واشنطن: أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترمب الخميس انه سيحافظ على وجود عسكري اميركي دائم في أفغانستان حيث سيتم مبدئيا ابقاء 8600 جندي حتى بعد التوصل إلى اتفاق مع طالبان لإنهاء النزاع المستمر في هذا البلد منذ 18 عاما.

وقال ترمب في مقابلة مع الاذاعة التابعة لشبكة فوكس نيوز "سنخفض عديد جنودنا الى 8600 وسنرى بعد ذلك. سيكون لنا دائما وجود" في افغانستان.

وحذر ترمب انه في حال تعرضت الولايات المتحدة لهجوم جديد مصدره افغانستان، فان واشنطن ستعود "بقوة" أكبر "من أي وقت مضى".

وتوضح تصريحات ترمب النوايا الأميركية بعد مفاوضات طويلة مع حركة طالبان بهدف انهاء الحرب.&

ورغم تفوقه العسكري، إلا أن الجيش الأميركي لم يحقق الكثير من الإنجازات، ويأمل ترمب أن يتمكن من إعلان انتهاء الحرب قبل حملة إعادة انتخابه في 2020.&

وتجري واشنطن محادثات مع طالبان منذ العام 2018 على الأقل. ومن النقاط العالقة توفير ضمانات بعدم السماح باستخدام الأراضي الأفغانية من قبل تنظيم القاعدة أو غيره من التنظيمات العالمية المسلحة للتخطيط لشن هجمات على الولايات المتحدة.&

وينتشر حاليا في افغانستان ما بين 13 الفا و14 الف جندي اميركي بعدما بلغت ذروة عددهم 98 الفا العام 2011.

وتطالب الحركة المسلحة بسحب جميع القوات الأميركية. إلا أن ترمب شدد على ان الانسحاب لن يكون تاما مع ابقاء قوة قادرة على تقديم "معلومات استخباراتية عالية المستوى".

واضاف "ينبغي الحفاظ على وجود".

اتفاق لا يستند الى الثقة

ليس من الواضح ما سيعنيه انسحاب القوات الأميركية بالنسبة للحكومة الأفغانية التي يمكن أن يتعرض جيشها الذي دربته الولايات المتحدة لخطر هجوم من حركة طالبان.&

وحتى الآن يبدو البيت الأبيض مركزا على الأمن الأميركي، ويحرص بشكل خاص على ضمان التزام طالبان بالاتفاق.&

وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية "نحن نعرف تماما تاريخ طالبان .. وتاريخها المعقّد مع القاعدة، ولهذا السبب فإن أي اتفاق، في حال التوصل إلى اتفاق" سيخضع لعملية مراقبة وتحقق مشددة".&

وأضاف "الاتفاق الذي نسعى للتوصل إليه لا يستند الى الثقة، بل سيستند الى المتطلبات والالتزامات الواضحة اعتمادا على عملية المراقبة والتحقق".&

وكانت أول مرة يتم فيها ارسال قوات أميركية إلى افغانستان عقب هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة والتي شنها تنظيم القاعدة الذي كانت تأويه أفغانستان.&

وقُتل نحو 2400 جندي أميركي واصيب ما يقرب من 20 ألفا اخرين في الحرب في افغانستان.&

وفي تلخيص للموقف الأميركي الحذر من المحادثات مع طالبان، قال الجنرال جوزف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأربعاء أنه لن يسمي هذه العملية "انسحابا".&

وأضاف "إنني لا أستخدم كلمة +انسحاب+ في الوقت الحاضر، سنتثبت من أن أفغانستان ليست ملاذا، وسنبذل جهدا لإحلال السلام والاستقرار في أفغانستان".

بدوره، قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر إن الاتفاق يجب أن يضمن "ألا تبقى (أفغانستان) ملاذا آمنا للإرهابين لمهاجمة الولايات المتحدة"، رافضا التعليق على المفاوضات الدبلوماسية القائمة.

واضاف للصحافيين "علينا أن نرى الى اين تصل المفاوضات ثم نستطيع الرد على اسئلتكم في شأن الاتفاق، إذا تم التوصل الى اتفاق في النهاية".