الأزمة الخليجية مستمرة، بعد فشل كل الوساطات الأميركية والكويتية. الحدود البرية السعودية – القطرية مهجورة اليوم، وفكرة السعودية تحويل قطر إلى جزيرة بحفر قناة سلوى قابلة للتحقق.

إيلاف من دبي: في يونيو 2017، قطعت المملكة العربية السعودية علاقاتها الدبلوماسية والتجارية كلها مع دولة قطر في خلال ظروف مثيرة، ما أدى إلى هز الاستقرار في شبه الجزيرة العربية، بحسب تقرير أخير نشره موقع "بزنس إنسايدر"، مستعيدًا تطورات الأزمة الخليجية التي لم تجد طريقها إلى الحل بعد.

اتهم السعوديون، المدعومون من ست دول خليجية، قطر، بدعم الإرهابيين والوقوف إلى جانب إيران، عدو السعودية اللدود، وأغلقوا الحدود المشتركة بين البلدين. هذه الحدود كانت ممرًا لنحو 40 في المئة من واردات قطر الغذائية، واليوم هي أشبه بمدينة أشباح. منذ 5 يونيو 2017، تم إغلاق هذا الممر الحيوي نتيجة لتداعيات الخلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي وقطر.&

الشرارة
الشرارة التي أشعلت هذه الأزمة كانت تصريحًا نسب إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، انتقد فيه السعودية وأشاد بإيران، قائلًا: "إيران تمثل ثقلًا إقليميًا وإسلاميًا لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، وهي قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة، وعلاقتنا مع إسرائيل جيدة".

قالت الحكومة القطرية إن موقع وكالة الأنباء القطرية وغيره من منصات وسائط الإعلام الحكومية تم اختراقها، والقراصنة نشروا تصريحات وهمية على وكالة الأنباء القطرية الرسمية نسبت إلى أمير قطر. وقد حذفت التصريحات على الفور.

اتهمت السعودية السلطات في الدوحة بارتكاب انتهاكات جسيمة على مدار السنوات الماضية سرًا وعلانية لشق الصف السعودي الداخلي، وبأن قطر تتبنى جماعات إرهابية وطائفية مختلفة تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين وداعش والقاعدة. وقالت البحرين إن قطر تهز أمن واستقرار البحرين وتتدخل في شؤونها.

دول الخليج كلها تقاطع قطر، إلا العراق الذي ينأى بنفسه عن هذه المقاطعة، ويستمر في تعزيز علاقته السياسية والمالية مع قطر التي قالت إن المقاطعة "غير مبررة" و"تستند إلى ادّعاءات لا أساس لها".

قناة سلوى
الأزمة الخليجية مستمرة، إلا أن النزاع بلغ مستويات غير مسبوقة عندما أعلنت السعودية في يونيو 2018 عن عزمها فصل قطر تمامًا عن البر الرئيس من خلال حفر قناة ضخمة تدعى "قناة سلوى" على امتداد الحدود، وبالتالي تحويل دولة قطر إلى جزيرة، بحسب ما نقلت رويترز عن وسائل إعلام مؤيدة للحكومة السعودية.

من شأن "قناة سلوى" هذه، والتي يبلغ طولها 37 ميلًا وعرضها 200 متر، أن تزيل الحدود البرية بين الدولتين، لكنّ جزءًا من السعودية سيظل ضمن أراضي الجزيرة القطرية. سيتم استخدام الأراضي السعودية على الجانب القطري من القناة مرفقًا للنفايات النووية. وتقدر السعودية أن تصل تكلفة حفر قناة سلوى إلى 747 مليون دولار.

رأى البعض أن هذه الخطوة تمثل تهديدًا تصعيديًا لا أكثر، لكن في أغسطس 2018، أكد مسؤول حكومي كبير المشروع، وأعرب عن سعادته به، بحسب ما قالت رويترز.

قناة سلوى التي ستحوّل قطر إلى جزيرة

تبدلات أميركية
في خلال أعوام هذا النزاع، تغيّر موقف الولايات المتحدة. فبعد الدعم الأميركي لحركة المقاطعة التي قادتها السعودية، خفف الرئيس الأميركي دونالد ترمب لهجته تجاه قطر.

في يوليو 2019، في أثناء زيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى البيت الأبيض، شكر ترمب "صديقه القديم" على الاستثمارات القطرية ومشتريات الأسلحة القطرية التي تدعم الاقتصاد الأميركي. فقد وقّعت قطر استثمارات بقيمة 370 مليار دولار مع شركات أميركية. ورد الشيخ تميم: "نحن نثق بالاقتصاد الأميركي".

في مايو 2019، بدا الأمر وكأن العلاقات قد تترمم، حين حضر رئيس وزراء قطر قمة طارئة في مكة دعا إليها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود للحدّ من اعتداءات إيران. لم يتم إحراز أي تقدم بين السعودية وقطر في القمة، ونقل عن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في ختام القمة قوله: "بيان قمة الخليج تحدث عن خليج موحد، لكن أين ذلك من استمرار الحصار على قطر؟".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "بزنس إنسايدر". الأصل منشور على الرابط التالي:
https://www.businessinsider.my/qatari-saudi-arabia-border-why-so-serious-2019-7/
2 Attachments
&
&
&