وارسو: عارض الرئيس البولندي أندريه دودا الإثنين اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب إعادة ضمّ روسيا إلى مجموعة السبع، مشددا على أن التعامل مع موسكو "وكأن شيئا لم يكن" غير مقبول في ظل احتلالها منطقة القرم الأوكرانية.

وقال دودا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس "هل علينا التعامل مع روسيا وكأن شيئا لم يكن؟ (...) أعتقد أنه لا يمكننا ذلك في ظل الظروف الحالية".

وانقسم قادة الدول السبع خلال قمتهم الأسبوع الماضي في فرنسا حول مسألة إعادة ضم روسيا إلى صفوفهم، مع دفع ترمب بهذا الاتجاه.

وأقصيت روسيا عام 2014 من المجموعة التي كانت تعرف في ذلك الحين بمجموعة الثماني، بعد احتلالها شبه جزيرة القرم الأوكرانية وضمها في خطوة نددت بها الأسرة الدولية.

لكن ترمب الذي يستضيف القمة المقبلة لمجموعة السبع قال إنه سيدعو روسيا، وحظي اقتراحه بتأييد فرنسا لكنه أثار انتقادات بريطانيا وألمانيا. وبولندا ليست من الدول السبع.

واعتمد بنس خطابا مختلف النبرة الإثنين خلال المؤتمر الصحافي، مشددا على ضرورة "البقاء متيقّظين" حيال روسيا.

واتهمها بالسعي للتدخل في عمليات انتخابية وباستخدام صادراتها من الغاز والنفط من أجل "إثارة انقسامات في تحالفنا"، في إشارة إلى خط أنابيب "نورد ستريم 2" الروسي الألماني للغاز الذي تعارضه واشنطن.

وتعارض بولندا والولايات المتحدة المشروع خشية أن يزيد اعتماد أوروبا على مصادر الطاقة الروسية، ما يمكن أن تستخدمه موسكو لاحقا لممارسة ضغوط سياسية.

ولطالما أقامت بولندا علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة التي تعتبرها الضامن الأول لأمنها داخل الحلف الأطلسي وحاجزا بوجه روسيا التي لا تزال العلاقات متوترة معها منذ الحقبة السوفياتية.

- الاستقلالية القضائية -
وسيوقع بنس ورئيس الوزراء البولندي ماتوش مورافيتسكي لاحقا الإثنين إعلانا مشتركا حول أمن البنى التحتية الرقمية.

وقال بنس للصحافيين في وقت سابق "نعتقد أن هذا الإعلان سيكون مثالا لباقي أوروبا حول مسألة الجيل الخامس من تكنولوجيا الإنترنت (5 جي)".

وتسعى الولايات المتحدة لإقناع حلفائها بعدم نشر تقنية "5 جي" التي طورتها مجموعة "هواوي" الصينية &العملاقة للاتصالات.

وتخشى واشنطن أن تمنح هواوي أجهزة الاستخبارات الصينية وسيلة للتجسس على الاتصالات في الدول التي تستخدم منتجاتها وخدماتها.

وقال بنس أيضا أنه بحث "أهمية الاستقلالية القضائية" مع دودا في ضوء سلسلة من الإصلاحات المثيرة للجدل للنظام القضائي منذ أن تولت حكومة من اليمين المتطرف السلطة في بولندا عام 2015.

وندد الاتحاد الأوروبي بهذه الإصلاحات محذرا بأنها تهدد دولة القانون وفي نهاية المطاف الديموقراطية نفسها.

وأعلن بنس أنه سيتم قريبا ضم بولندا إلى الدول المعفية من تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة.

وقال &إن "أسابيع فقط تفصلنا عن تحويل ذلك إلى واقع".

ويزور بنس بولندا للمشاركة في المراسم التي جرت الأحد في الذكرى الثمانين لاندلاع الحرب العالمية الثانية.

وكان من المقرر أن يقوم دونالد ترمب بالزيارة لكنّه ألغى مشاركته في اللحظة الأخيرة لمتابعة تقدم الإعصار دوريان الذي يتوقع أن يضرب ولاية فلوريدا الأميركية.

وأكد ترمب الأحد في واشنطن أنه أرجأ الزيارة وسيتوجه إلى بولندا "قريبا"، بدون الخوض في التفاصيل.