في مواقعها مما أدى الى احراج روسيا كثيرا بعد تهديداتها بانهاء المعركة سريعا، وهو الأمر الذي لم تقدر عليه في ظل رفض المخابرات الجوية التقدم رغم الضغوط، ما سمح لكل من إيران وحزب الله بالدخول الى جبهات إدلب".

احراج مع إسرائيل&

ورأى القادة الروس الذين يديرون المعارك في سوريا أنهم مجبرون على ذلك، وان تراخي المخابرات الجوية اجبرهم على القبول بمشاركة إيران وحزب الله في المعارك رغم اتفاقهم السابق مع اسرائيل والولايات المتحدة الأميركية بقص أذرع ايران في سوريا عامة و في عدد من المناطق خاصة، لذلك كان لابد من التغييرات واحكام القبضة من جديد وتكثيف المعارك عسكريا.

محاصصات

ويشدد ناشطون سريون على أن محاصصات روسيا وإيران أيضا داخل النظام السوري وقيادات المخابرات ، وهناك اتفاق غير معلن بذلك، عدا أن المتنفذين في النظام السوري يرون أن في بعض الشخصيات البارزة خطرا كبيرا ضدهم.