الجزائر: تظاهر مئات الطلّاب الثلاثاء للأسبوع الـ25 على التوالي في الجزائر، رغم العطل الجامعية ووسط انتشار كثيف للشرطة، مطالبين من دون كلل بتغيير النظام وبالديموقراطية.

وفي وسط شهر آب/أغسطس في وقت تُغلق كل الجامعات أبوابها، كان الحشد أقلّ كثافة من المعتاد لكن المتظاهرين وعدوا بـ"مواصلة الضغط" على السلطة كل ثلاثاء.

وواصلوا المطالبة برحيل جميع الجهات الفاعلة في "النظام" الحاكم منذ استقلال البلاد عام 1962 ونفوا صحة تصريحات رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح الذي قال مؤخراً إن "المطالب الأساسية" لحركة الاحتجاج غير المسبوقة التي أنشئت في 22 شباط/فبراير "قد تحقّقت وبشكل كامل".

وهتف الطلاب الذين رافقهم أساتذة ومواطنون عاديون أثناء سيرهم في شوارع وسط العاصمة، "ليرحل النظام"، "اطلقوا سراح المعتقلين"، "الجزائر حرّة وديموقراطية" و"الشعب يريد الاستقلال".

ورفض المتظاهرون أيضاً الحوار الذي اقترحته السلطات ورفعوا شعارات ضد كريم يونس، الذي كان وزيراً سابقاً ورئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق واختير لإدارة "الهيئة الوطنية للحوار والوساطة".

وكلّفت السلطات هذه الهيئة اجراء مشاورات لتحديد شروط الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستحدد خليفة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي أُرغم على الاستقالة في الثاني من نيسان/أبريل.

وترفض حركة الاحتجاج تنظيم انتخابات رئاسية طالما لا يزال كبار المسؤولين من عهد رئاسة بوتفليقة (1999-2019) - الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح والفريق أحمد قايد صالح - في الحكم.

وقالت رانيا البالغة 22 عاماً وهي طالبة في كلية الأشغال العامة "يجب أن نواصل المعركة حتى النهاية. حتى تصبح الجزائر فعلاً حرّة وديموقراطية".

وأكدت صبرينا خربي البالغة 19 عاماً وهي طالبة في الكلية الوطنية للاحصاءات، أنها تعتزم المضي في التظاهر "حتى الحصول على استقلال حقيقي مع حرية تعبير وعدالة".

وهتف المتظاهرون بأعلى صوتهم "لا للعسكريين في الحكم!" و"نعم لدولة المدنية ولا للدولة العسكرية" في إشارة إلى الفريق أحمد قايد صالح الذي أصبح الرجل القوي في البلاد منذ استقالة بوتفليقة.

وقال حامد مصباح البالغ 20 عاماً وهو طالب في جامعة الجزائر "نفس الطلاب طويل وسيستمرون (...) حتى تحقيق مطالبهم".