جاك ليتس
BBC

أفادت تقارير بتجريد شاب بريطاني سبق أن تحول إلى الإسلام وانضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية من جنسيته البريطانية.

وكان جاك ليتس، الذي بات يعرف في وسائل الإعلام باسم "الجهادي جاك"، بعمر 18 عاما عندما ترك مدرسته في مقاطعة أكسفوردشير والتحق بمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وقالت صحيفة الميل أون صنداي إن خطوة تجريده من الجنسية كانت واحدة من القرارات الأخيرة التي اتخذتها حكومة رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي.

ورفضت وزارة الداخلية البريطانية التعليق على هذه التقارير مشيرة إلى أنها لا تعلق على حالات فردية، بيد أن متحدثا باسمها أوضح أن "قرارات الحرمان من الجنسية لمزدوجي الجنسية تستند إلى نصائح أساسية من مسؤولين ومحامين ووكالات استخبارية فضلا عن المعلومات المتوفرة".

وأضاف "وهذه واحدة من الطرق التي تُمكننا من مواجهة الخطر الإرهابي الذي يفرضه بعض أكثر الأفراد خطورة، وتجعل بلادنا آمنة".

ووفق القانون الدولي يمكن لحكومة ما تجريد شخص من جنسيته إذا لم يتسبب ذلك في جعله شخصا بلا جنسية أي دولة.

وجاك مزدوج الجنسية إذ يحمل الجنسيتين البريطانية والكندية.

جاك و "وهم التنظيم"

وكان ليتس اعتنق الإسلام إبان مراهقته عندما كان طالبا في مدرسة تشيروول في مدينة أكسفورد.

وعندما بلغ سن 18 عاما ترك دراسته الثانوية، وكان في مرحلة "الأيه لَفل"، وسافر إلى الأردن في عام 2014.

وفي خريف ذلك العام وصل إلى المنطقة التي تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وتزوج ليتس في العراق فتاة من أسرة قريبة للتنظيم وأنجب منها طفلا لم يره، ولا تزال زوجته وطفله موجودين هناك.

وأوضح في مقابلة أجرتها بي بي سي معه أنه تنقل في معظم مناطق التنظيم و أنه أصيب في انفجار على الرغم من أن لم يكن يقاتل،

واشار إلى أنه ذهب لاحقا إلى الرقة، التي اتخذها التنظيم عاصمة له حينها، ليستعيد عافيته.

وكان كوينتين سومرفيل، مراسل بي بي سي أجرى لقاء مع ليتس البالغ من العمر 23 وقتها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ولم ينشر الإ في أواخر يونيو/حزيران في أعقاب إدانة والديه بتهمة تمويل الإرهاب بعد اكتشاف أنهما كانا يرسلان الأموال له.

ووصف ليتس نفسه في هذه المقابلة بأنه كان "عدوا لبريطانيا". واعترف بأنه كان على استعداد في إحدى المرات لتنفيذ "هجوم انتحاري".

وفي رواية جاك الشخصية عن علاقته بالتنظيم، يقول جاك إنه اختلف مع قيادة التنظيم فقاموا بسجنه. ويدعى أنه تخلص من الوهم بشأن تنظيم الدولة الإسلامية قبل عام تقريبا، بعد قتل التنظيم لأنصاره السابقين.

وقال "إنني أكرههم أكثر من كراهية الأمريكيين لهم". وأضاف "أدركت أنهم ليسوا على حق، ولذلك وضعوني في السجن ثلاث مرات، وهددوني بالقتل".

وأوضح ليتس أنه هرب من معتقل حراسته ضعيفة، وظل مختبئا حتى تمكن من العثور على مهرب لإخراجه، ثم سار عبر حقل للألغام بمساعدة مهربين للوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية .

وقد ألقت وحدات حماية الشعب الكردية القبض على ليتس أثناء محاولته الهروب إلى تركيا في عام 2017.

تهمة "تمويل الإرهاب"

أُدين والدا جاك، جون ليتس، 58 سنة، وسالي لاين، 57 سنة، في يونيو/ حزيران الماضي بتهم إرسال أموال أو محاولة إرسالها لابنهما بعد انضمامه إلى تنظيم إرهابي.

والدا جاك: جون وسالي
BBC
والدا جاك أدينا في يونيو/ حزيران الماضي بتهم إرسال أموال إلى تنظيم إرهابي

ووجدت محكمة بريطانية الجمعة أنهما مذنبان بتهمة تمويل الإرهاب لإرسالهما مبلغ 223 جنيها إسترلينيا في عام 2015، لكن المحكمة برأت ساحتهما من إرسال 1000 جنيه إسترليني أخرى

وحكم على الزوجين بالسجن لمدة 15 شهرا، خفضت إلى 12 شهرا مع وقف التنفيذ في أعقاب محاكمتهما في المحكمة الجنائية المركزية لإنجلترا وويلز "أولد بَيلي".

ودفع الزوجان بأنهما بريئان من تهمة تمويل الإرهاب لأنهما كانا يرسلان مبالغ مالية لابنهما.

وكان جاك قبل سفره يعمل مع والده في الزراعة ويعيش في أجواء عائلية مريحة، وقال "كنت أحب العمل معه، وكانت علاقتنا رائعة، وكانت علاقتي جيدة جدا بأمي على وجه الخصوص وأبي أيضا".

جاك ليتس
BBC
كانت بي بي سي أجرت لقاءً مع جاك ليتس في سجن تابع لقوات كردية في سوريا

وأقر والده، الذي يعمل مزارعا، بأن على ابنه "تحمل عواقب أفعاله"، عند عودته إلى بريطانيا، ولكن الأسرة غير مقتنعة بأنه "ارتكب خطأ على الإطلاق"، بحسب ما أخبرها هو به.

وقال والده "إذا ثبت أن له صلة بتنظيم الدولة الإسلامية، فإني لا صلة لي به".

بيد أن جاك اعترف في المقابلة ذاتها بالقتال في صفوف تنظيم الدولة، على الرغم من إشارته إلى أنه لا يعتقد أنه قتل أحدًا.

ويعتقد جاك أن تنظيم الدولة الإسلامية قد استغل انضمامه إليه بوصفه شخصا أجنبيا لأغراض دعائية، واصفا نفسه بأن الجماعة الإرهابية كانت تستغله للترويج لنفسها "كنجم غلاف".

ونقل سومرفيل عن جاك خلاصة قوله : "فعلت ما فعلت، وأعترف أنني اقترفت خطأ جسيما، وما كان كان".