يمثل المدعي الخاص روبرت مولر للمرة الأولى الأربعاء أمام الكونغرس للإجابة عن أسئلة متعلقة بالتحقيق الحساس حول تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية في 2016 في الولايات المتحدة، في جلسة استماع سيحاول الديموقراطيون خلالها إجباره على تقديم إيضاحات بشأن الاستنتاجات التي توصل إليها في التحقيق.&

إيلاف من واشنطن: منذ أيام عدة، يتحضّر نواب اللجنتين اللتين ستستمعان إلى إفادة مولر ابتداء من الساعة 8:30 (12:30 ت غ)، لمحاولة إخراج الرئيس السابق للشرطة الفدرالية (إف بي آي) عن صمته المعتاد.&

لكن مولر (74 عامًا) الذي أراد تفادي المثول أمام الكونغرس، أكد أنه لا يرغب في أن يذهب بإفادته أبعد من محتوى تقريره بشأن التحقيق الذي أعلنه في مارس. غير أن أوجه الغموض في تقريره ترك&الباب مفتوحًا أمام تفسيرات متباينة له.&

يتحدث مولر في التقرير، الذي يقع في أكثر من 400 صفحة، عن الجهود الروسية في مساعدة ترمب عام 2016، لكن يضيف إنه لم يتمكن من إيجاد أي دليل يثبت تواطؤًا بين موسكو وفريق حملة ترمب الانتخابية، على الرغم من تواصل متكرر بينهما.&

لكن مولر يتحدث بعد ذلك بالتفصيل عن ضغوطات مريبة مارسها ترمب على سير التحقيق، ويؤكد أنه لا يمكنه تبرئة ترمب من تهم عرقلة عمل القضاء.&

بيد أن مولر حرص على عدم تقديم توصيات بشأن التدابير الواجب اتخاذها على ضوء خلاصاته. وكتب أنّه لا يمكن للقضاء العادي إدانة رئيس في منصبه، وأنّ الكونغرس وحده يمكنه ملاحقته.

منذ ذلك الحين، يقول دونالد ترمب إن تقرير مولر "برّأه تمامًا"، وإن القضية أغلقت. وكرر القول "لا فساد، ولا عرقلة" لسير القضاء.&

إحياء التقرير
أكد دونالد ترمب الذي بدأ بحملة إعادة انتخابه أنه لن يتابع إفادة مولر. ويرى أن جلسة الأربعاء ليست سوى "لعبة" سياسية و"مضيعة للوقت".&

في المقابل، يقول الديموقراطيون إن التقرير يتضمن "سلسلة أفعال تدين ترمب" يمكن أن تؤدي إلى البدء بإجراءات عزله في الكونغرس.&

ويدور صراع حاد بين الديموقراطيين حول ما إذا كان ينبغي الشروع في آلية إقالة محكوم عليها بالفشل في ظل سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ. وقد تحول الاهتمام في سياق حملة الانتخابات الرئاسية عن النقاشات حول المسائل الجوهرية. لكنهم يأملون أن يكون لإفادة مولر التي ستبث مباشرة على القنوات التلفزيونية، تأثير على الناخبين.&

وأوضح آدم شيف رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، التي ستستجوب مولر أولاً أن "غالبية الأميركيين لم تحظَ&بفرصة لقراءة تقرير مولر، وهو عمل قضائي جاف نريد من روبرت مولر إحياءه". وبعد لجنة الاستخبارات، يمثل مولر أمام لجنة القضاء في مجلس النواب.&

بيّن استطلاع لمعهد "يوغوف" أن 50% من الأميركيين قالوا إنهم إطلعوا على أجزاء من التقرير، لكن توصلوا إلى خلاصات متباينة اختلفت بحسب توجهاتهم السياسية، في دليل على غموض التقرير.&

يعتبر 83% من الديموقراطيين أن ترمب مذنب بتهم عرقلة سير القضاء. ويوافق 16% من الجمهوريين فقط على ذلك. ويتوقع أن يطرح الديموقراطيون في مجلس النواب أسئلة موجّهة جدًا إلى روبرت مولر، في محاولة منهم لدفعه إلى إيضاح رأيه بشأن تهم عرقلة سير القضاء.&

تهمة مسبقة بالانحياز
أما الجمهوريون، فينتظر أن يحاولوا دحض مصداقية التحقيق بترديدهم اتهام "المطاردة الشعواء" الذي كرره ترمب لعامين. وينتظر أن يطرحوا خصوصًا أسئلة حول فريق تحقيق مولر الذي يضمّ محققين يعدّون بغالبيتهم ديموقراطيين. &

وتمهيدًا لجلسة الاستماع، اتهم ترمب مولر بأنه "منحاز إلى أبعد حدّ"، مشيرًا إلى تضارب في المصالح. لكن قد يصل الطرفان، الديموقراطيون والجمهوريون، إلى طريق مسدود.&

فعندما كان رئيسًا لمكتب التحقيقات الفدرالي، مثل روبرت مولر 88 مرة أمام الكونغرس، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، لم يبدِ خلالها الكثير من التعاون، واعتمد صيغة مقتضبة في أجوبته.&

وفي أواخر مايو أكد مولر في كلمة موجزة أن "تقريره هو شهادته"، وأن هذا التقرير "يتحدّث عن نفسه". وذكره وزير العدل في تلك الكلمات الاثنين في رسالة، وحثه على عدم تغيير موقفه.&

ندد الديموقراطي جيري نادلر رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب بطلب وزير العدل "المتغطرس"، مؤكدًا أن ليس على روبرت مولر الانصياع إليه.&