الخرطوم: قررت السلطات السودانية الثلاثاء اغلاق المدارس في أرجاء البلاد حتى اشعار آخر، مع تزايد الغضب غداة مقتل ستة متظاهرين، بينهم خمسة تلامذة، بالرصاص خلال مسيرة في مدينة الاُبيض في ولاية شمال كردفان.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أنّ الأمين العام لديوان الحكم الانتقالي صديق جمعة وجّه "ولاة الولايات بتعطيل الدراسة لكل المرحلة التعليمية، الثانوي&والأساسي&ورياض أطفال، ابتداء من غد الاربعاء 31 يوليو ولحين اشعار آخر" وذلك حسب توجيه المجلس العسكري الانتقالي.

حزن وغضب

وتظاهر مئات الطلاب في شوارع الخرطوم الثلاثاء للتنديد بمقتل خمسة من زملائهم بالرصاص وسط مشاعر يلفها "الحزن والغضب". وقالت الطالبة الثانوية إيناس سيف الدين البالغة 16 عاما &"قتلوهم لأنهم يطالبون بحقوقهم الاساسية من مياه وكهرباء ووقود".

وتابعت الطالبة التي ارتدت حجابا أبيض "كل مرة نسكت ويقتلوننا مجددا. سكتنا كثيرا على الظلم"، وأضافت بتحدٍ "وطننا مسلوب منا لكننا سنرجعه لنا"، فيما كان هتاف "لا تعليم في وطن أليم" يعلو من حولها.

وقتل ستة متظاهرين، بينهم خمسة تلامذة الاثنين بالرصاص خلال مسيرة لطلاب المدارس احتجاجا على نقص الوقود والخبز في مدينة الأُبيض كبرى مدن ولاية شمال كردفان.

واتهم المحتجون قوات الدعم السريع شبه العسكرية بقتل الطلاب الخمسة&وإصابة أكثر من 60 آخرين في الاعتداء الدامي.&

وفي انحاء الخرطوم، شوهدت تجمعات من الطلاب تهتف للقصاص لضحايا أحداث الأُبيض، فيما بدأ آخرون بإقامة متاريس في بعض الشوارع، على ما شاهد صحافي وكالة فرانس برس جاب العاصمة وشهود.&

وفي حي الديم في وسط العاصمة، حمل الطلاب أعلام السودان ونزلوا في مسيرة طويلة انضم لها المزيد من زملائهم كلما مرت أمام مدرسة، ما عطّل حركة السير.&

وهتف الطلاب الذين ارتدى معظمهم قمصانا رمادية، "الشعب يريد حق الشهيد" و"اقتل طالب اقتل أمة".&

وقال الطالب في الصف الثالث الثانوي آواب فيصل "نتظاهر لتوصيل رسالة أنّ الحركة الطلابية في قلب الثورة".

وتابع الفتى النحيل الذي لفّ علم بلاده حول رقبته "نعيش في ظروف سيئة للغاية. خدمات الكهرباء والمياه تنقطع باستمرار والأسعار مرتفعة جدا".

وأضاف بصوت حزين "مستقبلنا غير واضح وما يحدث من (أحداث) قتل، يجعله أكثر سوءا".

وكان رئيس المجلس العسكريّ السوداني عبد الفتاح البرهان أكّد أنّ مقتل متظاهرين في مسيرة الاثنين في الاُبيض عمل "غير مقبول ومرفوض"، معتبرا الأمر "جريمة تستوجب المحاسبة الفورية والرادعة".

"نحن مستقبل السودان"

وقال طلاب بدت قمصان بعضهم ممزقة إنّ مدرسيهم منعوهم من المشاركة في التظاهرات قبل أن يحطموا القيود الموضوعة على الأبواب ليخرجوا إلى الشارع.

وقال طالب المرحلة الثانوية محمد الشاذلي "نحن مستقبل السودان .. لكن طالما ظل العسكر في السلطة لن يكون هناك مستقبل".

وتابع بحسرة "بدأوا بقتل المتظاهرين والآن يقتلون الطلاب. زملاؤنا الذين قتلوا كانوا يطالبون بحقوقهم البسيطة وليست مطالبهم سياسية".

وفي حي بوري الذي كان مسرحا لتظاهرات يومية منذ اندلاع الاحتجاجات، خرج عشرات من طلاب كلية الصيدلية بقمصانهم الصفراء الداكنة هاتفين "مدنية مدنية".

وقالت سلافة محمد الطالبة في السنة الأولى من كلية الصيدلة إنّ "السودان كله حزين ويتألم".

وتابعت أن "مقتل الأطفال يثير غضبا أكبر لأنهم أبرياء عزّل، لا يفهمون في السياسة وليست لهم مطالبة سوى حقوقهم الاساسية من ماء وكهرباء مثل كل طفل في العالم".

وطالب الكثير من الطلاب بوقف الدراسة حتى إشعار آخر، وسط هتافات "طالب يا طالب بحق الطالب".&

وقال عبد الله خالد طالب كلية الهندسة الذي انضم لمسيرة طلاب الصيدلة إنّ "المجلس العسكري خائف أن يسلّم السلطة لحكومة مدنية خشية محاكمة اعضائه. لكن طالما يقتلون الناس فليس هناك داع لاستمرار العملية التعليمية حاليا".