أحمد العياد من الرياض: تمت الموافقة على التمديد للدكتور السعودي معجب الزهراني لمدة 3 أعوام بدءاً من العام القادم 2020 مديرا لمعهد العالم العربي في باريس رغم المنافسة القوية والضغط الكبير لصالح المرشح العراقي، إلا أن الكفة رجحت أخيرا &لصالح الدكتور الزهراني.

معجب الزهراني ناقد وكاتب وأديب وأكاديمي سعودي، وهو خريج جامعة السوربون الفرنسية العريقة، حيث درس فيها الماجستير والدكتوراه ويجيد 3 لغات، وعاش في فرنسا ثماني سنوات قبل أن يعود لها مديرا ًللمعهد العربي في 2016.

وعمل أستاذاً لعلم الجمال في جامعة الملك سعود وبعد ذلك في جامعة اليمامة، وأصدر أعمالا روائية ونقدية عدة، منها «مقاربات حوارية»، و«رقص»، و"سيرة الوقت".

الزهراني والمعهد... علاقة قديمة

يقول الدكتور معجب الزهراني أنه "منذ عام 1987 وأنا ما زلت طالبا أحضّر الدكتوراه، وعملت في السنتين الأخيرتين على أطروحتي في مكتبته. عرفتُ المعهد وحضرتُ بعض معارضه وبعض ندواته وأنا طالب في باريس، وكنت كلّما أعود إلى باريس لا بُدّ لي من أن أمر عليّه لأن لي فيه أصدقاء وزملاء من أيام الجامعة".

نشاطات مختلفة

مع تعيين معجب الزهراني كمدير للمعهد العربي في باريس زادت االنشاطات في المعهد، ففي كل يوم تقريبًا نشاط أو نشاطين على مدار العام، تتنوع بين معارض كبرى ينشؤها وينظمها قسم المعارض ولقاءات وندوات في المكتبة.

كما يضمّ المعهد مكتبة متميزة ومتخصصة في العالم العربي، وتعد رقم واحد في الاستشارات كمرجع للباحثين والباحثات، إضافة إلى متحف يزوره آلاف الناس شهريًا هو متحف نوعيّ ضُمّ قبل ما يزيد على السنتين إلى المتاحف الوطنية الفرنسية، ما يدل على قيمته الكبرى مثل متحف اللوفر والمتاحف الأخرى، بمعنى أنه أصبح مقامًا رمزيًا كبيرًا، لأنه مُختص في جهة معينة من العالم مجاورة لفرنسا.

مركز لتعليم اللغة العربية

يضمّ المعهد مركزًا للغة العربية، ويعلّم ما لا يقل عن ألفي شخص في كل عام، من مختلف الفئات العمريّة، إضافة إلى الموظفين الذين تتنوع وظائفهم بين من يعمل في معهد العالم العربي أو في شركات.

وهذا المركز يعتبر من أهم الجهات التي تعلّم اللغة العربية في باريس وفي فرنسا. وفي هذا العام تم تدشين &حفل رسمي كبير لما يُسمى بشهادة تحديد مستوى اللغة العربية كاختبار التوفل وتعتبر أولوية خاصة بالمعهد العربي.

كما يعتبر المعهد الجهة الأولى التي لها حقوق ملكية فكرية لاختبار تحديد المستوى.

مزار سياحي فرنسي

يزور المعهد &قرابة مليون شخص سنويّا، بحيث يزورون تراثًا حضاريًا لأمة قادت العالم والحضارة الإنسانية نحو خمسمائة عام.

يقول الدكتور معجب الزهراني حول عدد الزوار الكبير: "هذا ما يجعل المعهد كأنما يؤدي رسالة يحاول الآخرون أن يقطعوها، فالمعهد يُشع بأجمل ما تحمله الثقافة العربية والاسلامية ويشع في مدينة النور، في باريس التي يزورها ملايين السياح من مختلف أنحاء العالم. وكم أسعد حين أرى مجموعات من شرق آسيا أو من أفريقيا أو أميركا اللاتينية، وأحيانًا أطفال، يزورونا. فهؤلاء يرون ماذا تعني الحضارة العربية، ومن هذا المنطلق اعتقد أننا محظوظون جدًا بوجوده في باريس تحديدًا".