بعد اتصال رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف... أي دور لروسيا في منع التصعيد والتوتر في لبنان؟.

إيلاف من بيروت: أجرى رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري اتصالًا بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أبلغه خلاله أن "الاعتداء الإسرائيلي عمل خطير وتعدٍّ على السيادة اللبنانية وخرق للقرار 1701"، موضحًا أن "لبنان يعوّل على الدور الروسي في تفادي الانزلاق نحو مزيد من التصعيد والتوتر، وتوجيه رسائل واضحة إلى إسرائيل بوجوب التوقف عن خرق السيادة اللبنانية".

فأي دور محوري لروسيا اليوم في المنطقة، وفي لبنان تحديدًا؟.

الدور الروسي
عن الدور الروسي في لبنان، بعدما دخلت روسيا لاعبًا مهمًا في سياسات المنطقة، يؤكد الوزير والنائب السابق بشارة مرهج لـ"إيلاف" أن "روسيا حتى هذه اللحظة تسعى إلى التفاهم مع الولايات المتحدة الأميركية، ويبدو أن هناك اتصالات وثيقة بين الطرفين قد تكون لها انعكاسات مهمة على صعيد المنطقة، وهذا يتطلب تواصلًا عربيًا حقيقيًا، وإنتاج تفاهمات جديدة تؤمّن الحقوق العربية تجاه الغير، وهذه فرصة لأن يكون العرب أقوياء وموحدين، من أجل استمرار العلاقات الدولية الحالية، بينما إذا استمر العرب على خلافاتهم وانقساماتهم، فسيكون الجميع في موقع ضعيف تجاه التطورات المرتقبة.

المحور الشرقي والغربي
مع تضارب المصالح بين روسيا وأميركا في المنطقة، هل سنشهد في المرحلة المقبلة استقطابًا لما كان أيام الحرب الباردة بين المحور الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي وبين المحور الغربي بقيادة أميركا، وما سيكون موقف لبنان حينها من هذين المحورين؟.&
يجيب مرهج أن هذا احتمال وارد، ولكن المساعي الروسية تبقى من أجل تجنّب هذا المنزلق الخطير، لأن روسيا ليست لديها الإمكانيات الكافية للدخول في سباق التسلح، كما حصل أيام الرئيس الأميركي رونالد ريغان، والرئيس الروسي ميخائيل غورباتشيف، والأميركيون بسبب الأزمات الإقتصادية والمالية الناشئة بمعظمها بسبب الحرب على العراق، ليسوا على استعداد &لدخول حرب مما يرتب أعباء كبيرة على الإقتصاد، لذلك، هناك اتصالات حثيثة بين موسكو وواشنطن يجب أخذها بعين الإعتبار، وليس من الضروري أن يكون الوضع بالحدة التي كان عليها في الماضي أيام الحرب الباردة، ولكن يجب أن نأخذ احتياطتنا كاملة لهذا الأمر إذا جرى، ويمكن أن يحدث.

روسيا والمسيحيين
عن الحديث بأن روسيا تسعى في الشرق الأوسط إلى الحفاظ على الوجود المسيحي فيه، وخصوصًا في لبنان، لذلك تسعى إلى مد الجسور مع أميركا، يؤكد مرهج أن الضمان للوجود المسيحي أو أي مكون من مكونات لبنان يبقى وحدة اللبنانيين، وليس من خلال أي أمر خارجي، ومن ثم في الاحتضان العربي، فالتفاهم الدولي، ونرحّب بكل مساعدة وموقف إيجابي تجاه لبنان ككل، وليس فقط تجاه مسيحييه، وليس من مصلحة اللبنانيين أن يظهروا ويقيموا علاقات مع الغير من مواقع طائفية أو مذهبية، لأن وحدة لبنان وضمان مكوناته تبقى من خلال وحدة جميع طوائفه ومذاهبه، والعمل كلبنانيين من أجل مصلحة لبنان ككل، وليس من أجل مصلحة طائفة أو مذهب على حساب طائفة أو مذهب آخر.