أعاد العاهل المغربي الملك محمد السادس التأكيد في خطاب وجّهه إلى الشعب المغربي بمناسبة عيد الجلوس على ثوابت الأمة ومقدساتها، داعيًا إلي "مغرب يتسع لكل أبنائه، ويتمتع فيه الجميع، من دون استثناء أو تمييز، بالحقوق نفسها، والواجبات نفسها، في ظل الحرية والكرامة الإنسانية".

إيلاف من الرباط: قال الملك محمد السادس مخاطبًا شعبه: " لقد مرت عشرون سنة، منذ أن حمّلني الله أمانة قيادتك. وهي أمانة عظيمة، ومسؤولية جسيمة. وقد عاهدتك، وعاهدت الله تعالى، على أن أعمل صادقًا على أدائها. ويشهد الله أنني لم ولن أدخر أي جهد، في سبيل الدفاع عن مصالحك العليا، وقضاياك العادلة. كما يشهد الله أنني جعلت من خدمتك شغلي الشاغل، حتى ينعم جميع المغاربة، أينما كانوا، وعلى قدم المساواة، بالعيش الحر الكريم".

أضاف العاهل المغربي "وإننا نحمده سبحانه، على ما من علينا به، من نعمة الوحدة والتلاحم، والبيعة المتبادلة بين العرش والشعب، وروابط المحبة والوفاء بيني وبينك، والتي لا تزيدها السنوات إلا قوة ورسوخًا. كما نحمده على الإجماع الوطني، الذي يوحّد المغاربة، حول ثوابت الأمة ومقدساتها، والخيارات الكبرى للبلاد"، والتي حددها في ثلاثة ثوابت، مشيرًا إلى أن "أولها: الملكية الوطنية والمواطنة، التي تعتمد القرب من المواطن، وتتبنى انشغالاته وتطلعاته، وتعمل على التجاوب معها؛ وثانيها: الخيار الديمقراطي والتنموي، الذي نقوده بعزم وثبات؛ وثالثها: الإصلاحات العميقة، التي أقدمنا عليها، والمصالحات التي حققناها، والمشاريع الكبرى التي أنجزناها".

وأوضح الملك محمد السادس "بفضل كل ذلك، تمكنا والحمد لله، من مواصلة مسيرة بناء المغرب الحديث، ومن تجاوز الصعوبات، التي اعترضت مسارنا. كما نشكره تعالى، على ما خصنا به من توفيق وسداد، في مبادراتنا ومساعينا، في سبيل خدمة شعبنا ووطننا. صحيح أننا لم نتمكن أحيانًا من تحقيق كل ما نطمح إليه. ولكننا اليوم أكثر عزمًًا على مواصلة الجهود، وترصيد المكتسبات، واستكمال مسيرة الإصلاح، وتقويم الاختلالات التي أبانت عنها التجربة".

وأشار العاهل المغربي في خطابه إلى أن "المغرب ملك لجميع المغاربة، وهو بيتنا المشترك. وعلينا جميعًا، كل من موقعه، أن نساهم في بنائه وتنميته، وأن نحافظ على وحدته وأمنه واستقراره. مغرب يتسع لكل أبنائه، ويتمتع فيه الجميع، من دون استثناء أو تمييز، بالحقوق نفسها، والواجبات نفسها، في ظل الحرية والكرامة الإنسانية. وإننا نستحضر هنا، بكل إجلال وإكبار، جميع المغاربة الأحرار، الذين قدموا التضحيات الجسام، في سبيل الحرية والاستقلال، وساهموا في بناء المغرب الحديث، مغرب التنمية والديمقراطية والتقدم"، وذكر في مقدمتهم جده الملك محمد الخامس ووالده الملك الراحل الحسن الثاني. كما وجّه تحية إشادة وتقدير إلى كل مكونات القوات المسلحة الملكية المغربية، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، والأمن الوطني، والوقاية المدنية، "لتجندهم الدائم، تحت قيادتنا، للدفاع عن وحدة الوطن، وصيانة أمنه واستقراره".&


&