جيفري إبستين
Getty Images

ظهر جيفري إبستين - الملياردير الأمريكي والصديق المقرب لدى النخبة - أمام محكمة في نيويورك على خلفية اتهامه بإدارة "شبكة واسعة" للإتجار الجنسي بالبنات القصر.

وقال إبستين، الذي ظهر في زي الاتهام ذي اللون الأزرق، إنه غير مذنب.

وتقول لائحة الاتهام إن إبستين أغرى فتيات قصّر بزيارة قصور يمتلكها في مانهاتن وفلوريدا بين عامي 2002 و2005.

وبحسب الاتهامات، فإن هؤلاء الفتيات اللواتي كان عمر بعضهن 14 سنة كن يحصلن على مئات الدولارات من إبستين مقابل أعمال جنسية.

ويواجه إبستين اتهامات بالإتجار بالأطفال بغرض الجنس وكذلك التآمر من أجل هذا الغرض.

وقد ألقي القبض على إبستين، 66 عاما، والذي يدير صندوقا تجاريا للتحوط في الولايات المتحدة، يوم السبت الماضي في مطار تيتيربورو لدى وصوله من فرنسا على متن طائرته الخاصة.

وسيمكث إبستين بالسجن حتى جلسة مقررة في 11 يوليو/تموز للنظر في إمكانية الخروج بكفالة.

ما الذي ورد بعريضة الاتهام؟

تقول عريضة الاتهام إن إبستين كان على علم بأن ضحاياه من الفتيات القصر لم يتجاوزن 18 عاما، وأنه كان يطلب منهن في أغلب الأحوال أعمال تدليك وهن عاريات، قبل أن يتعرضن للاعتداء الجنسي بعد ذلك.

وتضيف العريضة أن المتهم "دفع أموالا لبعض ضحاياه من أجل جلب فتيات أخريات حتى يقمن بنفس الأعمال".

كما تضيف عريضة الاتهام أن إبستين تآمر مع آخرين "من بينهم موظفين وشركاء" ساعدوه في تنظيم مواعيد مع فتيات قصّر في منازله في مانهاتن وبالم بيتش.

ويقول إبستين إنه كان يعتقد أن سن الفتيات أكبر من 18 عاما، وأن تلك المواعيد كانت بالتراضي.

وقال المدعي العام لجنوب نيويورك جيفري بيرمان إن الشرطة عثرت لدى تفتيشها لمنزل إبستين في مانهاتن على صور يبدو أنها لفتيات عاريات. وناشد السيد بيرمان أي ضحية أو من يمتلك معلومات حول موضوع هذا الاتهام أن يتقدم بها لجهات التحقيق في القضية.

شخصيات مهمة على علاقة بإبستين

تمتع إبستين بصداقة مع الأمير أندرو، والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون وكذلك الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.

وحيال الاتهامات الموجهة لإبستين، أصدر الرئيس السابق كلينتون بيانا قال فيه إنه "لا يعرف شيئا عن هذه الجرائم المروعة"

وأضاف بيان كلينتون أنه "سافر أربع رحلات على متن طائرة جيفري إبستين الخاصة" كما التقى به في اجتماع في 2002.

وقال الرئيس السابق كلينتون إنه لم يتحدث مع إبستين منذ أكثر من عشر سنوات.

وفي عام 2002، أفردت مجلة نيويورك ملفا شخصيا عن إبستين، وقال عنه ترامب إنه "شخص رائع".

وأضاف ترامب أن الرجل لا يمكن أن يمل منه أحد، كما أنه يحب النساء الحسناوات مثلي.

تهم سابقة ضد إبستين

واجه إبستين اتهامات باستغلال عشرات الفتيات المراهقات بين عامي 1999 و2007. وتوصل إلى اتفاق يتجنب بموجبه اتهامات فيدرالية بالإتجار بالبشر لغرض الجنس في هذه القضية.

وأقر إبستين بذنبه عام 2008 في اتهامات أقل وهي المراودة الجنسية والقوادة لشخص أقل من 18 عاما لأغراض الدعارة.

ويؤدي ذلك إلى تجنب عقوبة محتملة تصل إلى السجن مدى الحياة، وتوقيع عقوبة تصل إلى السجن 13 شهرا وإدراج اسمه في سجل مرتكبي الجرائم الجنسية.

وحكم قاضي بولاية فلوريدا الأمريكية مطلع العام الجاري بأن مدعين فيدراليين خرقوا القانون بعدم إبلاغ ضحايا إبستين باتفاق إقراره بالذنب في الوقت المناسب.

وسوف يتخذ القاضي كينيث مارا حاليا قرارا بما إذا كان يُبقي على اتفاق عدم المقاضاة الذي يحمي إبستين من اتهامات أشد خطورة أم لا .

وقال البيت الأبيض في أعقاب قرار المحكمة إنه "يدرس" دور وزير العمل أليكسندر أكوستا في اتفاق الإقرار بالذنب، الذي وافق عليه عندما كان وزيرا للعدل.

وكان إبستين قد حرم في ديسمبر/كانون الثاني ضحاياه من فرصة الشهادة ضده للمرة الأولى بعد التوصل لاتفاق في الدقيقة الأخيرة لتسوية دعوى قضائية مدنية.

من هو إبستين؟

في شبابه، عمل جيفري إبستين مدرسا للرياضيات والفيزياء في مدرسة دالتون الخاصة في مانهاتن.

وفي عام 1976 انتقل للعمل في القطاع المالي حيث عمل كأخصائي في تداول الخيارات لدى شركة خدمات مصرفية استثمارية، وأصبح بعد أربع سنوات أحد الشركاء فيها.

بعد ذلك، أسس إبستين مؤسسة لإدارة الأصول المالية وفي وقت قصير جاوزت المَحافظ التي تقوم شركة إبستين بإدارتها المليار دولار.

وفي عام 1996، أعاد تأسيس الشركة في جزر العذراء الأمريكية لأغراض ضريبية.

ويلف قدر من الغموض والسرية الكبيرة قائمة عملاء شركة إبستين وكافة أعماله وكذلك تفاصيل حياته حتى بات معروفا بكونه رجل المال الغامض.

ورغم شهرته كأحد أصحاب الثراء الفاحش، والصداقة التي تجمعه بشخصيات مؤثرة، فإن إبستين يعرف كذلك بأنه رجل خير وإحسان.

ففي عام 2003، تداولت الصحافة خبر تبرعه بمبلغ 30 مليون دولار لجامعة هارفارد من أجل تأسيس برنامج للبيولوجيا الرياضية وديناميكيات التطور.

ولم يحدد حجم ثروة إبستين حتى الآن بسبب عدم القدرة على حصرها لوقوع شركته في منطقة ملاذ ضريبي لا توفر أدنى بيانات لحجم الثروة.