كشف عبد المهدي عن خلاف مواعيد مع واشنطن قد ألغى زيارة مقررة له إليها، وأكد أنه سيسلم السلطة فورًا فيما إذا قرر البرلمان إقالته، وأشار إلى أن المعارضة في العراق ليست راشدة.

إيلاف: أشار رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في تصريحات لقنوات عراقية بثت مساء الاثنين، وتابعتها "إيلاف"، إلى "أن قانون الأحزاب حتى هذه اللحظة يحتكر صوت الناخب". ودعا إلى نظام انتخابي يناسب ظروف العراق لإقامة تجربة سياسية تفوز بها الكتلة أو الحزب الأكبر كي يصبح تشكيل الحكومة أمرًا سهلًا.

إذا قرر البرلمان إقالتي فسأسلم السلطة
وأكد أنه لا يخشى محاولات إسقاط الحكومة "لأننا لم نتوجّه إلى الآخرين، بل القوى السياسية هي التي توجّهت إلينا"، فالحكومة اليوم أكثر صلابة وانسجامًا، وأصبح لديها ما تدافع عنه، وهي تعمل وفق القواعد الصحيحة للعمل، وعلى القوى السياسية أن تُراعي هذه القواعد.

وأشار إلى أنه إذا أراد مجلس النواب إقالته، فإنه سيحترم هذا القرار ويسلمه الأمانة، وأنه غير متمسك بالسلطة، ولايعتقد أن القوى السياسية لا تمتلك النضج والغيرة على مصلحة الوطن، بحيث تذهب إلى مثل هذه المغامرات.

وقال "نحن في مرحلة جديدة، والمرحلة السابقة قد انتهت، ويجب أن نبني لمعادلة جديدة، ولست مع إضعاف الأحزاب، فالأحزاب مهمة جدًا في أي نظام ديمقراطي".. منوهًا بأن محاصصة الأحزاب في مجلس النواب هي حق، لكنها في الدولة خطأ، فيجب أن يتساوى في الدولة المنتمي واللا منتمي، موضحًا أن الأحزاب لها مساحة العمل السياسي ومجلس النواب، ويجب أن تكون هناك شفافية بين الأحزاب والجمهور.

المعارضة في العراق ليست راشدة
واعتبر عبد المهدي أنه لم تتشكل بعد في العراق معارضة راشدة ولا غالبية راشدة، "ولا نزال نعيش إرهاصات الماضي، ومتفائل من أن وجود أزمات في البلد هي مقدمات للحلول".&

وقال "عندما نصل إلى مستوى أن الأحزاب السياسية لا تستطيع أن تعرف الكتلة الأكبر لاستلام الحكومة أو تريد أن تخرج من دائرة المحاصصة، وأن الكل يريد أن يشترك في الحكومة، فهذه فرصة ذهبية لتأسيس نظام غالبية سياسية، وهذا يعتمد على قانون الأحزاب، وأهمية أن تكون الأحزاب راشدة.

وأشار إلى "أن قانون الأحزاب حتى هذه اللحظة يحتكر صوت الناخب". ودعا إلى نظام انتخابي يناسب ظروف العراق لإقامة تجربة سياسية تفوز بها الكتلة أو الحزب الأكبر كي يصبح تشكيل الحكومة أمرًا سهلًا.

لا سلاح خارج الدولة
عن قصف طائرة مسيرة لمعسكر للحشد الشعبي في شمال بغداد الأحد الماضي، أشار عبد المهدي إلى أن المعلومات حوله غير دقيقة، حيث لا يوجد عدد كبير من الضحايا، وقد ضُخّم الأمر، وهناك الكثير من الروايات تحاول إيجاد حدث وتصعيد، حيث كانت مصادر قد أشارت إلى مقتل خبيري صواريخ إيرانيين يعملان في المعسكر.

وأكد أن قراره تنظيم أوضاع مقاتلي الحشد الشعبي عراقي خالص، منوهًا بأن "الحشد هو حقيقة واقعة ولا يمكن التفكير في إضعافه أو إهماله، ومن يفكر في هذا فمعناه أنه لا يحرص على أمن العراق، والحشد الشعبي يجب أن يكون في حالة أصولية منظمة، ولا يوجد سلاح خارج إطار الدولة".

ولفت إلى أنه انتقل من القرارات الخاصة بتنظيم أوضاع الحشد الشعبي إلى "التنفيذ وإغلاق المقار والمكاتب لنصبح أمام صورة واحدة هي أن يكون الحشد الشعبي كالجيش وكالشرطة، ويكون صنفًا منضبطًا، وله هيكليته ونظامه الداخلي ورتبه، وهذه حماية له، وضبط لوضع القوات المسلحة بالكامل".

