فرضت الولايات المتحدة الأربعاء عقوبات على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ما من شأنه التضييق على أرفع دبلوماسيّي الجمهورية الإسلامية الإيرانية.&

وأوضح البيت الابيض أنّ العقوبات تشمل تجميد أيّ أصول لظريف بالولايات المتحدة أو تلك التي تُسيطر عليها كيانات أميركية. وستسعى واشنطن أيضا الى الحدّ من الرحلات الدولية لظريف.

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في بيان إن "ظريف يُنفّذ الأجندة المتهوّرة للمرشد الأعلى لإيران، وهو المتحدّث الرئيسي باسم النظام (الإيراني) في العالم". أضاف "الولايات المتحدة تبعث رسالة الى النظام الإيراني مفادها أنّ سلوكه الأخير غير مقبول بتاتا".

وكان ظريف في صلب محاولات إيران لنزع فتيل التوتر مع الولايات المتحدة وبلدان أخرى في ما يتعلق ببرنامجها النووي المثير للجدل الذي تقول عنه واشنطن إنه مجرد غطاء لبرنامج سرّي لإنتاج أسلحة نووية.

لكنّ مسؤولا رفيعا بادارة الرئيس دونالد ترمب قال إنّ الصورة الدبلوماسية التي كوّنها ظريف زائفة.

واضاف المسؤول إيّاه مشترطا عدم كشف هويته "القضية الرئيسية هي أنّه كانت لديه القدرة على الخداع... بإظهار نفسه محاورا صادقا ومنطقيا باسم النظام. ما نشير إليه اليوم، هو أنه (ظريف) ليس كذلك".

واتّهم الدبلوماسيّ نفسه، ظريف بالعمل كـ"وزير دعاية سياسية، وليس كوزير خارجية".&

وبالاضافة الى محاولات تجميد أصول ظريف، ستسعى واشنطن الى تقييد قدرته على العمل كدبلوماسي يجول العالم. إلا أنّ من المتوقع أنه سيكون قادرا على زيارة مقر الأمم المتحدة بنيويورك وإن كان تحت قيود مشددة.

ولاحقا علّق وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قائلاً ان "هذا القرار يمثل محاولة جديدة لحرمان النظام الإيراني من الموارد الموَجّهة للإرهاب ولقهر الشعب الإيراني".

اضاف بومبيو "بدلاً من استخدام موارد إيران الثمينة من أجل الاستثمار في شعبه الفخور والشجاع، يُسهّل النظام ويدعم الإرهاب، ويسجن ويُعذّب إيرانيّين أبرياء، ويُغذّي النزاعات الدوليّة في سوريا واليمن، وقامَ في الأسابيع الأخيرة بتوسيع برنامجه النووي".

وتابع "ظريف، وهو مسؤول كبير في النظام ويُشيد به، كان لسنواتٍ متواطئا مع هذه الأنشطة الضارّة".

وردّ ظريف على الفور بأنّ واشنطن تُحاول إسكات إيران على الساحة الدوليّة. وقال "السبب الذي أعطته الولايات المتحدة لفرض عقوبات عليّ، هو أنني الناطق الرسمي الرئيسي باسم إيران في العالم".

وارتفعت أصوات في الولايات المتحدة ضدّ القرار الأميركي الذي بدا أنّه يُغلق الباب أمام الحوار مع طهران.

وكتب السناتور الجمهوري راند بول الذي حاول بدء وساطة مع إيران، على تويتر أنّ "فرض عقوبات على دبلوماسيّين يُضعِف الدبلوماسية".

وشدّد البيت الأبيض على أنّه مستعدّ دومًا لإجراء محادثات، لكن ليس مع ظريف. وقال مسؤول في الإدارة الأميركية "إذا وجب علينا أن يكون لدينا اتصال مع الإيرانيين، نريد شخصا يتّخذ القرارات".

وقال ظريف إنّ العقوبات "لن يكون لها أيّ تأثير" عليه وعلى أسرته. وكتب على تويتر "ليست لديّ أيّ ممتلكات أو أصول خارج إيران. شكرًا لأنّكم اعتبرتموني تهديداً".