بيشاور: شهدت المناطق القبلية في باكستان السبت أول انتخابات محلية في تاريخها وسط إجراءات أمنية مشددة، في خطوة مفصلية لإعادة شمال غرب البلاد الذي عانى لسنوات من اضطرابات فاقمها التمرّد، إلى الساحة السياسية الباكستانية.

وسابقا شكّلت الأقاليم السبعة المحاذية للحدود مع أفغانستان محورا للحرب الدولية على الإرهاب إلى أن فرضت السلطات الباكستانية العام الماضي سيطرتها عليها إثر إقرار تشريعي بذلك.

وأعلن المتحدث باسم اللجنة الانتخابية سهيل خان لوكالة فرانس برس مشاركة أكثر من 2,8 مليون شخص في انتخاب 16 عضوا في المجلس المحلي.

وقال مسؤولون إن أي أعمال عنف لم تسجّل وأقفلت مراكز الاقتراع التي فتحت صباح السبت عند الخامسة مساء من دون أي اضطرابات.

والمنطقة التي كانت تتمتع سابقا بحكم شبه ذاتي كانت خاضعة لاتفاق يعود لفترة الاستعمار كان يسمح بفرض العقاب الجماعي وأوجد بيئة خصبة للتمرد.

وتضم الأقاليم القبلية السبعة باجور وخيبر وكرم ومهمند ووزيرستان الشمالية وأوركزاي ووزيرستان الجنوبية نحو خمسة ملايين شخص غالبيتهم من عرق البشتون.

وكان اقتراعهم يقتصر سابقا على انتخاب ممثليهم للجمعية العامة في إسلام أباد.

وخاض الانتخابات مرشحون من مختلف الأحزاب بينهم امرأتان في مشهد نادر في المنطقة المحافظة إلى أبعد الحدود.

ووسّع التشريع الذي أقر العام الماضي الصلاحيات القضائية للمحاكم الباكستانية لتشمل هذه المنطقة على أمل أن يسهم ذلك في مساعدتها إنمائيا بخاصة أن واشنطن تعتبر أنها تشكل ملاذا آمنا للمتمرّدين ولا سيّما طالبان والقاعدة، وهو ما تنفيه إسلام أباد.

وفي السنوات الأخيرة تحسّنت الأوضاع الأمنية في المنطقة بعدما نفّذ الجيش الباكستاني عدة عمليات فيها.

لكن هجمات أقل حدة لا تزال تسجّل في المنطقة الذائعة الصيت لسهولة الاستحصال على الأسلحة بأسعار زهيدة والمخدرات والتهريب.
& & & & & & & &&