مع توقع زيارة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري واشنطن الاسبوع المقبل للقاء وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو وعدد من المسؤولين الاميركيين، دخلت السفارة الاميركية في بيروت على خط نزاع الجبل.

بيروت: مع توقع زيارة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري واشنطن الاسبوع المقبل للقاء وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو وعدد من المسؤولين الاميركيين، دخلت السفارة الاميركية في بيروت على خط نزاع الجبل موجهة بطريقة غير مباشرة انتقادات للسلطة القضائية، مشيرة إلى أن"الولايات المتحدة تدعم المراجعة القضائية العادلة والشفافة من دون أي تدخل سياسي"، مشيرة الى أن "أي محاولة لاستغلال حدث قبرشمون في 30 يونيو الماضي بهدف تعزيز أهداف سياسية، يجب أن يتم رفضها". وشددت على أن إدارتها عبَّرت بوضوح إلى السلطات اللبنانية عن توقعها أن تتعامل مع هذا الأمر بطريقة تحقق العدالة من دون تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية.

تعقيبًا على الموضوع، وردًا على سؤال كيف تنظر واشنطن إلى وضع لبنان اليوم، وهل تغيّرت السياسة الأميركية تجاه لبنان، يعتبر الكاتب والإعلامي عادل مالك في حديثه لـ "إيلاف" أن العلاقات بين لبنان وواشنطن مرت بخط شديد التعرج في السنوات الماضية، أي بين مطبات من هنا وهناك، ولكن كانت الأمور تعالج "بالتي هي أحسن"، في مختلف الوسائل السياسية والدبلوماسية، ولكن، يضيف مالك، ما يلاحظ في السنوات القليلة الماضية، أن الولايات المتحدة الأميركية تمارس ضغوطًا قاسية على الدولة اللبنانية، في سعي منها إلى تأليب الرأي العام اللبناني على حزب الله، باعتبار أن الولايات المتحدة الأميركية تصعّد في الفترة الأخيرة الحملة ضد حزب الله، هذه العلاقة تعرف واشنطن أنه ليس بإمكان لبنان في الوقت الحاضر أن يتخلى عن علاقاته مع حزب الله لأسباب كثيرة، لكن لوحظ تزايد الضغط على الجانب اللبناني بشتى الوسائل من خلال عقوبات إقتصادية وتهديدات مالية ومصرفية، وكلها يمكن أن تشكّل وسيلة ضغط على لبنان ضد حزب الله.

فتور

عن الفتور الحاصل بين الولايات المتحدة الأميركية وعهد ميشال عون، هل بسبب تصريحات عون وتأييده لحزب الله، وكيف يمكن اليوم الخروج من هذا الفتور بين أميركا وعون؟ يشدّد مالك على أن أميركا تدرك جيدًا أن الواقع اللبناني محكوم بالعديد من المواد التي ترعى سريان مفعول الدولة على الصعيد المحلي من دون التعرض للبنان ككيان ودولة مستقلة، والوضع في لبنان لجهة حزب الله مرتبط تلقائيًا، بمصير المنازلة القائمة بين الخط الممانع من جهة والخط الآخر المهادن من جهة أخرى، وهذا الصراع الطويل مرشح بأن يبقى فترة أطول طالما أن الصراع العربي الإسرائيلي ما زال قائمًا، ومع عدم توصل لحلول لأزمة المنطقة، فهذا الصراع سيبقى يتحكم بالواقع اللبناني، وكل كلام عن إقصاء حزب الله وتجريده أو قطع العلاقة بين لبنان وحزب الله، يبقى كلامًا "سياسيًا"، لا معنى له على الصعيد الفعلي، وهو يهدف للضغط على لبنان حكومة وشعبًا.

اهتمامات أميركا

وردًا على سؤال ما الذي يهم الولايات المتحدة الأميركية في لبنان، وأين مصلحتها اليوم في تزويد الجيش اللبناني بالأسلحة والعتاد؟ يجيب مالك أن لبنان كان وما زال حليفًا تلقائيًا للإدارة الأميركية، ليس هناك من معاهدات قائمة بين الطرفين، لكن يهم أميركا أن تكون في لبنان تركيبة حاكمة تبتعد قدر المستطاع عن التأثير بإشكاليات حزب الله، في المقابل يسعى لبنان إلى السير بين "نقاط الشتاء" في علاقته مع أميركا، أي يحاول إرضاء والتماهي مع الشروط الدولية، والتي تجبر لبنان إلى اللجوء إلى إجراءات شديدة اللهجة أحيانًا تجاه حزب الله، ولبنان كان وسيبقى نقطة متعاطفة مع الإدارة الأميركية، ويهم أميركا من جهة أخرى أن يكون في لبنان من يسيطر على خط الإعتدال القائم في المنطقة، حيث أن الإدارة الأميركية تنظر بعين القلق إلى الأجواء البركانية في المنطقة، وهي تفضل، أي أميركا، أن يكون لبنان دولة صديقة، أو حليفة، وسط هذه النقطة المتفجرة في دول المنطقة.

ويبقى بحسب مالك، أن ما يريح الإدارة الأميركية هو أن يكون لبنان آمنًا ومستقرًا، وغير متواطىء مع أي أطراف أخرى.