وقال إن قوات الحشد الشعبي رحّبت علنًا، ومن خلال رسائل وبيانات رسمية بتنظيم أمر مقاتليها وتشكيلاتها.. مؤكدًا أنه لا يوجد دمج للحشد الشعبي بالقوات المسلحة، بل هو صنف من صنوف القوات المسلحة العراقية.

وشدد على أن أي إنسان يحمل السلاح يجب أن يكون تحت السلطة العراقية، ولا يوجد سلاح خارج الدولة، ولا توجد نشاطات مسلحة خارج الدولة، ولا توجد قوى أخرى تضع ما يجب على الدولة أن تضعه في ما يخص أمن المواطن وحركته ومستقبله وعيشه، وهذا الأمر ليس سهلًا، ولكن سيتم بشكل تدريجي. وأشار إلى أن هنالك من يضع شرخًا بين الحشد والقوات المسلحة، ويريد التفريق بينهما.

خلافات في المواعيد ألغت زيارة واشنطن
وحول علاقة العراق بقوات التحالف الدولي، قال رئيس الوزراء إنها بإرادة واتفاق عراقي وضمن السيادة العراقية، وهذه القوات تعمل ضمن السلطة العراقية.

وبيّن أن علاقة العراق مع الولايات المتحدة الأميركية جيدة، وهي علاقة مستقلة، والطرف الأجنبي يؤكد أن علاقاته مع العراق علاقات منفتحة وجيدة، واليوم علاقتنا ممتازة مع أوروبا أيضًا، وهذا تقدم.

زاد رئيس الوزراء العراقي قائلًا "السفير الأميركي في بغداد أخبرنا سلفًا بزيارة الرئيس ترمب إلى العراق في وقتها في أواخر العام الماضي، وعندما طلب الرئيس الأميركي من رئيس الوزراء لقاءه في قاعدة عين الأسد رفض، ولم يحصل لقاء، وجرى بعده اتصال هاتفي، وصدر من ذلك بيان من البيت الأبيض".

وكشف عن إبلاغ وزارة الخارجية الأميركية له بأنه ستكون له زيارة إلى الولايات المتحدة "وكنا على استعداد، ولكن من يحدد موعد الزيارة هو من يرتب مواعيد الرئيس الأميركي، ولم يكن قد أعطى رأيًا، وقلنا لهم إنْ تأخر الموعد على التاريخ المحدد فسيتعذر علينا الذهاب، لأن لدينا جداول أعمال، وفعلًا تأخر الموعد، فعادوا وقالوا سيكون الموعد في شهر أغسطس، فقلنا لا نستطيع، وقالوا بعدها في 31 يونيو، ولم نستطع أيضًا، والمهم في الأمر هو أن تكون الزيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية ناجحة".

ونوه بأن العراق بلد في موقع حسّاس وخطير، وله مصالح مع الجيران والأصدقاء، وهذه المصالح يجب أن تُخدم، والحياد ليس معناه أن تبتعد، ولا تهتم لما يحدث، وبالتالي العراق يدافع عن تاريخه ومستقبله وعن واقعه.

خلاف أربيل وبغداد حول النفط
عن الخلاف بين بغداد وأربيل حول عدم تسليم الأخيرة ربع مليون من نفطها يوميًا مقابل قيام الحكومة المركزية بضمان حصة الإقليم فيها، فقد أكد عبد المهدي على ضرورة الالتزام بالقانون.. موضحًا أن قانون الموازنة العراقية لعام 2019 يقول يجب أن تسلم كردستان 250 ألف برميل نفط إلى الدولة العراقية، وإذا لم تسلمها فسيتم اقتطاع مبلغها من الموازنة، وهذا ما نقوم به بالضبط، والرواتب كلها تدفع في إطار الموازنة، وبشكل مشروع، وهذا يفرح سكان كردستان، ويربط أبناء الوطن الواحد بوطنهم الواحد.

وحول اتهامات فصيل في الحشد الشعبي لقائد عمليات الأنبار بالتخابر مع وكالة المخابرات الأميركية وتزويد القوات الأميركية في المحافظة بمواقع الحشد لقصفها، قال عبد المهدي إنه جرى التحقيق بشأن مسألة الفيديو الذي نشر بخصوص الإدعاء بهذا التخابر، فلم تثبت هذه المسألة، وتم نقل القائد العسكري من قبل وزير الدفاع إلى مكان آخر، وانتهى التحقيق، وحسمت النتيجة.
&