نصر المجالي: يخيم الجدل على الساحة السياسية البريطانية حول الإجراء الواجب اتخاذه بحق السفير في واشنطن السير كيم داروك لانتقاداته للرئيس الأميركي وإدارته عبر رسائل الكترونية بعث بها لوزارة الخارجية.&

وبينما تطالب أصوات ومنها وزارية بضرورة معاقبة السفير، فإن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أكدت في بيان لها، أن لديها "ثقة تامة" بسفير المملكة المتحدة "لكنها لا تتفق مع تقييمه الوارد في رسائله".

وقال المتحدث باسم ماي إن التسريبات "غير مقبولة على الإطلاق" وأن مكتب رئيسة الوزراء على اتصال بالبيت الأبيض.

تصريح هنت

ومن جهته، قال وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هنت، إن مذكرات السفير تعكس "وجهة نظر شخصية" وليس وجهة نظر حكومة المملكة المتحدة.

وأضاف هنت الذي يخوض معركة زعامة حزب المحافظين المقبل سعيا لرئاسة الوزراء خلفا ليريزا ماي أن مهمة السفير هي إعطاء "آراء صريحة" ولكنها لا تعكس وجهة نظر الحكومة.

وأضاف أن إدارة ترمب "ليست فعالة للغاية فحسب، بل إنها أفضل صديق لبريطانيا على الساحة الدولية".

ووصف وزير التجارة البريطاني يام فوكس التسريبات بـ"غير المهنية وغير الأخلاقية وغير الوطنية".

وأضاف في حديث لـ(بي بي سي) أن كل من سرب رسائل البريد الإلكتروني، قد قوض "بشكل ضار" العلاقة الدفاعية والأمنية مع الولايات المتحدة، "أهم علاقة عالمية لدينا".

هوية المسرب

وتابع فوكس: "آمل أن نتمكن من تحديد هوية من سرب الرسائل، وبالتالي تطبيق نظام التأديب الداخلي عليه، أو إذا لزم الأمر إحالته للقانون، لأن هذا النوع من السلوك لا مكان له في حياتنا العامة".

وكانت تقارير قالت إنه من المرجح أن يؤدي تسرب الرسائل الالكترونية التي حصلت عليها صحيفة (ميل أون صنداي) اللندنية، إلى زيادة توتر العلاقات الأميركية البريطانية التي تواجه بالفعل تحديات ناشئة جزئيا عن أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومن خلال توغلات ترمب العرضية في السياسة البريطانية.

ووفقًا للصحيفة البريطانية، فإن سلسلة من البرقيات الدبلوماسية السرية التي تغطي عام 2017 حتى الآن، كان لدى السفير كيم داروك الكثير من الأشياء السلبية التي يمكن قولها عن ترمب ومساعديه.

وفي بيان رسمي، لم يناقش متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية والكومنولث على وجه التحديد البرقيات السرية أو اسم السفير داروك، الدبلوماسي المخضرم الذي عمل سفيراً في واشنطن منذ عام 2016، لكنه دافع فعليًا عن التعليقات.

تقييم نزيه

وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية: "يتوقع الشعب البريطاني من سفرائنا أن يقدموا للوزراء تقييماً نزيهاً وغير متحيز للسياسة في بلادهم".

واضاف: "وجهات نظرهم ليست بالضرورة آراء الوزراء أو الحكومة. لكننا ندفع لهم ليكونوا صريحين. تماماً كما سيرسل السفير الأمييكي هنا قراءته لسياسات وشخصيات الحكومة البريطانية".

ومضى المتحدث الرسمي قائلاً: "نشعر بالغضب لسرقة المعلومات وبالطبع نتوقع أن يتولى الوزراء المسؤولون وموظفو الخدمة المدنية معالجة هذه القضية بالطريقة الصحيحة ومن المهم أن يتمكن سفراؤنا من تقديم مشورتهم وأن تظل سرية"3

ومع ذلك، أضاف المتحدث الرسمي: "لدينا فريق في واشنطن لديه علاقات قوية مع البيت الأبيض ولا شك أن هذه العلاقات سوف تصمد أمام مثل هذا السلوك المشين والرسائل المسربة".

ازمات بريطانيا

وقال تقرير لـ(ديلي ميل) إن رسائل السفير جاءت بينما بريطانيا غارقة منذ عدة أشهر في سلسلة من الأزمات السياسية التي نشأت جزئياً عن قرارها بمغادرة الاتحاد الأوروبي.

كما ستغادر رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من منصبها بعد أن رفض المشرعون خططها الخاصة بكيفية التعامل مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، بمن فيهم الكثيرون من حزبها المحافظ.&

واضافت: لقد حاول البريطانيون تعزيز علاقاتهم مع الولايات المتحدة أثناء خطتهم للخروج من الاتحاد الأوروبي، لكن ترمب لم يجعل الأمر بسيطًا، وجاء قراره بالانسحاب من الصفقة النووية الإيرانية وتشكيكه من حين لآخر تجاه الناتو ليضعه على خلاف مع لندن.

وفي الوقت نفسه، فإن إدارة ترمب، رغم أنها منفتحة على فكرة التفاوض على صفقة تجارية ثنائية مع بريطانيا بمجرد خروجها من الاتحاد الأوروبي، إلا أنها أشارت إلى أنها ستتخذ موقفا متشددا خلال تلك المحادثات المستقبلية، على الرغم من ما يسمى بـ "العلاقة الخاصة" بين البلدين.

ترمب ينتقد

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتقد السفير البريطاني الذي وصف إدارة ترمب في رسائله السرية بأنها"غير كفؤة".

وقال ترمب: "السفير لم يخدم بريطانيا بشكل جيد، أستطيع أن أقول لكم ذلك".

وكان ترمب للصحفيين في نيوجيرسي، بعد أن شرعت وزارة الخارجية البريطانية في التحقيق في مصدر التسرب يوم الأحد "لسنا معجبين بهذا الرجل، إنه لم يخدم بريطانيا بشكل جيد".

وأضاف "أنا أتفهم ما حدث، وأستطيع أن أقول أشياء عنه، ولكنني لن أكلف نفسي عناء الرد عليه".