الرباط: بمزيج من الأسى والسخط، تفاعل المغاربة مع مخلفات الأمطار الغزيرة التي ضربت إقليم تارودانت مساء أمس، الأربعاء، وأدت إلى حدوث فيضانات نجم عنها وفاة 7 أشخاص بدوار ( كفر) تيزرت، جماعة ( قرية) إيمي نتيارت دائرة إيغرن.

وأكدت السلطات المحلية للإقليم أن الأمر يتعلق بشاب و6 مسنين كانوا يتابعون مقابلة في كرة القدم، بين فريق ينتمي إلى الكفر ، وفريق كفر مجاور في إطار دوري محلي، لقرى الجماعة. وأفادت، في وقت لاحق، أنه تم العثور على شخص مسن مصاب بجروح متفاوتة الخطورة على إثر الفيضانات، تم نقله إلى مستشفى بلدية إيغرن لتلقي الإسعافات الضرورية، مضيفة أن الأبحاث مستمرة عن شخص واحد يعتبر في عداد المفقودين.

في غضون ذلك، تم فتح تحقيق من طرف السلطات المختصة تحت إشراف النيابة العامة حول ظروف وملابسات هذا الحادث لتحديد المسؤوليات.

وتفاعل سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، مع الفاجعة، حيث كتب على صفحته الرسمية بـ"فيسبوك": "ببالغ الحزن والأسى، تلقيت خبر فاجعة السيول التي جرفت مساء اليوم الأربعاء شبابا، كانوا يلعبون كرة القدم بجماعة( قرية) إمي نتيارت بإقليم تارودانت. وتتابع الجهات المسؤولة والسلطات المحلية عن كثب تداعيات الفاجعة، وحصر الخسائر البشرية والمادية. وأسأل الله الرحمة والمغفرة لمن قضوا في الفاجعة وأتقدم بأحر التعازي والمواساة لذويهم وأسرهم وأسأل الله لهم الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون".

&

&

بدوره، تفاعل هشام الكروج، البطل العالمي والأولمبي في ألعاب القوى، مع الفاجعة ، حيث كتب على حسابه الرسمي بـ"فيسبوك": "قلبي يدمي من منظر الفيديو الذي يوثق لحظة الجروف التي أودت بحياة شباب في مقتبل عمرهم في ملعب تيزرت (ضواحي مدينة تارودانت). رحمهم الله وألهم ذويهم الصبر والسلوان. إنا لله وإنا اليه راجعون".

من جهته، كتب الإعلامي والناقد الرياضي جمال اسطيفي على حسابه الرسمي بــ"فيسبوك": "جواب ما جرى في ملعب تزيرت ضواحي تارودانت حيث جرفت عاصفة رعدية الملعب الطيني، وجرفت معها أرواح أشخاص ظلوا متشبثين بالحياة إلى آخر رمق، وأحرقت أكباد أمهات وآباء، ليس هو النشرة الإنذارية المنجزة من طرف الأرصاد الجوية الوطنية ... من بين الأسئلة التي تحتاج إلى جواب هو من أعطى التصريح بتشييد ملعب في فم مجرى الواد؟".

فيما تفاعل الأستاذ عبد الواحد الدرويش، مع فاجعة ملعب تزيرت، تحت عنوان: "أسئلة ربط المسؤولية بالمحاسبة.. مرة أخرى"، حيث كتب: "دشن هذا "الملعب" يوم 18 اغسطس، وبعد 10 أيام فقط وقعت الفاجعة. الآن، يجب أن تطرح الأسئلة الحارقة: كيف تم الترخيص ببناء ملعب، إذا جاز تسميته كذلك، بأكثر من 250 ألف درهم فوق وادي معروف بحمولاته الفيضانية القوية ؟ مديرية الأرصاد الجوية أصدرت اليوم نشرة إنذارية باحتمال وقوع زخات مطرية قوية وحدوث فيضانات وذلك 6 ساعات قبل وقوع الفاجعة، فلماذا تجاهل المسؤولون محليا هذه النشرة؟ هل ممارسة رياضة كرة القدم في هذه المناطق المهمشة تندرج في إطار سياسة عمومية أم هي فقط وسيلة للتنفيس عن شباب يائس حتى يسهل لتجار الانتخابات توظيفه في حملات سياسوية عقيمة لا تنتج تنمية بشرية حقيقية؟ هل سيتم فتح تحقيق عاجل وجدي لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات طبقا للقانون أم ستنضاف هذه الفاجعة لسابقاتها ويسل المتورطون فيها كما تسل الشعرة من العجين؟ هذه أسئلة من صميم دولة القانون كأساس لصياغة وتفعيل نموذج تنموي حقيقي .. عدا ذلك، فإننا سنبقى ندور في حلقة مفرغة".