أصيلة: قال محمد بن عيسى، أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة ووزير الخارجية والتعاون المغربي السابق، إن أصيلة والمملكة المغربية "احتفتا دوما بأفريقيا وإبداعاتها"، مؤكدا أن القامات السامقة لمختلف البلدان الأفريقية، قدمت إلى أصيلة منذ بداية هذا المشروع الثقافي الكبير.

وأضاف بن عيسى في الجلسة الافتتاحية لندوة "الإبداع الأفريقي في أفريقيا والمهجر" التي انطلقت مساء الأحد، وتتواصل أشغالها إلى غاية 11 يوليو الجاري، ضمن فعاليات منتدى أصيلة ال41، أن رائد هذه المسيرة هو "الرئيس السنغالي الراحل الشاعر ليوبول سيدار سنغور، الذي قدم إلى أصيلة في عام 1981، مباشرة بعد استقالته من رئاسة الجمهورية".&

&

جانب من الندوة&

وأفاد بن عيسى بأن موسم أصيلة أحدث بعد ذلك "جائزة كبرى للشعر الإفريقي، تحمل اسم شاعر وكاتب مسرحي كبير، هو الراحل فيليكس تشيكايا أوتامسي، وسمينا حديقة باسمه في مدينة أصيلة".

وأضاف بن عيسى متحدثا عن احتفاء المنتدى على مدى 40 سنة مضت بأفريقيا ومبدعيها، وقال إن أصيلة استضافت في نهاية ثمانينات القرن الماضي "أول لقاء للكتاب الأفارقة جمع 70 كاتبا من كل إفريقيا".&

&

&

وقال أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة: "استضفنا خلال 40 سنة فنانين تشكيليين من كل إفريقيا. وهناك الآن معرض قائم في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية للاحتفاء بالفنانين الذين اشتغلوا في مشاغل التشكيل في أصيلة خلال 40 سنة"، مشيرا الى أنه في موسم هذه السنة تعرف أصيلة "نقلة كبيرة على طريق الاحتفاء بإفريقيا. وخصصنا هذا الأسبوع للاحتفاء بالإبداع الإفريقي كله".

&

&فيكتور بورغيس&وزير خارجية الرأس الأخضر الاسبق

من جهته، يرى فيكتور بورغيس، وزير خارجية الرأس الأخضر، أن الابتكار "أساسي لمستقبل أفريقيا، سواء بالنسبة للثقافة والفنون أم بالنسبة للفلاحة والاقتصاد والتنمية والحوكمة".

وأكد بورغيس أن السياق الذي تعيشه القارة الأفريقية اليوم هو "نتائج مباشرة وغير مباشرة للسياق التاريخي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي للماضي"، مبرزا أن هذا الوضع حددت قواعده الشكلية في الخارج ، ومن طرف "قوى لم تكن نساء ورجال أفريقيا تمثل هدفا أو تحظى بانشغالات من الدرجة الأولى".

واستدرك بورغيس مبينا أن الإحالة التي ساقها على الماضي جاءت "فقط من أجل وضع وربط الأشياء. وليست في نيتي أن أعيد محاكمة الاستعمار الذي أصبح من حسن الحظ وراء ظهورنا".&

&

&ماريو لوسيو سوسا الموسيقي ووزير ثقافة جمهورية الرأس الأخضر السابق&

وشدد بورغيس على أن الكلمات الأخيرة والحاسمة في تغيير كل المجالات تكون للمبدعين، سواء في مجال الفنون والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والسياسة، مبرزا أن هذا المسلسل الذي تحتاجه أفريقيا يشكل المبدعون "العامل الحاسم فيه بمواهبهم ومجهوداتهم، ويمكنهم أن يساعدوا بعضهم البعض على إعادة تأويل العالم، ويمكن جلب عناصر أجوبة وأدوات مادية وغير مادية ، جمالية وعاطفية من أجل مواجهة تحدي الحاضر وبناء المستقبل".&

وتابع موضحا "يقال لنا دائما إن الشعوب تصنع التاريخ، وأقول أنا إن المبدعين هم من يصقلون تاريخ الشعوب، لذلك من الأهمية بمكان الحديث عن الابداع في إفريقيا وفي المهجر".&

بدوره، قال ماريو لوسيو سوسا، الموسيقي ووزر الثقافة السابق في الرأس الأخضر، إن الدورة الأولى لموسم الموسيقى الأفريقية، الذي ينظمه منتدى أصيلة هذه السنة هو "جزء من التراث والحضارة الإنسانية"، مبينا أن العديد من الصراعات التي لا تتحقق في العالم يأتي بالدواء الوحيد لتجنب الحروب وهو الحوار.

وافاد سوسا بأن المنتدى يعتزم في الدورات المقبلة إقامة جائزة للموسيقى الأفريقية، التي أكد بأنها تكتسي "بعدا كونيا نريد أن ننوه بالفنانين الأفارقة في العالم الذين ساهموا في الإعلاء من شأن أفريقيا والاعتراف بمساهماتهم في إبراز أفريقيا".

وأشار سوسا إلى أن الجائزة ستمكن أفريقيا من التعرف على "الأفارقة وأحفادهم في القارات الخمس وسيأتي إلى أصيلة أكبر الموسيقيين في العالم لينالوا الاعتراف الإفريقي لما قاموا به لصالح الموسيقى الإفريقية، ومجدوا إفريقيا حتى لو لم يكونوا أفارقة".

ودعا أمادو لامين صال، الشاعر السنغالي الفائز بجائزة تشيكايا أوتامسي للشعر في الدورة السابقة من منتدى اصيلة، منظمة اليونيسكو إلى تسجيل مدينة أصيلة ضمن التراث الحضاري العالمي.

&

الشاعر السنغالي أمادو لامين صال

وأشاد صال بما حققه المغرب من تنمية وتقدم، وقال إن المغرب "استطاع أن يحقق هذا النجاح الباهر وعلينا أن نبدأ من الانطلاقة. فالمغرب منذ الآن يحتل مكانة خاصة في نفوس شعوب العالم وأفريقيا التي يقيم معها علاقات طيبة".

وافاد صال بأن أفريقيا "ليست جميلة بالقدر الكافي، وعلينا أن نعمل على تجميلها ونكسبها المزيد من الجمال لأنها هي مستقبلنا وسبب وجودنا ، لافتا إلى أن المبدعين حققوا مهامهم ولم ينجحوا في هذا لحد الآن في أفريقيا التي شببها بامرأة جميلة "تعاني وتبكي بسبب الساسة الذين يحكمونها".

&

بوسي شلبي وليلى علوي وإيناس الدغيدي و سعدية لاديب وخلود يتابعن الجلسة الافتتاحية للندوة&

وأضاف صال محملا السياسيين والحكام في القارة مسؤولية ما وصلت إليه أوضاع القارة السمراء وشعوبها، وقال "أفريقيا وصلت إلى ما وصلت إليه الآن، وعلينا أن نحاسب الساسة ونطالبهم بتحقيق نمو وتقدم أكثر".