بعدما كان يعيش لمدة 30 عامًا في القصور، تحوّلت حياة الرئيس السوداني عمر البشير، إثر ثورة الشعب ضده وإسقاط نظام حكمه، فأصبح يقيم في السجون، بطريقة يراها أنصاره لا تليق به، رغم أنه يقيم في غرفة مكيفة تضم حمّامًا خاصًا، ويتناول وجبات ساخنة من المطاعم عبر خدمة "ديلفري"، أو من المنزل.

إيلاف من القاهرة: كشف أحمد إبراهيم الطاهر، رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس السابق عمر البشير،&أنّ "مقر إقامة البشير في سجن كوبر لا يليق به، ووسائل الراحة غير موجودة".

لا يليق بأي بشري؟
أوضح في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن "الزنزانة تحتوي على سريرين وحمّام ومكيّف، وفيها كمية هائلة من البعوض، وتترك مضاءة طوال الوقت"، مشيرًا إلى أنّ الطعام يأتيه من منزله.

تابع: "شاهدت الوضع داخل السجن عندما كنت معتقلًا مع الرئيس (السابق) أسبوعًا كاملًا في بداية الثورة، فالزنزانة لا تصلح للرئيس ولا لأيّ متهم آخر".

وكشف محامي البشير أن هيئة الدفاع تقدمت بطلب إلى المسؤولين لتوفير سبل الراحة في سجنه، وقال: "طالبنا من المسؤولين تحويل اعتقاله إلى مقامٍ يليق به كرئيس كان يحكم البلاد، وكان القائد الأعلى للقوات المسلّحة، ولكّن هذا الطلب لم يجد القبول".

وذكر الطاهر أنّ الأموال التي تسلّمها البشير من السعودية تمّ صرفها في المصلحة العامة ولعلاج ضباط متقاعدين، منوهًا بأن البشير تردّد في قبول الشيك الإماراتي بقيمة مليون دولار، ومن ثم رفضه، وأنّه لا يعرف أين ذهب الشيك.

أضاف: البشير كان بإمكانه أنّ يثري من الدولة من دون أن يكتشف أن كل هذه الحملة الإعلامية الجائرة التي وجهّت إليه منظمّة بقصد اغتيال شخصيات النظام السابق، ومن بينهم البشير.

رياضة ومتابعة طبية
ووفقًا لمصادر سودانية متنوعة فإن البشير يعيش في غرفة تضم سريرين ودورة مياه خاصة، وهذه الغرفة مزوّدة بمكيّف ومروحة أيضًا وكراسٍ.

يحظى الرئيس السوداني السابق بساعتين يوميًا لممارسة رياضة المشي، وتسمح له سلطات السجن الخروج لأداء الصلاة في مسجد السجن، ويعرض على طبيب السجن بانتظام، لتقديم الرعاية الطبية إليه، لاسيما أنه يعاني من أمراض الشيخوخة، ومنها ارتفاع ضغط الدم، وآلام المفاصل.

يتناول البشير طعامه أو وجباته الغذائية الساخنة في السجن عبر خدمة الدليفري من مطاعم فاخرة أو من منزله، وتتضمن اللحوم والأسماء والدجاج المشوي، و"العيصدة"، وهي الوجبة التي يفضلها بشكل دائم، إضافة إلى العصائر والفاكهة.

في ما يخص الملابس، فإن البشير يحصل على الملابس التي يريدها من منزله، ويفضل ارتداء "الترينغ" (الهندام الرياضي)، والجلباب السوداني التقليدي، الذي يرتديه أثناء حضور المحاكمة. ونفذت السلطات السودانية حملة رش لمكافحة البعوض في محيط سجن كوبر بعدما اشتكى البشير في سجنه من انتشار هذه الحشرة.

يحظى بمعاملة جيدة
وأجرت السلطات الأمنية "أعمال صيانة عامة منتظمة للحمّامات داخل السجن، وتزويدها بمراحيض مريحة، وقضت على طفح مياه الصرف الصحي التي كانت تغطي مساحات كبيرة في السجن، وتتسبب&في روائح كريهة، وتساعد على توالد البعوض وانتشاره".

في شهر يونيو الماضي، قالت رئيسة مفوضية حقوق الإنسان في السودان، حرية إسماعيل، إنها التقت الرئيس المعزول عمر البشير في سجن كوبر المركزي في الخرطوم، لافتة إلى أنه "محتجز في غرفة خاصة، ويتلقى معاملة جيدة".

وقالت في تصريحات في وقتها، إنها التقت في سجن كوبر 22 آخرين من رموز نظام البشير، "وجميعهم يحظون بمعاملة جيدة"، منوهة بأنها التقت "عبد الله البشير شقيق الرئيس السابق، ونائبيه عثمان محمد يوسف كبر، وعلي عثمان، فضلًا عن قيادات حزب المؤتمر الوطني، الحزب الحاكم في عهد البشير.

لفتت إلى أن "غرف المحتجزين نظيفة، ولديهم مكيفات، ويقابلون الأطباء، ويُسمح لهم بارتداء ملابس مرسلة من أسرهم، ولا يشتكون من شيء". أضافت: نحن جهة ومستقلة ومحايدة، ونعمل وفق مبادئ دولية، من أجل الدفاع عن حقوق الإننسان، ولجنة التحقيق سوف ترفع تقريرها متى ما اكتملت أعمالها.

غسيل أموال وإرهاب
وعقدت أولى جلسات محاكمة البشير السبت الماضي، تحت حراسة أمنية مشددة، وكان البشير يرتدي الزي السوداني التقليدي، ويلوّح بيده لأنصاره في القاعة.

يواجه البشير اتهامات بالتحريض على قتل المحتجين والضلوع فيه، إضافة إلى اتهامات بغسيل الأموال وتمويل الإرهاب، والتربح من منصبه والإثراء.

وأعلنت هيئة المحكمة عن تأجيل البت في الاتهامات الموجّهة إلى الرئيس السوداني السابق إلى جلسة أخرى، تعقد السبت المقبل، إذ من المقرر أن تستمع إلى شاهدين آخرين لم تتمكن من إعلامهم لحضور المحاكمة. وطالب محامي البشير المحكمة بالإفراج عنه بضمانة عادية، كما قدم طلبًا للسماح لأسرته بزيارته داخل السجن.

يذكر أن نظام حكم البشير سقط بعد أشهر&من المظاهرات التي خرجت في شهر ديسمبر الماضي، واستمرت حتى تدخل الجيش، وأعلن في 11 أبريل الماضي، تحت وطأة الاحتجاجات الشعبية واعتصام &المتظاهرين أمام مقر قيادة القوات المسلحة.