الجيش الإلكترونية أو الذباب الإلكتروني أو الغوغاء على موقع تويتر يستطيع أن يظهر ما هو حسن في طباع المغردين وما هو سيء، خصوصًا أن لا رقابة على التغريد وعلى التغريد المضاد.

إيلاف من دبي: مواقع التواصل الاجتماعي عامرة بالتدخلات غير المحترفة، أو شبه التلقائية، التي تحول كاتبها بلحظة إلى جلاد، يشيع التشنج بجلده أي مغرد، أو أي شخصية عامة تدلي بتصريح.

كثيرون يأملون أن يهدأ هذا التشنج الشائع على تويتر. فمنصة التواصل الاجتماعي هذه تبدو الوصفة السحرية للهستيريا الجماعية. ففي الواقع، تعرض الكثيرون للطرد من أعمالهم وللإقصاء الاجتماعي بسبب تغريدات غير مدروسة. ربما استحق بعضهم بئس المصير الذي آل إليه، إلا أن غوغاء تويتر، أو ما اصطلح على تسميته الذباب الإلكتروني، نادرًا ما يمعن النظر في تغريداته، ليعرف في الحقيقة إن كان أي غضب يعبر عنه عهو في الأصل عادل أم غير عادل. وهكذا، أثارت امرأة في واشنطن في 4 يوليو الجاري تحتج على سياسات الرئيس ترمب المتعلقة بالهجرة غضبًا بين معارضي ترمب لأنهم أخطأوا في قراءة موقفها، وظنوها مؤيدة للرئيس الأميركي.

آراء ترمب الغريبة

إن حوادث كهذه تؤدي ببعض المستخدمين إلى اتخاذ قرارهم بمغادرة توتير، &خصوصًا من صادف تغريدات مبهجة، على الرغم من مواجهته الجانب السيء من وسائل التواصل الاجتماعي.

في فئة التغريدات المبهجة، أدرجت تغريداتٌ كثيرة، ضمن وسمي #RevolutionaryWarAirport و#RevolutionaryWarAirportStories &بعد دقائق من آراء ترمب الغريبة في احتفالات الرابع من يوليو، إذ قال: "عانى الجيش القاري شتاءً قارسًا في وادي فورج، وجمع المجد من أطرافه حين عبر مياه ديلاوير، وحقق النصر المبين من كورنواليس في يوركتاون".&

أضاف: "جيشنا سيطر على الأجواء، وهاجم الأسوار، واستولى على المطارات، وفعل كل ما في وسعه وفي فورت ماكهنري، تحت وهج الصاروخ الأحمر. لم يكن أمامه من خيار إلا النصر".

لا يهم إن كان ترمب قد خلط بين حرب الاستقلال وحرب عام 1812، أو وجد أن الجنرال البريطاني اللورد كورنواليس كان من يوركتاون (هذه المنطقة في الواقع هي موقع هزيمته). فالقضية الأكبر هي الآتي: المطارات؟ في الحرب الثورية؟ وعذر ترمب - أن جهاز عرض الخطاب أمامه - كان أقبح من ذنب. فلم يكن كاتب خطابات ترمب من اعتقد أن المطارات كانت موجودة قبل ما نحو قرن من ميلاد الأخوان رايت، بل ترمب نفسه.

موجة من السخرية

بتصريحاته هذه، أثار ترمب موجة من السخرية على تويتر. قام مستخدم بتحريف لوحة جورج واشنطن وهو يعبر ولاية ديلاوير على صورة مطالبة بحقائب المطار للاحتفال بذكرى "معركة الأمتعة". وشخص آخر وضع وجه جورج واشنطن على حسد طيار في قمرة قيادة طائرة مقاتلة، وذيلها بالتعليق الآتي: "أنا أدراك ضرورة... ضرورة التسرع - جورج "مافريك" واشنطن". مستخدم ثالث صور احتلال ميليشيا فرجينيا 1777 مطار ريغان الوطني.

لو رأى ترمب هذه التغريدات الساخرة، فلا شك في أنه سيظن أنه كان ضحية "النيل من هيبة الرئاسة!". لكنه هو الرئيس، وربما فعل شيئًا يستدعي هذا الاستهزاء كله، خصوصًا لأنه - كالمعتاد - لم يعتذر عما اقترفه من أخطاء. يغرد ترمب الكثير من التغريدات الهجومية، أكثر كثيرًا من مضحكة لمتابعيه الذين يصل عددهم إلى نحو 62 مليون متابع. بالتالي، يجب أن يتوقع أن يكون يومًا في الطرف المتلقي للنقد والسخرية. لكن، يجب أن يكون مستخدمو تويتر أكثر حذرًا قبل أن يصبوا جام سخريتهم على أشخاص عاديين علقوا من غير قصد في شباك لواء الغضب الدائم.


أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "واشنطن بوست". الأصل منشور على الرابط:

https://www.washingtonpost.com/opinions/2019/07/06/twitter-mobs-show-worst-people-also-best/?noredirect=on&utm_term=.c5d2db1c3f58
&