عدن: انخفض التوتر السبت في عدن مع بدء انسحاب القوات الانفصالية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي من عدة مبان رسمية سيطرت عليها مؤخرا في عدن من القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، تحت ضغط مشترك من السعودية والإمارات اللتين تريدان إعادة بناء تحالفهما بمواجهة المتمردين الحوثيين.&

وكتب وزير الإعلام في الحكومة المعترف بها دولياً معمر الإرياني على تويتر أن الانفصاليين أخلوا مقار الحكومة ومجلس القضاء الأعلى والبنك المركزي إضافة إلى مستشفى عدن.

وأضاف الإرياني أن الاستعدادات جارية لانسحاب الانفصاليين من مقر وزارة الداخلية ومصفاة عدن.&

وتولت الإمارات تدريب ودعم مقاتلي المجلس الانتقالي الذي ترتبط به قوى "الحزام الأمني"، الشريك الرئيسي في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن منذ عام 2015، في حين تدعم الرياض حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي. وقاتل الانفصاليون الجنوبيون وحكومة هادي معا في إطار التحالف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين.&

وأسفر القتال الأخير بين الطرفين الذي استمر عدة أيام عن مقتل 40 شخصًا على الأقل وإصابة 260 بجروح، وفقًا للأمم المتحدة، وأدى إلى سيطرة الانفصاليين على العديد من المواقع والمباني من قوات هادي الذي نددت حكومته بـ"انقلاب".

ورأى المحللون في هذا القتال دليلاً على وجود تصدعات داخل التحالف وخلافات بين أعضائه الرئيسيين.&

وتريد السعودية مواجهة المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران، بينما يبدو أن الإمارات ترغب في توسيع نفوذها في منطقة خليج عدن ومضيق باب المندب الاستراتيجي.&

وقام ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارة إلى السعودية الإثنين التقى خلالها مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

وانتهى اللقاء بدعوات إلى الهدوء والحوار. وذكر البلدان أن هدفهما الرئيسي في اليمن هو التصدي للنفوذ الإيراني، الذي يعتبرون أن طهران تمارسه عبر المتمردين الحوثيين.&

ويسيطر المتمردون الحوثيون على العاصمة صنعاء منذ 2014، ووسعوا نفوذهم إلى أجزاء واسعة شمال البلاد.&

توحيد الجهود

وفي بيان السبت أعلن فيه بدء انسحاب الانفصاليين، دعا التحالف إلى "توحيد الجهود لإنهاء الانقلاب الحوثي ومشروع النظام الإيراني" في اليمن. وطالب "بعدم إعطاء الفرصة للتنظيمات الإرهابية (القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية)" في اليمن.&

يأتي الإعلان في أعقاب وصول وفد عسكري سعودي إماراتي إلى عدن الخميس في محاولة لتهدئة الوضع المتوتر للغاية في هذه المدينة الساحلية الكبيرة في جنوب اليمن والمقر المؤقت للحكومة منذ أن سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء.&

وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس سيارات عسكرية سعودية وإماراتية تحمي مقر الحكومة والمجلس الأعلى للقضاء والبنك المركزي، في حين أشاروا إلى أن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي لا تزال تسيطر على مواقع مجاورة.

وقال المراسلون إن القصر الرئاسي بات أيضا تحت حماية القوات السعودية.&

وتحدث التحالف العسكري في بيانه عن بدء انسحاب الانفصاليين، تحت إشرافه من المواقع التي سيطروا عليها في الأيام الأخيرة في عدن.&

ولا يزال مقاتلو المجلس الانتقالي يسيطرون على العديد من المباني الأخرى بما في ذلك مواقع عسكرية.

وهي ليست المرة الأولى التي يشتبك فيها الانفصاليون التابعون للمجلس الانتقالي الجنوبي مع الوحدات الموالية للرئيس هادي.

ففي كانون الثاني/يناير 2018، شهدت عدن قتالا عنيفا بين الانفصاليين والقوات الحكومية أدى إلى مقتل 38 شخصا وإصابة اكثر من 220 آخرين بجروح.&

وكان الجنوب دولة مستقلة حتى الوحدة مع الشمال عام 1990. ولا يزال هناك استياء في الجنوب من سكان الشمال المتهمين بتوحيد البلاد بالقوة.&