أجمع قراء "إيلاف" على أن لا عودة إلى اليمن الواحد الموحد، وأن هذا البلد يسير سريعًا نحو تقسيمه. فهل ينقسم في دولتين... أو أكثر؟.

إيلاف من بيروت:&يزداد اليمن تشرذمًا اليوم. فبعدما افتعله الحوثيون فيه من تخريب وتدمير وقتل، ها هو اليمن السعيد على مشارف الانقسام ثانية بين شمال وجنوب. لهذا، سألت "إيلاف" قارئها: "هل تعتقد أن اليمن سيعود دولة موحدة؟". شارك في الإجابة عن هذا السؤال 650 قارئًا، أجاب 111 منهم بـ "نعم"، بنسبة ضئيلة بلغت 17 في المئة.

بينما أجاب 539 قارئًا بـ "لا"، بنسبة 83 في المئة، في منحى يشير إلى أن الانقسام اليمني سيتكرّس في دولتين، كما كان في السابق: يمن شمالي ويمن جنوبي.

مجلس انتقالي
كان سياسيون وعسكريون وشخصيات قبلية في عدن قد أسّسوا في 11 مايو 2017 المجلس الانتقالي الجنوبي. وفي حينه، أعلن عيدروس الزبيدي، محافظ عدن السابق، عن قرار يقضي بقيام "هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي" برئاسته.

جاء في المادة الثالثة من ذلك القرار: "يستمر الجنوب في الشراكة مع التحالف العربي في مواجهة المد الإيراني في المنطقة، والشراكة مع المجتمع الدولي في الحرب ضد الإرهاب كعنصر فعال في هذا التحالف".

سارعت حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى معارضة تشكيل هذا المجلس، وسبقت ذلك إقالة هادي في أواخر إبريل 2017 عيدروس الزبيدي من منصب محافظ عدن، ما أثار الغضب في الجنوب، وأدى إلى خروج تظاهرات منددة.

وكان الانفصاليون اليمنيون يسعون دائمًا إلى الظفر بدعم التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، لنيل استقلالهم في دولتهم الجنوبية، وعاصمتها عدن.
&
ضروري للأمن القومي العربي والخليجي
كان ضاحي خلفان، قائد شرطة دبي السابق، قد غرّد في السابع من أغسطس الحالي قائلًا إن استقلال الجنوب اليمني "أمر ضروري للأمن القومي العربي والخليجي"، داعيًا إلى إنهاء شرعية عبد ربه، لأن ذلك برأيه هو "العلاج الحقيقي لاستقلال جنوب (اليمن)".

تابع في تغريدة أخرى: "من حق الجنوب أن يرحّل أبناء الشمال في ظل الاعتداءات التي يقوم بها الشمال على مدن الجنوب. ففي كل مرة تضبط جماعة بحوزتها ما يهدد أمن واستقرار الجنوب".

ولفت خلفان إلى أن "التسوية هي نزع فتيل الوحدة، وليست الوحدة". وقال: "كان الشمال منفصلًا عن الجنوب، الإنسان يحتكم إلى العقل، وليس إلى غير ذلك.. العقل والمنطق يقول نزع فتيل الصراع الشمالي الجنوبي، وإبقاء الجيرة واحترام كل طرف للآخر".

أضاف خلفان في تغريدات أخرى: "الجنوب والشمال كلهم كرهوا الحوثي وهادي". وتابع: "من يشتي سعادة اليمن... يجعل الجنوب كما كان قبل خراب الـ 1990.. واليمن كما كان".
&
موحدًا أو...
يصف اليمنيون الجنوبيون قوات هادي المتمركزة في الجنوب بأنها قوات "احتلال"، وأنها تقف وراء تعزز نفوذ الإسلاميين وعناصر القاعدة السابقين. كما يقولون إن خطة الأمم المتحدة للسلام في اليمن لم تأخذ مصالح الجنوبيين في حسبانها.

ونقلت "بي بي سي" عن باربرا بودين، سفيرة الولايات المتحدة السابقة في اليمن، قولها: "ما نشهده اليوم في جنوب اليمن هو حرب أهلية داخل حرب أهلية".

أما ما يدفع اليمنيين الجنوبيين إلى التحرك العسكري اليوم هو اقتناعهم بأن اليمن لن يعود بلدًا موحدًا، أيًا تكن نتائج الحرب بين الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي وبين الحوثيين.

لكنّ المراقبين يلفتون إلى أمر مهم: إما أن يكون اليمن موحدًا فدراليًا أو لا مركزيًا، أو يكون مقسمًا جدًا، بمعنى أن اليمن معرّض اليوم لانقسامات تتجاوز انقسام شمال-جنوب. فالشمال معرّض للانقسام، والجنوب أيضًا، وقد ينتهي هذا الجنوب دولًا عدة، فتكون كل مدينة دولة قائمة بنفسها، تحيا بالدعم الخارجي، خصوصًا بعد سقوط فكرة الأقاليم الستة، وبعد فرض ظروف ميدانية تستحيل معها وحدة اليمن.
&
&
&