بيروت: عرض حزب الله للمرة الأولى مشاهد مصورة لاستهداف بارجة إسرائيلية قبالة الشواطئ اللبنانية خلال حرب تموز 2006، مشيرا الى أنه استخدم صواريخ بحرية في عملية القصف.

وجاء ذلك في ذكرى إحياء الحزب الذكرى ال13 لما يعتبره "انتصارا" في تلك الحرب التي استمرت 34 يوما، وتسببت بمقتل أكثر من 1200 لبناني معظمهم من المدنيين، و160 إسرائيلياً معظمهم من العسكريين، وبدمار كبير في جنوب لبنان خصوصا وضاحية بيروت الجنوبية، مناطق نفوذ حزب الله.

وبثت قناة "المنار" الناطقة باسم الحزب ليل الخميس مشاهد مصورة عن البارجة التي قالت إنها توقفت قبالة بيروت في 14 تموز/يوليو 2006.

وتظهر مقاطع الفيديو رصد رادار بحري للبارجة ومن ثم تحديد إحداثياتها وتجهيز منصة إطلاق صواريخ مضادة للبوارج والسفن العسكرية، قبل استهدافها ليلاً ما تسبب باحتراقها ومقتل أربعة جنود كانوا على متنها.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله خاطب في تسجيل صوتي بثته "المنار" آنذاك اللبنانيين بالقول "الآن في عرض البحر البارجة الحربية العسكرية الإسرائيلية، أنظروا إليها تحترق وستغرق".

وعرضت المنار الخميس في برنامج خاص صورا من مكان لم تحدده، لعدد من الصواريخ البحرية قالت إنها من طراز "سي 802" و"سي 407"، موضّبة داخل صناديق خاصة وعليها شارة حزب الله.

وأشار قائد في "القوة البحرية" للحزب قدّمته القناة باسم الحاج جلال، وبدا وجهه مموهاً، الى أنه تمّ استخدام "هذا السلاح النوعي" في استهداف البارجة.

وتحدث القيادي عن أهمية القوة البحرية للحزب راهناً، بالقول "يُشكّل البحر في الحقيقة رئة اقتصادية للعدو الصهيوني (..) هذا بالإضافة إلى الثروات الغازية الموجودة حالياً، جزء منها يُستخرج وجزء آخر ما زال طور الاستكشاف".

وأضاف "بات التهديد بالبحر يشكل للعدو تهديداً لأمنه القومي".

ويستعد لبنان لبدء التنقيب عن النفط والغاز في رقعتين في مياهه الإقليمية، رغم توتر قائم مع إسرائيل على خلفية جزء متنازع عليه في إحدى الرقع. وتتولى واشنطن وساطة بين الطرفين لترسيم الحدود لم تثمر بعد.

وانتهى تحقيق إسرائيلي في 2006 الى القول إن استهداف البارجة حصل لأن الإسرائيليين كانوا يعتقدون أن حزب الله لا يملك تقنية متطورة يمكن أن تطالها.

ومنذ تأسيسه، عرف حزب الله بمواجهته للاحتلال الاسرائيلي. وينظر إليه على أنه رأس حربة في انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان عام 2000 بعد 22 عاماً من الاحتلال.

واندلعت حرب تموز 2006 إثر إقدام الحزب على خطف جنديين إسرائيليين في 12 تموز/يوليو 2006. فردت إسرائيل بهجوم مدمر. ولم تنجح في تحقيق هدفها المعلن في القضاء على حزب الله، ما أظهر الأخير في نهاية الحرب داخلياً بموقع المنتصر.

وقال نصرالله في كلمة ألقاها الجمعة أمام الآلاف من مناصريه في بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعنوان "نصر وكرامة"، إن حزبه استفاد من حرب تموز "ووضعنا نظاماً عسكرياً للدفاع عن قرانا وبلداتنا ومدننا.. وخططاً عسكرية للدفاع عن أرضنا وثرواتنا".

وحذّر قائلا "إذا دخلت (اسرائيل) الى جنوب لبنان.. ستشاهدون بثاً مباشراً لتدمير الألوية الاسرائيلية".

ويملك الحزب المدعوم من طهران، ترسانة ضخمة من السلاح.