إسطنبول: اتفق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الأميركي دونالد ترمب على مواصلة التعاون في إدلب السورية لتجنب حصول أزمات إنسانية جديدة في شمال غرب سوريا، على ما أعلنت أنقرة مساء الأربعاء.

وقالت الرئاسة التركية إن الزعيمين "اتفقا على مواصلة التعاون من أجل حماية المدنيين في إدلب، حيث تستمر هجمات النظام (السوري)، ومنع حدوث أزمات إنسانية جديدة"، وذلك خلال مكالمة هاتفية في وقت متأخر الأربعاء.

قتل 16 شخصًا في غارات جوية شنّتها طائرات حربية سورية وروسية الأربعاء قرب نقطة مراقبة تركية في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما تقوم قوات النظام السوري بالضغط على معقل الجهاديين في إدلب.

وبعد أشهر من القصف الجوي الكثيف، شنّت القوات السورية المدعومة من روسيا هجومًا عنيف ضد إدلب، آخر المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية. يأتي القتال في إدلب رغم اتفاق بين روسيا وتركيا في العام الفائت لتفادي هجوم عسكري كبير في المنطقة.

والأربعاء، أفاد المرصد اليوم أن الغارات وقعت قرب نقطة مراقبة تركية في قرية شير مغار في ريف حماة الشمالي الغربي المحاذي لإدلب، غداة تأكيد أنقرة أنها ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية قواتها في المنطقة التي تنتشر فيها نقاط مراقبة تركية عدة بموجب اتفاقات مع روسيا. وقالت وكالة أنباء الأناضول إنّ نقطة المراقبة التركية نفسها لم تتضرر.

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء إثر لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو "الوضع تعقد في شكل كبير إلى درجة بات جنودنا حاليًا في خطر. لا نريد أن يستمر ذلك. سنتخذ كل الخطوات الضرورية" لحمايتهم. وتنشر أنقرة 12 نقطة مراقبة في إدلب ومحيطها بموجب اتفاقها مع روسيا.&

ودفع التصعيد المستمر منذ نحو أربعة أشهر أكثر من 400 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة، بينما قتل أكثر من 930 مدنيًا، وفق المرصد.

وتشهد سوريا نزاعًا داميًا تسبّب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص، وأحدث دمارًا هائلًا في البنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
&