لم يكن زواج العارضة اللبنانية، جورجينا رزق، الحائزة على لقب ملكة جمال الكون عام 1971، من الشخصية البارزة بمنظمة التحرير الفلسطينية، علي حسن سلامة، زواجاً تقليدياً، بل كان زواجاً يشوبه كثير من التناقضات والاختلافات، فالعروس عارضة أزياء والعريس شخص ثوري على صلة وطيدة بالمخابرات الأميركية.

وعن كواليس هذا الزواج الذي أثار ولا يزال يثير الجدل، نقلت صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية عن الفنان اللبناني ألفريد طرزي، الذي تناول قصة حب جورجينا وسلامة في معرض فني أقامه مؤخراً في بيروت، قوله "كانا من أكثر الأزواج الذين يتحدث عنهم الناس في بيروت آنذاك. وكل من كنت أعرفه هناك كان مرتبطاً بهما بطريقة ما، أو يتذكر ذهابهما سوياً إلى المطاعم والملاهي الليلية".


جورجينا مع زوجها والى الجانب الايمن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات

وكشفت الصحيفة عن أن رحلة شهر العسل التي قام بها الزوجان، سلامة وجورجينا، بعد زواجهما عام 1977 في هاواي وديزني لاند بفلوريدا تم تسهيلها وتمويلها جزئياً من قبل وكالة المخابرات الأميركية "سي آي إيه".

وعاود طرزي ليقول "لم تلفت جورجينا لشيء، لأنها وقعت في حب سلامة، وأي شخص كان يعرفه يمكنه أن يؤكد مدى الجاذبية والسحر اللذين كان يتسم بهما على المستوى الشخصي".

وربما أخذت الأنشطة التي كان يقوم بها سلامة، زوجته، جورجينا، إلى عالم المقاومة والسياسة الدولية، الذي كانت تتجاهله في الماضي، وصارت بالفعل الزوجة الثانية له، لكن قصة حبهما لم تدم طويلاً، حيث اغتال جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" سلامة عام 1979 وقت أن بدأت الحرب الأهلية اللبنانية في التصاعد.

هذا وقد شكَّلت قصة حب سلامة وجورجينا جزءًا من معرض طرزي الفني الحركي، الذي شارك به في أسبوع تصميم بيروت السنوي، الذي أقيم مؤخراً، حيث استلهم طرزي أفكار معرضه من آلاف الصور التي تعكس الثقافة الشعبية وقتها، بالإضافة إلى الحكايات الشفهية، التي كان من ضمنها مقابلة أجريت مؤخراً مع جورجينا نفسها.

وبرزت بالمعرض، الذي جاء بعنوان "حبيبان"، مخطوطتان من القماش مغطتان بالزجاج ولهما إطار فولاذ، وقد صممها طرزي خصيصاً للمعرض، واستعرض فيهما مجموعة صور مأخوذة من حياة سلامة وجورجينا، عبارة عن صور إعلامية لا تنسى، كاريكاتير سياسي، قصاصات صحفية، بالون ميكي ماوس ضخم يرمز الى شهر العسل. وذلك إلى جانب مئات الصور التي عرضت بالأبيض والأسود متدلية في سلاسل من السقف، وهي صور لملصقات وقصاصات مأخوذة من بعض الصحف.

وفي هذا السياق، أكد طرزي، الذي تدرب في البداية للعمل كمصمم جرافيك قبل أن يصبح فناناً، أن ثقافة الطباعة في القرن الـ 20 هي أقوى رمز للحداثة في الشرق الأوسط، منوهاً إلى أن معرض "حبيبان" يجسد بيروت في سبعينات القرن الماضي ويصورها باعتبارها بؤرة للأفكار الاجتماعية والسياسية، فضلاً عن رغبته في استغلال المعرض لتحدي من سبقوا أن وصفوا سلامة باعتباره إرهابيا دوليا، خاصة وأن طرزي يرى أن خصوم سلامة كانوا يحاولون في الغالب التلاعب بسيرته.

كما جاء معرض طرزي ليشكل جزءًا من تحقيقه الأوسع حول الحرب الأهلية في لبنان، كذلك، وهي الحرب التي اندلعت عام 1975 ودمرت البلاد لأكثر من 15 عاماً، وذلك لأنه يرى أن فهم الحرب الأهلية سيساعدنا على فهم الواقع الحالي للبنان.

أعدت "إيلاف" المادة بتصرف عن صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية.