في أعقاب الأزمة الدبلوماسية التي تسبب فيها السفير البريطاني، السير كيم داروك، بين لندن وواشنطن، بعد سلسلة الانتقادات التي تقترب من درجة الشتائم التي وجّهها إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، رأت صحيفة نيويورك دايلي نيوز في تقرير نشرته أن استقالة داروش كسفير لبريطانيا لدى الولايات المتحدة ربما كانت حتمية، لكنها تساءلت بقولها إنه وبالرغم من كل ما حدث، هل قام داروش بأي شيء خطأ في واقع الأمر؟.

إيلاف: أشارت صحيفة نيويورك دايلي نيوز في معرض دفاعها عن السفير البريطاني في واشنطن إلى أن للسفراء مهمتين رئيستين، هما: تعزيز المصالح الجوهرية لبلدانهم، وتقديم تحليلات وتقييمات ذات قيمة مضافة، لمساعدة الساسة في بلدانهم على صياغة نهجهم تجاه الحكومات الأجنبية.&

مثالي يجيد التواصل
تابعت الصحيفة بقولها إن "ما كان معروفًا عن &داروك&طوال فترة عمله في واشنطن، والتي اقتربت من أربعة أعوام، هو أنه كان دبلوماسيًا مثاليًا، وعلى تواصل جيد بالنخب السياسية في العاصمة".&

وأشادت بعد ذلك برد فعل الحكومة البريطانية بعد تسريب وثائق داروك&السرية، مع خروج وزير الخارجية، جيرمي هانت، ليعرب عن ثقته في داروش، ويؤكد أنه كان يقوم فقط بوظيفته بتقديمه التحليلات المفترض منه أن يقدمها، ولفته في الوقت نفسه إلى أن حكومة بلاده لا توافق بالضرورة على أي شيء كتبه داروش.

شرارة تطال ماي
وبينما كان من المفترض أن تنتهي القصة عند هذا الحد، إلا أن ترمب كان له رد فعله، الذي ربما توقعه كثيرون، بحكم معرفتهم بشخصية الرئيس الأميركي المتهورة، حيث شنّ عبر تويتر سلسلة هجمات شخصية طفولية على داروش، وأطلق تهديدًا بعدم التعامل مع السفير، وشن هجومًا غير مبرر على رئيسة الوزراء، تيريزا ماي.

تابعت الصحيفة بقولها إنه ورغم عدم إعجاب ترمب بما كتبه عنه داروش، لكنه كان يجب عليه أن يفهم، بحكم منصبه كرئيس، أن السفراء، بمن فيهم سفراؤه، من المتوقع أن يشاركوا مثل هذه التحليلات مع حكوماتهم، إذ إن ذلك هو الأمر الطبيعي، وإلا فعليه ألا ينتظر أي شيء من السفراء الذين عيَّنهم في مختلف بلدان العالم!.

جزء من عالم الدبلوماسية
وتحدث كاتب المقال في الصحيفة، دانييل كورتزر، الذي سبق له العمل كسفير للولايات المتحدة لدى مصر وإسرائيل، عن تجربته الشخصية في هذا المجال، موضحًا أن طبيعة وظيفته كانت تفرض عليه نقل تقييمات أمينة عن الرئيس، محمد حسني مبارك، وعن رئيس الوزراء الإسرائيلي، أرييل شارون، إلى الرئيسين بيل كلينتون وجورج بوش، فقد كان يعلم الكثير من الأمور المثيرة عن الزعيمين المصري والإسرائيلي من خلال الوقت الذي كان يقضيه معهما ومع كبار مساعديهما في التجمعات الرسمية وغير الرسمية، وهو ما كان يساعد على تعزيز المصالح الأميركية.

قال دانييل إنه ورغم تأكده من أن الوثائق التي كان يرسلها لم تكن تحظى بموافقة كل المسؤولين في واشنطن، لكنه كان على يقين من تقديرهم لأهمية محاولة اكتشاف الشخصيات وسماتها السياسية اللازمة لصياغة سياسة وإستراتيجية دبلوماسية سليمة.

ختم بقوله إنه، "وبينما قد يدافع مؤيدو ترمب عن رد فعله، لكن الأمر غير ذلك، فهو ليس شجارًا في فناء مدرسة، وإنما جزء من عالم الدبلوماسية الأكثر تعقيدًا"، متوقعًا أن "يستمر نهج داروش مع غيره من السفراء الذين سيواصلون العمل وفق أسس التقارير والتحليلات الصادقة التي ستظل جزءًا من العملية الدبلوماسية".

أعدت "إيلاف" التقرير بتصرف عن صحيفة "نيويورك دايلي نيوز" الأميركية. تجدون المادة الأصل على الرابط:
https://www.nydailynews.com/opinion/ny-oped-kim-darroch-was-just-doing-an-ambassadors-job-20190711-s6i7iw5nifettkmwrfgwwej2nm-story.html


&