دبي: أدان مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث الثلاثاء سيطرة الانفصاليين الجنوبيين على مؤسسات حكومية، محذّرا من خطر تقسيم البلد الغارق في نزاع مسلح منذ أكثر من خمس سنوات.

وقال غريفيث خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي "أُدين الجهود غير المقبولة التي يبذلها المجلس الانتقالي الجنوبي للسيطرة على مؤسسات الدولة بالقوة".

وسيطر المقاتلون الانفصاليون في 20 أغسطس على مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية، واحتلوا المباني الرسمية فيها والمعسكرات، اثر اشتباكات مع قوات الحكومة قتل وأصيب فيها نحو 300 شخص.

والثلاثاء تلقّت الحكومة المعترف بها دوليا ضربة جديدة مع خسارة قواتها معسكرين لصالح القوات الموالية للانفصاليين الجنوبيين في محافظة أبين قرب عدن، بعد اشتباكات قتل وأصيب فيها 27 شخصا.

يقاتل الانفصاليون الجنوبيون وقوات الحكومة معا في صفوف تحالف تقوده السعودية منذ 2015 ضد الحوثيين، المقرّبين من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة في البلد الفقير منذ 2014.

لكن رغم قتال الحوثيين معا، يخوض الانفصاليون والقوات الحكومية معركة ترسيخ نفوذ محتدمة في الجنوب ضد بعضهما البعض، وخصوصا في عدن، عاصمة الدولة الجنوبية السابقة قبل اتحادها مع الشمال عام 1990 وولادة اليمن الموحد.

وقال غريفيث في إحاطته لمجلس الأمن "كما شاهدنا في أحداث عدن وأبين، بدت تتزايد الاسئلة حول مستقبل اليمن. تجزئة اليمن باتت أمرا أكثر خطورة وأكثر الحاحا".&

وتابع "لا يمكننا أن نستخف بالمخاطر التي تفرضها هذه الأحداث على مستقبل اليمن"، معتبرا أن هناك "خطرا حقيقيا على النسيج الاجتماعي اليمني، وإمكانية تمدّد العنف نحو محافظات جنوبية اخرى. من الصعب توقع أين ستقودنا هذه الاحداث".

كما حذّر من إمكانية استغلال تنظيمي القاعدة والدولة الاسلامية المتطرفين للأحداث في الجنوب "لتوسيع دائرة نشاطاتهم وتحقيق زخم جديد".&

وبينما دعت الرياض إلى عقد حوار في جدة بين الجهات المتقاتلة من دون تحديد موعد، استبعد "المجلس الانتقالي الجنوبي"، الجناح للسياسي للانفصاليين، الانسحاب من المواقع العسكرية التي سيطر عليها في عدن، رغم قبوله المشاركة في الاجتماع المرتقب.

وقد رفض المتحدث باسم المجلس نزار هيثم في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" "محاولة الحكومة الشرعية تصوير الموضوع بأنه لن يكون هناك حوار إلا إذا تم تسليم جميع المواقع"، قائلا "إذن على ماذا نتحاور؟".

ومنذ 2014، يشهد اليمن نزاعاً بين المتمرّدين الحوثيين والقوّات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.&

وتسبّب النزاع بمقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين، بحسب منظمات إنسانية مختلفة.