أمريكا تفرض عقوبات على عدد من كبار قيادات حزب الله اللبناني
AFP

تناولت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، تداعيات العقوبات الأمريكية الأخيرة على عدد من كبار قيادات حزب الله اللبناني.

ويرى بعض الكُتّاب أن العقوبات تعكس استراتيجية أمريكية تهدف إلى مزيد من التصعيد ضد الحزب في لبنان من خلال دفع الحكومة اللبنانية إلى قطع اتصالاتها بالحزب.

بينما يرى آخرون أن العقوبات ما هي إلا امتداد للعقوبات المتزايدة ضد إيران.

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد فرضت عقوبات على ثلاثة مسؤولين في الحزب منهم اثنان من أعضاء مجلس النواب ومسؤول أمني ينسق بين حزب الله والأجهزة الأمنية.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان إن هذه الخطوة جاءت ضمن جهود الولايات المتحدة للتصدي "للتأثير الضار" لحزب الله المدعوم من إيران في لبنان.

"امتداد لتصاعد العقوبات على إيران"

يرى خيرالله خيرالله في "العرب" اللندنية أن العقوبات الأمريكية الأخيرة ليست موجهة إلى لبنان، بل إلى إيران.

ويقول: "المقلق أيضا أن العقوبات الأمريكية تشير إلى مدى جدّية إدارة دونالد ترامب في الذهاب إلى أبعد حدود في عزل إيران".

ويدعو الكاتب إلى "تسمية الأشياء بأسمائها، أي توصيف حزب الله بشكل دقيق كلواء في الحرس الثوري الإيراني بعناصر لبنانية. يؤدي هذا اللواء خدمات لإيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وحيث تدعو الحاجة في هذه الدولة العربية أو تلك وحتّى في أفريقيا وأمريكا وأستراليا وأوروبا".

ويرى وليد شقير في "الحياة" اللندنية أن العقوبات الأمريكية الجديدة "قد لا تضيف جديداً على المنحى التصاعدي لاستهداف الولايات المتحدة الأمريكية لحزب الله، بصفته أحد أذرع طهران في تمددها الإقليمي منذ سنوات".

ويقول: "فواشنطن سبق أن أدرجت على لائحة الإرهاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، وغيره من قياداته ومسؤوليه أو المتعاونين معه ماليا، بالعشرات، منذ تصنيف الحزب إرهابيا على قوائمها قبل زهاء عقد من الزمن".

ويضيف: "فإن أهمية استهداف نواب في البرلمان تعود إلى رمزيته من جهة، وإلى بعده السياسي من جهة ثانية. العقوبات تطال أشخاصا في قلب المؤسسات اللبنانية، وهي امتداد لتصاعد العقوبات على إيران والحرس الثوري، التي تَعدُ إدارة دونالد ترامب بالمزيد منها. لكن اللافت في القرارات الأخيرة هو دعوة وزارة الخزانة الأمريكية الحكومة اللبنانية إلى قطع اتصالاتها بحزب الله، على رغم معرفتها باستحالة ذلك كونه جزءا منها".

"رسائل للداخل والخارج"

يقول جويس كرم في موقع "ميدل إيست أونلاين" إن العقوبات "تحمل تداعيات ورسائل للداخل والخارج" وهي "خطوة نوعية كونها هي المرة الأولى التي تدرج فيها واشنطن نوابا للحزب في البرلمان اللبناني على قائمة العقوبات".

ويقول: "الرسالة الأولى التي أرادت واشنطن توجيهها هي للبنان ولحلفاء حزب الله قبل الحزب نفسه، بإنذارهم بأن الغطاء السياسي فقد صلاحيته وأن المنطقة الرمادية التي تحيط علاقة حزب الله بالدولة والأجهزة الأمنية اللبنانية مرفوضة من إدارة دونالد ترامب".

ويضيف: "الرسالة الثانية هي للأوروبيين، بأنه لا تمايز في قراءة واشنطن بين الجناحين العسكري والسياسي لحزب الله".

"أما الرسالة الثالثة فهي لإيران، بأن رفع التخصيب وتحريك أذرع الحرس الثوري الإيراني لن يوقف العقوبات بل سيضاعفها. عقوبات ترامب ضد حزب الله تبني على قلق الأوروبيين من إيران وعلى مؤشرات روسية للتعاون تحت الطاولة في سوريا بهدف كبح طهران".

ويقول الكاتب والمحلل السياسي جوني منير في صحيفة "الجمهورية" اللبنانية إن الهدف من تلك العقوبات "هو ردع النفوذ الكبير الذي حَظي به حزب الله بعد الانتخابات النيابية الأخيرة. لكنها خطوة ضغط معنوية، ما يعني أنّ واشنطن ترفع مستوى ضغطها في لبنان وفق مسار حَذر ومدروس ووفق درجة واحدة لا أكثر. فهدفها أن تحاكي إيران مع تمسّكها بالاستقرار الداخلي اللبناني".