كينغرزهايم: قرر نحو ألف شخص غالبيتهم من الناشطين البيئيين المبتدئين تخصيص جزء من عطلتهم الصيفية للمشاركة في "مخيم للمناخ" في شرق فرنسا والتدرب على "تحركات جماعية" في المستقبل.

يلتئم فرنسيون من أعمار مختلفة حتّى الحادي عشر من آب/أغسطس في كينغرزهايم (شرق فرنسا) وسط أجواء تسودها الألفة وخفّة الروح، إلى جانب الشعور بضرورة التحرك من أجل المناخ.

وخلال هذا المخيم الممتد على 12 يوما ومن تنظيم جمعيات المجتمع المدني "ألترناتيبا" و"ايه ان في -كوب 21" و"أصدقاء الأرض"، تقدّم 300 دورة تدريبية لإتقان استعمال حزمة الأدوات الموضوعة في متناول الناشط البيئي المثالي في القرن الحادي والعشرين، الذي لا يستخدم العنف لكنه مستعد للعصيان المدني عند الاقتضاء.

ومن المواضيع التي سيتّم التطرّق إليها، كيفية إعداد استراتيجية عمل لاعنفية وإطلاق حملة تمويل تشاركي وإثارة اهتمام الإعلام وضمان أمن التبادلات عبر الانترنت، فضلا عن تنظيم إسعافات أولية في قلب الحدث واستمالة البرلمانيين.

جذب الانتباه

وتقول مريام تريمولينا بوجهها الشاب البشوش "عندما أشارك في المسيرات من أجل المناخ، أرى أناسا يمرّون ولا يكترثون لما يحدث، لذا أظنّ أنه من المهمّ إتقان إنشاء لافتات تجذب الأنظار".

ترسم الشابة البالغة من العمر 15 عاما وهي من منطقة سانت-إتيين (الوسط الشرقي) شعارا على قطعة قماش خلال ورشة تتعلّم فيها أيضا كيفية صنع "أقفال للذراع"، وهي أنابيب يضعها النشاطون حول أذرعهم لتشكيل سلاسل بشرية.

ومن بين الفعاليات التي يتطلع المنظمون والمشاركون التحرك على هامشها، قمة مجموعة الدول السيع في مدينة بياريتس الفرنسية في أواخر آب/أغسطس، فضلا عن الانتخابات البلدية سنة 2020.

وخلال أول "مخيم للمناخ" اقيم سنة 2016، تدرّب 300 شخص في جنوب غرب فرنسا. وشارك 600 شخص في هذا الحدث في السنة التالية.

ويقول خالد غيجي رئيس جمعية "أصدقاء الأرض"، "هذه السنة، تخطينا أقصى مستوياتنا وانتقلنا من فعاليات محلية إلى حدث مجتمعي".

ويقرّ جو شبيغل رئيس بلدية كينغرزهايم التي تمدّ المخيم بالقاعات والتجهيزات "إنها لفكرة جيدة أن يستعدّ المرء للعصيان المدني عندما تتغاضى الدول عن حجم المشكلة الملحة".

وتعرض بين النماذج المقترحة في المخيم "كيفية مواجهة قوى الأمن" من خلال "تعلّم تقنيات المواجهة والمقاومة والانتقال إلى الحركة".

ويدعى المشاركون أيضا إلى التفكير بمدى المخاطرة التي تعتزمون الإقدام عليها، على الصعيدين الجسدي والقضائي على حدّ سواء.

من أبرز أنشطة المخيم، محاكاة في العاشر من آب/أغسطس لحركة عصيان مدني يؤدي فيها المشاركون أدور النشطاء وعناصر الشرطة والصحافيين.

وترى كريستين، المتقاعدة وهي من منطقة جيروند (جنوب غرب) نفسها في "القاعدة الخلفية" للحراك، لكنها تقول "حدودي تتغير. ولم تعد التدابير التي اتخذناها في البداية كافية".