انقسم قراء "إيلاف" بشأن افتعال حرائق الأمازون، فأغلبية ضئيلة جدًا قالت إنه ليس مفتعلًا، على الرغم من تأكيد المنظمات البيئية والمناخية توجيه الاتهام إلى جماعات موالية لجايرو بولسونارو بافتعال هذه الحرائق.

إيلاف من بيروت: وصلت حرائق غابات الأمازون البرازيلية إلى محميات القبائل الأصلية، إذ شوهدت النيران في محمية أراريبويا في ولاية ماراناهاو التي تضم نحو 80 شخصا من مجموعة معزولة من سكان أوا الأصليين، وهي محمية تعرضت أشجارها لتجريف شديد على الحواف الشرقية للأمازون.

وقد وصفت منظمة "سورفايفال إنترناشونال" هؤلاء الأشحاص بأهم "أكثر مجموعة بشرية تعرضًا للخطر في العالم"، بحسب "غارديان" البريطانية. وبذلك، ترتفع حدة الخطورة التي تشكلها هذه الحرائق التي شبت في أكبر غابة مطيرة في العالم، تسمى اصطلاحًا "رئة العالم".

لمكافحة النيران، حشدت الحكومة البرازيلية أكثر من 3900 رجل ومئات الآليات و18 طائرة، بينها اثنتان لرش المياه من نوع "هركوليس"، بحسب وسائل الإعلام المحلية.

بفعل فاعل

سألت "إيلاف" القارئ العربي: "هل تعتقد أن حرائق غابات الأمازون مفتعلة؟". شارك في الاستفتاء 777 قارئًا، أجاب منهم 382 "نعم" بنسبة 49 في المئة، بينما أجاب 395 منهم "لا"، بنسبة 51 في المئة. وبذلك، انقسم قراء "إيلاف" على جانبي السجال المفتوح اليوم، بعد الاتهامات التي توجّه إلى مجموعات موالية للرئيس البرازيلي جايرو بولسونارو بافتعال حرائق غابات الأمازون، نتيجةً للسياسات الاقتصادية العنصرية والتمييزية المقصودة والمخطط لها.

يقول ناشطون في المنظمات البيئية والمناخية إن حرائق الأمازون إن لم تكن بفعل عمال مناجم الذهب غير الشرعيين الذين ابتهجوا بانتخاب بولسونارو، "فإنّها ناتجة عن أعمال ملاك الأراضي الراغبين في توسيع حقولهم لزيادة منتوج فول الصويا للمواشي والتجارة؛ وإن مؤيدي بولسونارو استفادوا من سياسة إلغاء القيود التنظيمية التي أطلقها، ووعدوا في العاشر من أغسطس الجاري بالاحتفال بـ "يوم الحريق"، وهي الفترة التي اندلعت فيها الحرائق في غابات الأمازون المطرية، ولا تزال.

ليس صحيحًا!

في المقابل، قلل الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو من خطورة حرائق غابة الأمازون مع بدء تطبيق الحظر الموقت لعمليات الإحراق لأغراض زراعية.

وكتب على صفحته على فيسبوك: "ليس صحيحًا أن غابة الأمازون تحترق"، مؤكدًا أن الحرائق في هذه السنة أقل من المعدل الذي سجل في السنوات الأخيرة، ومتهمًا &وسائل الإعلام البرازيلية بتغذية قلق الأسرة الدولية في هذا الشأن.

كما جدد بولسونارو شكوكه بوقوف منظمات غير حكومية وراء الحرائق، لكنه أقر بأنه لا يملك دليلًا على ذلك. وبحسب الإعلام البرازيلي، قال بولسونارو إن على الرغم من أن المزارعين قد يكونون بدأوا إشعال بعض الحرائق لفتح المراعي، فإن المنظمات غير الحكومية ما زالت هي المشتبه به الرئيسي.

أضاف: "خسرت المنظمات غير الحكومية الأموال.. إنهم عاطلون.. ماذا يجب أن يفعلوا إذًا؟ يحاولون إسقاطي".

أقر بولسونارو بأن لا طريقة لإثبات مثل هذه الشكوك، إلا إذا جرى الإمساك بأحدهم متلبسا، متهما وسائل الإعلام بتشويه بياناته السابقة، وقال إنه لم يوجه أي اتهامات لكنه أعرب عن شكوك، فيما رصدت الأقمار الصناعية الوطنية نحو تسعة آلاف حريق في الغابات التي تبلغ مساحتها نحو خمسة ملايين كيلومتر مربع.

غير مسؤولة وغير منطقية

عارض المدافعون عن البيئة تصريحات بولسونارو، ووصفها كارلوس بوكوي من المعهد البرازيلي لحماية البيئة بأنها "غير مسؤولة وغير منطقية".

ومنذ أن تولى بولسونارو منصبه مطلع العام الجاري، أصدرت وكالة البيئة عقوبات أقل على أنشطة قطع الأشجار، بينما أكد وزراء بوضوح أن تعاطفهم مع قاطعي الأشجار لا مع الجماعات الأصلية التي تعيش في الغابة.

وتتهم منظمات بيئية حكومة بولسونارو بالتقاعس عن حماية الغابات من الزحف البشري، معتبرة أن سياساته التنموية شجعت المزارعين على إزالة الغابات من أجل زراعة المحاصيل وتربية الماشية بهدف الاستثمار.

وكان مركز أبحاث الفضاء البرازيلي قد حذر من ارتفاع معدل حرائق الأمازون، حيث سجلت رقما قياسيا منذ بداية العام متجاوزة 72 ألف حريق. وقالت منظمة "السلام الأخضر" إن الحرائق ارتفعت منذ مطلع العام الجاري بنسبة 145 في المئة في منطقة الأمازون، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وقال المعهد الوطني لأبحاث الفضاء إن الحرائق تأتي وسط تزايد تآكل الغابات في منطقة الأمازون، والذي بلغ في يوليو نسبة تزيد بأربع مرات مقارنة بنفس الشهر في العام الماضي.