&اومو فوريست: تشكّل الغابات الكثيفة في محمية أومو الواقعة على مسافة 100 كيلومتر من لاغوس ملاذا آمنا للفيلة التي تلجأ إليها للاحتماء من سكان المناطق المجاورة الذين يلحقون الأذى بها.

يقول إيمانويل أولابودي الذي يدير مجموعة "فوريست إليفنت إنيشياتيف" للحفاظ على هذه الثدييات في غابة أومو الواقعة شمال شرق لاغوس العاصمة الاقتصادية لنيجيريا والتي يسكنها 20 مليون نسمة "هي تخاف من البشر، لذلك هي نشطة في الليل".

وقلائل فقط من الأشخاص يعرفون بوجود فيلة الغابات هذه التي تجيد التخفّي.

ويوضح جوي أديوسن وهو عالم موفد من السلطات يتعاون مع أولابودي، أثناء تركيبه كاميرات تصور الفيلة والجواميس والظباء وقردة الشمبانزي أيضا "عندما يسمع الناس أن هناك فيلة تعيش على مقربة منهم يفاجأون ولا يصدقون الأمر".&

وهذه الغابة التي تمتد على مساحة 1325 كيلومترا مربعا محمية منذ قرن تقريبا لكنها أصبحت مهددة جراء قطع الأشجار بصورة غير قانونية والتوسع الحضري السريع الذي تشهده المنطقة.

وغابة أومو مدرجة على لائحة محميات الغلاف الحيوي التابعة لليونسكو وهي واحدة من آخر الغابات المطيرة البكر المتبقية في نيجيريا.

ووفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، فإن معدلات إزالة الغابات في نيجيريا تعد من أعلى المعدلات على صعيد العالم.

ويقول أولابودي الذي يعمل ضمن فريق مؤلف من ثمانية حراس منتشرين في المكان "من السهل أن تقطع شجرة لكن إذا أزيلت الغابة فالنظام البيئي كله يتغير. كمية المتساقطات تنخفض ثم تفقد المزارع خصوبتها. كل شيء سيتأثر سلبا".

ونصف الغابة مخصصة للحياة البرية ويحظر قطع الأشجار فيها لكن الفساد متفش.

يشير إيبيينكا جايمس وهو يقود واحدة من عشرات الشاحنات المحملة بطريقة غير قانونية بالأخشاب الصلبة التي تحول إلى ألواح &لتستخدم لاحقا في مشاريع البناء المزدهرة في هذا البلد الإفريقي "هناك الكثير من الأشجار في هذا المكان. العصافير يمكنها الذهاب إلى غابة أخرى".

كما يتيح قطع الأشجار زراعة المحاصيل.

يقول كريستوفر شادراك مزارع الكاكاو من بلدة أوسي إكي وهي واحدة من بين القرى التي اخترقت المحمية "أحتاج إلى إعالة أسرتي. ماذا يمكنني أن أفعل؟".

- "الغابات ضرورية" -

لكن بالنسبة إلى الفيلة، تشكل المحاصيل وجبات لذيذة، وهو أمر يغضب المزارعين. وهذا الغضب إضافة إلى تقلص المساحة، يدفع هذه الحيوانات إلى البحث عن ملاجئ جديدة.

ففي نيسان/أبريل 2018، تدفّقت الفيلة من الغابة إلى الطريق السريع فيما كانت تبحث عن مكان جديد آمن تستوطنه، وفق أولابودي.

ووقتها، تمت مطاردة العديد من الفيلة رغم أن جزءا منها تمكن من العثور على ملجأ أقرب إلى المدينة.

ويعتقد أولابودي أنه قد يكون هناك حوالى مئة فيل في أومو لكن وجودها أصبح مهددا بشكل كبير وغير مسبوق لأن مواطنها الطبيعية في الغابة معرضة للخطر.

تسعى المؤسسة النيجيرية "أفريكا نيتشر إنفسترز" إلى تطوير السياحة البيئية بهدف حماية الغابة.&

يقول فيليب فان ترير وهو رجل أعمال بلجيكي نشأ في نيجيريا أن المشروع "سيوفر فرص عمل بديلة"، وهي تشمل زيادة أعداد الحراس بمقدار ثلاث مرات "ولكن أولا علينا وقف قطع الأشجار".

عند الفجر في أومو، تتردد أصداء مختلفة، منها أصوات القردة وأخرى أصوات الطلقات النارية التي تشير إلى وجود صياد في الغابة. وبعد وقت قصير، تسمع أصوات المناشير.

ويواجه الصيادون وتجار العاج غير القانونيين عقوبة السجن لمدة خمس سنوات في حال تطبيق القوانين.

في العام 2015، وضعت وزارة البيئة خطة عمل لحماية الفيلة، متعهدة القضاء على "سوق عاج محلية كبيرة".

ومع ذلك، يعرض نحات في سوق جاكاندي للحرف اليدوية في ليكي التي يعيش فيها أشخاص من الطبقة الوسطى، عملا عاجيا بناء على طلب "رجل أعمال مهم" وهو عبارة عن بندقية "إي كاي-47" وهو السلاح المفضل لدى الصيادين.

وصحيح أن رجال الأعمال في لاغوس لا يبالون كثيرا لحماية البيئة، إلا أن حماية الغابات والحفاظ على الفيلة بأمان في غاية الأهمية لمدينة تجتاحها الفيضانات.

ويقول شاكر الدين أودونوغا من جامعة لاغوس إن "الغابات ضرورية" لمنع فيضان أحياء مبنية بكاملها على مستنقعات، "وبدون تلك الغابات ستكون الحرارة خانقة".

في أومو، يذهب أولابودي وفريقه الصغير كل يوم إلى الغابات محاولين الحدّ من قطع أشجارها. ويوضح "إذا تركنا الغابة تدمر فسيقول الناس &كان علينا حماية الفيلة، لكن بحلول ذلك الوقت سيكون الأوان قد فات".