هدد مجلس الدفاع العراقي خلال اجتماع طارئ بإجراءات أمنية وعسكرية للدفاع عن البلاد ضد أي اعتداءات على سيادته، في إشارة إلى مهاجمة إسرائيل لمقار ومخازن أسلحة الحشد الشعبي. فيما قال الصدر إن شعائر عاشوراء ليست مجرد حزن وبكاء ولطم وتطبير، وإنما هي لمواجهة الظلم وانتزاع الفساد من النفس، داعيًا إلى إنصاف سنَّة البلاد.

إيلاف: أكد وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري خلال اجتماع طارئ لمجلس الدفاع الوطني في بغداد أن "الوزارة ستتخذ الإجراءات الأمنية والعسكرية للدفاع عن البلاد تجاه أي اعتداء على أية جهة عراقية".. مشددًا على "ضرورة أخذ الحيطة والحذر من أي مساس بسيادة وكرامة العراق"، في إشارة إلى تنفيذ إسرائيل خمسة هجومات ضد مقار قوات الحشد الشعبي، التي تتهمها بموالاة ودعم إيران، وذلك خلال الأسابيع الأخيرة.

ووجّه الشمري، في جلسة مجلس الدفاع التي حضرها رئيس أركان الجيش ومعاونيه للعمليات والإدارة والميرة والتدريب والمفتشان العام والعسكري وقادة الأسلحة ومدراء الصنوف، وجّه "بضرورة التكاتف والتلاحم بين القوات المسلحة بجميع صنوفها وتشكيلاتها من الجيش والشرطة الاتحادية وقوات الحدود ومكافحة الإرهاب والحشد الشعبي وقوات حرس الإقليم البيشمركة من أجل عراق موحد تحت راية واحدة في وجه من يريد زعزعة أمن العراق"، بحسب ما نقل عنه بيان صحافي للوزارة الليلة الماضية تابعته "إيلاف".

خلال الاجتماع بحث القادة العسكريون العراقيون "الخطط الكفيلة بحفظ أمن وسيادة البلاد، مع التأكيد على أن الجيش العراقي سيبقى سور الوطن ودرعه الحصين الذي يحمي البلاد وأهلها" بحسب البيان.

وكان العراق قد أعلن الاثنين الماضي أنه سيتخذ كل الإجراءات القانونية والدبلوماسية من خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن للتصدي لأي عمل يخرق سيادته، في إشارة إلى الضربات الإسرائيلية الأخيرة للحشد.. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف في بيان مقتضب إن بلاده "ستتخذ جميع الإجراءات الدبلوماسية والقانونية اللازمة من خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، ومن خلال التواصل مع الدول الشقيقة والصديقة للتصدي لأي عملٍ يخرق سيادة العراق وسلامة أراضيه"، في إشارة إلى الضربات الإسرائيلية.

والخميس الماضي اتهمت الحكومة العراقية إسرائيل للمرة الأولى رسميًا بمهاجمة مقار ومخازن أسلحة الحشد الشعبي، بينما أكد مجلس الأمن الوطني حق العراق في اتخاذ الإجراءات المناسبة للدفاع عن سيادة البلد بالوسائل المشروعة.

وخلال الأسابيع الأخيرة تعرّضت 5 قواعد تستخدمها قوات الحشد الشعبي لتفجيرات نفذتها طائرات مسيّرة، قيل إنها "مجهولة" قبل اتهام إسرائيل بالمسؤولية عنها.

الصدر يستذكر معاني عاشوراء داعيًا إلى إنصاف السنًَّة
أكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن شعائر محرم ومناسبة عاشوراء ليست مجرد حزن وبكاء ولطم وتطبير، وإنما هي لمواجهة الظلم وانتزاع الفساد من النفس، داعيًا إلى إنصاف سنّة البلاد.

وأكد الصدر في تغريدة على موقعه في شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" مساء أمس، وتابعتها "إيلاف"، على ضرورة استثمار إحياء الشعائر الحسينية في شهري محرم وصفر، من أجل الدعوة إلى إنتزاع الفساد من النفس قبل انتزاعه من الطغمة الحاكمة والتعلم من الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب الثورة والإصلاح ورفض الظلم والفساد.

تغريدة الصدر عن شعائر عاشوراء

أشار إلى أن الإمام الحسين قد انتفض من أجل الإنسانية، لا من أجل التشيّع فقط، فقد فنى فيه المسيحي قبل الشيعي، "فلتكن شعائركم مواساة المنصفين من أهل السنّة وإعطاءهم عربون محبة من أجل الحسين ومن أجل رسول الله (ص)، بل ولا تنسوا الطوائف الأخرى".&

أضاف إن الحسين قد انتفض ثائرًا حينما وجد أن الظلم مستفحل، وأن الفساد قد استشرى حتى عند بعض محبي الدنيا من أمة جده النبي محمد. وبيّن أن الشعائر الحسينية روح جهادية ثورية تفيض على الأمم بالحرية والتحرر من قضبان الطغاة وزنازين الدكتاتورية، وهي جوهر الإصلاح وانتزاع الفساد من النفس قبل انتزاعه من الطغمة الحاكمة.&

وشدد الصدر على ضرورة "عدم الصبر على بلاء الظالمين وتحكمهم بالأموال والأنفس وتركهم الخدمات وسرقتهم الأموال"، في إشارة إلى أوضاع العراق الحالية. ودعا المواطنين إلى عدم إعطاء أصواتهم "للظالمين والفاسدين".

يشار إلى أن شيعة وسنَّة العراق قد اختلفوا حول بدء شهر محرم للعام الهجري الجديد 1441. فقد أعلن الوقف السني أن اليوم السبت هو الأول من محرم بداية السنة الهجرية، فيما تشير توقعات المرجعية الشيعية إلى احتمال رؤية هلال محرم مساء اليوم ليكون يوم غد الأحد بداية للعام الجديد. &

يذكر أن المسلمين الشيعة في العراق والعالم يحيون ذكرى عاشوراء في العاشر من محرم من كل عام، حيث تعد من أكبر المناسبات الدينية لديهم، وهي واقعة مقتل الإمام الحسين، في أجواء يخيّم عليها الحزن، وترفع الرايات السود وسط المجالس التي تروي السيرة التراجيدية للحدث.&

ففي العاشر من محرم وقعت مأساة الطف، حيث قتل جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية الإمام الحسين مع عشرات من أفراد عائلته في عام 61 للهجرة، المصادف 680 ميلادية، باعتبار هذه المناسبة أكثر الأحداث مأساوية في تاريخ الشيعة، ولذلك تعد زيارة كربلاء خلال عاشوراء من أبرز المناسبات الدينية، حيث يصل إليها مئات الآلاف من الأشخاص سيرًا على الأقدام من مختلف مناطق العراق.
&

&
&