مينيو: تغلق السلطات الإيطالية الثلاثاء مركز كارا دي مينيو لاستقبال اللاجئين في صقلية الذي كان يوما أكبر مركز يضم مهاجرين في أوروبا، وذلك بحضور أكبر معارضيه وزير الداخلية اليميني المتطرّف ماتيو سالفيني.

وقال سالفيني الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الوزراء الاسبوع الفائت مع نقل أخر سكان المركز لمركز اخر في كالابريا "تم الوفاء بالعهد".

وبات هذا المركز، وهو مجمع سكنيّ سابق للقوات الأميركية يشبه بلدة أميركية مصغرة، في حراسة عناصر الجيش الإيطالي الذي يمنعون الدخول إليه تحت شمس صقلية الحارقة.

وفي ذروته في العام 2014، استضاف المركز أكثر من 4100 شخص. لكنّ عدد سكانه تراجع في شكل مُطّرد.&

وحين شكّل حزب الرابطة اليميني المتطرف بقيادة سالفيني وحركة 5 نجوم الشعبوية المناهضة للمؤسسات حكومة ائتلافية في حزيران/يونيو الفائت، كان المركز يضم 2,500 شخص.

وأعرب عالم النفس ماسيميليانو تيراسي عن إحباطه وهو يقف خارج المركز الذي عمل فيه منذ العام 2011.

وقال لتلفزيون وكالة فرانس برس "كانت الآمال مرتفعة حين تم افتتاح المركز أول مرة ونما (العمل) في شكل مهني".

وتابع "لو تمت إدارة المركز على نحو جيد، لكان إضافة للمنطقة وللتفاهم المشترك للسكان"، معبرا عن غضبه من الإنهاء المفاجئ لسنوات عمله، فيما لم تدفع الأجور النهائية للعاملين بالمركز بعد.

وأوضح أن الظروف الصحية والرعاية كانت جيدة في بداية افتتاح المركز، لكنّ الأمور بدأت تتراجع حين تجاوز سكانه ثلاثة آلاف شخص.

وقال "إذا نظرت لوضع المركز في النهاية، كان من الجيد إغلاقه. لكنّ إذا فكرت بما يمكن أن يصبح عليه، فالأمر محزن".

- انتقادات لاذعة -
لكنّ سيرجو ماستريلي أحد سكان البلدة الصغيرة أبدى انتقادا للمركز. وقال "حين تم افتتاح المركز، قلت على الفور إنّه ليس أمرا جيدا".

وتابع "لم يكن مركز استقبال يستند إلى الدمج بل على الأعداد".

ويدعم ماستريلي، طالب الحقوق البالغ 25 عاما، حركة خمس نجوم المناهضة للمؤسسات الشريك في الحكومة الائتلافية.

وقال "كان هناك أكثر من أربعة آلاف شخص من 85 اتنية مختلفة، فيما يبلغ سكان مينيو نحو خمسة آلاف شخص".

ودعا لحل أوروبي لأزمة اللاجئين معتبرا أن "العديد من المهاجرين يوّدون البقاء في بلادهم" إذا استطاعوا.

ويتكون المركز من 400 من المنازل الصغيرة المتراصفة المطلية باللونين بالاصفر والزهري، سبق وأقامت فيها عائلات الجنود الأميركيين العاملين في قاعدة سيغونيلا الجوية المجاورة.

لكنّ الجيش الأميركي تخلى عن استئجار المنطقة في العام 2010، وأثار تأسيس المركز ووصول اللاجئين لاحقا قلق وغيرة السكان المحليين في صقلية.

وكان اللاجئون يوافقون على العمل مقابل 10 او 20 يورو (11-22 دولارا) في اليوم اثناء موسم جمع البرتقال، ما زاد من غضب السكان الذين لم يقبلوا العمل بهكذا أجور متدنية.&

- "وهم كبير" -
لكنّ المركز كان يوظف 400 شخص من سكان المنطقة، وهدّد رئيس بلدية مينيو الحالي جوسيبي ميستريتا بتقديم استقالته إذا لم تساعد الدولة في المرحلة الانتقالية بعد إغلاق المركز.

وقال الرئيس الإقليمي المحافظ لصقلية نيللو موسوميتشي إنّ "إغلاق (مركز) مينيو نهاية لوهم كبير في منطقة متعطشة للوظائف".

وهناك تحقيقات قضائية عديدة جارية لأحداث متورط بها رئيس بلدية مينيو السابق ومدير المركز السابق.

وتتضمن المزاعم منح عقود على نحو تفضيلي والمبالغة في أعداد اللاجئين لجذب دعم مالي حكومي أكبر.

وفي كانون الثاني/يناير الفائت، فكّكت الشرطة عصابة نيجيرية للاتجار بالمخدرات تعمل من داخل المركز وشبكة دعارة.&