القامشلي: أعلنت الإدارة الذاتية الكردية في شمال وشمال شرق سوريا الثلاثاء بدء سحب مقاتلين أكراد من مناطق قرب الحدود مع تركيا، تنفيذاً للاتفاق الأميركي التركي حول إنشاء "منطقة آمنة".

وتوصّلت الولايات المتحدة وتركيا الشهر الحالي بعد جولات من المحادثات الثنائية إلى اتفاق على إنشاء منطقة آمنة تفصل بين مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، والحدود التركية، على أن يتم تنفيذه بشكل تدريجي.

وقالت الإدارة الذاتية في بيان "في إطار التفاهمات الثلاثية في ما يخص أمن الحدود مع تركيا، تم وضمن إطار المرحلة الأولى من التفاهمات المذكورة في 24 الشهر الجاري البدء بالخطوات العملية الأولى وذلك في منطقة سري كانية - رأس العين بإزالة بعض السواتر الترابية وسحب مجموعة من وحدات حماية الشعب والأسلحة الثقيلة إلى نقاطها الجديدة".

وتكررت الخطوات ذاتها، وفق البيان، في منطقة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي في شمال البلاد.

وشددت الإدارة الذاتية على أن هذه الإجراءات "تؤكد جدية التزامنا بالتفاهمات الجارية".

وأضاف البيان "جرى تسليم النقاط الحدودية إلى القوات المحلية".

وأنشأت الإدارة الذاتية مؤخراً مجالس عسكرية محلية في مناطق عدة تضم مقاتلين محليين مهمتهم حماية مناطقهم. والمنطقة الممتدة من تل أبيض حتى رأس العين هي ذات غالبية عربية، على عكس الجزء الأكبر من المناطق السورية الحدودية مع تركيا التي هي ذات غالبية كردية.

وكانت القيادة العسكرية الأميركية في المنطقة أعلنت السبت أن "قوات سوريا الديموقراطية دمرت تحصينات عسكرية" تنفيذاً للاتفاق.

وتعهد القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي السبت ببذل "كل جهودنا من أجل نجاح الجهود المبذولة لتحقيق التفاهم أو التوافق مع الدولة التركية" من أجل إنشاء المنطقة الآمنة.

وتنفيذاً لبنود الاتفاق، أعلنت أنقرة السبت أن "مركز العمليات المشترك" التركي الأميركي لتنسيق كيفية إقامة هذه المنطقة "باشر العمل بكامل طاقته".

ولم تعلن واشنطن وأنقرة ما سيكون عليه عمق هذه المنطقة بعد تباين في وجهات النظر إزائها، إلا أن أنقرة تحدّثت عن نقاط مراقبة ودوريات مشتركة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإثنين إن "طائرات الاستطلاع المسلحة والمروحيات التابعة لنا موجودة في المنطقة، ونتوقع أن تدخل قواتنا إلى المنطقة قريباً".

وكان عبدي أعلن في وقت سابق هذا الشهر أن "عمق المنطقة بأكملها خمسة كيلومترات"، ولكن سيتراوح عمقها في بعض المناطق الواقعة بين رأس العين وتل أبيض "بين تسعة و14 كيلومتراً".

وتعد الوحدات الكردية شريكاً رئيسياً للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في قتال تنظيم الدولة الإسلامية. إذ نجحت هذه الوحدات التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية في دحر التنظيم في مناطق واسعة في شمال شرق سوريا.&

إلا أن أنقرة تعتبر وحدات حماية الشهب "إرهابيين" وامتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها على أراضيها منذ عقود.