رغم تعدد الشخصيات السياسية في بريطانيا خلال السنوات الأخيرة، لكنها لا تزال محدودة. وبينما تتنوع اللكنات في المملكة المتحدة بشكل كبير، تبقى لكل دولة من الدول الإدارية الأربع المكونة للمملكة مجموعة لكنات منوعة، وتبقى انجلترا أكثرهم تنوعًا على هذا الصعيد.

إيلاف: مع هذا، فإنه وفي وقت لاحق من الشهر الجاري، سيتم اختيار رئيس وزراء جديد، إما جيريمي هانت أو بوريس جونسون، وهو رئيس الوزراء الذي سيتحدث بلكنة كل من شغل هذا المنصب أخيرًا نفسها، حيث سيتحدث بطلاقة كما سكان منطقة جنوب شرق انجلترا.

أميركا تخالف السائد
لفتت في هذا الخصوص مجلة "إيكونوميست" البريطانية إلى وجود فوارق بسيطة في لكنات بعض من رؤساء الوزراء السابقين، موضحة أن لكنة جيمس كالاهان كانت فيها آثار للكنة ويست كانتري في جنوب غرب إنجلترا، حين ينطق الحروف المتحركة، فيما كانت لكنة هارولد ويلسون تميل أكثر قليلًا إلى لكنة منطقة يوركشاير، فيما لم يكن جون ميجور أكثرهم فخامة عند التحدث، بينما كانت تبدو لكنة توني بلير قريبة نوعًا ما من لكنة منطقة الثايمز (Estuary)، وهي لكنة شعبية في منطقة جنوب شرق انجلترا.

تابعت المجلة بلفتها إلى أن كل هذه اللكنات تعكس الطيف الواسع لمختلف اللكنات التي تشتهر بها انجلترا، وهو ما يمكن لأي سائح أو زائر أن يلحظه إذا جاب البلاد في مناطقها ومدنها كافة.

ثم مضت المجلة تشير إلى أن الوضع مختلف بالنسبة إلى أميركا. فرغم أن اللهجة "الأميركية العامة" هي السائدة، إلا أن آخر أربعة رؤساء انحرفوا جميعهم عنها. فأصول دونالد ترمب النيويوركية تبدو واضحة في طريقة نطقه للكلمات، وكان يتحوّل باراك أوباما إلى اللكنة الأميركية الأفريقية عندما تقتضي الحاجة. وكانت لكنة ولاية تكساس واضحة في طريقة نطق جورج بوش للكلمات، تمامًا كما كانت لكنة ولاية أركنساس ظاهرة في نطق بيل كلينتون.

هيمنة لندن
وعن عدم ترجيح وجود تركيز على اللكنات أو اللهجات الشمالية في مجلس الوزراء البريطاني إلى الآن، تحدثت المجلة عن سببين لذلك، أولهما أن أقل من نصف النواب في انجلترا عام 2015 كانوا قد ولدوا في المناطق التي يمثلونها على عكس الساسة الأميركيين، الذين يجب أن يعيشوا في الأماكن التي يمثلونها، ولا بد أن يكونوا منها كذلك.&

السبب الثاني هو هيمنة لندن على السياسة والاقتصاد والثقافة في انجلترا. كما إن أجزاء أخرى من الحياة البريطانية، لاسيما هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أضحت منفتحة على لهجات مختلفة، وهي الحال نفسها بالنسبة إلى البرلمان أكثر مما كان يحدث في العقود الأخيرة، في حين لا تزال الحكومة الإنكليزية متأخرة في هذا الشأن. &

أعدت "إيلاف" التقرير بتصرف عن مجلة "إيكونوميست" البريطانية، المادة الأصلية تجدونها على الرابط أدناه
https://www.economist.com/books-and-arts/2019/07/04/in-british-politics-posh-pronunciation-reigns?frsc=dg%7Ce


&

&&
&