بنوم بنه: أعلن رئيس وزراء كمبوديا هون سين الإثنين أن بلاده اشترت "عشرات آلاف" الأسلحة من الصين، وذلك في كشف نادر عن تفاصيل صفقات أسلحة مع بكين، بعد أيام من نفي بنوم بنه إبرام اتفاق سري يسمح للسفن الحربية الصينية باستخدام قاعدة بحرية محلية.

وأشار تقرير نشرته صحيفة وول ستريت -جورنال الأسبوع الماضي إلى مسوّدة اتفاق تتيح للصين استخدام قاعدة ريام القريبة من سيهانوكفيل لرسو السفن الحربية وتخزين الأسلحة، في ما يبدو تأكيدا لشائعات سرت منذ أشهر.

وسعت كمبوديا الجمعة إلى نفي التقرير عبر تنظيم جولة غير مسبوقة لعشرات الصحافيين في القاعدة البحرية.

وفي تصريحاته الأخيرة كرر رئيس الوزراء الكمبودي نفيه لهذه المعلومات التي وصفها بأنها "افتراءات"، إلا أنه كشف تفاصيل نادرا ما يتم الكشف عنها حول إبرام صفقات أسلحة مع الصين.

وقال رئيس الوزراء الكمبودي "أمرت بشراء عشرات آلاف الأسلحة الإضافية" من دون توضيح ماهيتها، مضيفا "يتم حاليا شحنها".

وقال هون سين إن بلاده أنفقت هذا العام 40 مليون دولار تضاف إلى 290 مليون دولار في صفقات أسلحة سابقة مع الصين.

وجاءت تصريحات رئيس الوزراء الكمبودي خلال جولة على موقع بناء ملعب تتولى الصين تمويله وصفه بأنه هدية من الرئيس الصيني شي جينبينغ.

وأغدقت الصين مليارات الدولارات من القروض الميسّرة، ومشاريع البنى التحتية والاستثمارات على المملكة الفقيرة الواقعة في جنوب شرق آسيا بعد تباعدها عن الولايات المتحدة في ظل نظام الحكم الاستبدادي لهون سين.

وقد عزّزت كمبوديا مناوراتها العسكرية المشتركة مع الصين وهي تُعتبر حليفا مقرّبا للصين في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه.

وتتمتع قاعدة ريام بموقع استراتيجي في خليج تايلاند لا سيّما لقربه من الممر المائي المتنازع عليه.

وتقع القاعدة على مقربة من سيهانوكفيل التي تحفل بالكازينوهات والعقارات المملوكة لصينيين.

والشهر الماضي قضى 28 شخصا في المدينة جراء انهيار مبنى صيني قيد الإنشاء، مما أثار غضبا عارما.

ويقول محلّلون إن هون سين الذي يتولى السلطة منذ 34 عاما يدرك أن مشاعر مناهضة الصين قوية في البلاد ويعي أن الكمبوديين لن يتقبّلوا إقامة قاعدة صينية على أراضيهم.

وشكّل تنظيم الجولة الجمعة خطوة غير مسبوقة في بلاد من النادر جدا أن تسمح سلطاتها لوسائل الإعلام بدخول منشآتها العسكرية.

وخلال الجولة التي نظّمت تحت مراقبة مشددة عرض ضباط في البحرية ومسؤولون للصحافيين عددا من المنشآت ورصيفا ترسو فيه سفن مراقبة ترفع العلم الكمبودي.