نصر المجالي: قالت تقارير المصادر البحرية إن ناقلة النفط الإيرانية "أدريان داريا1" الحائرة في مياه المتوسط، لم تجرِ تحديثا على موقعها منذ 17 ساعة، ما يرجح أنها أطفأت نظام تحديد المواقع.

ولا يُظهر موقع "vesselfinder" حتى الآن الوجهة المقصودة للسفينة، التي سبق وحدد طاقمها الوجهة على أنها موانئ في اليونان وتركيا. وفي ذات الوقت حزم لبنان أمره بعدم استقبال الناقلة العالقة بين لبنان وسوريا وقبرص.

وكانت إيران أعلنت أنها باعت حمولة الناقلة، التي تبلغ 2 مليون برميل من النفط الإيراني الخام إلى مشترٍ لم تكشف عن هويته. بينما حذرت الولايات المتحدة الدول من استقبال "أدريان داريا" التي تحمل 2.1 مليون برميل من النفط الخام بقيمة نحو 130 مليون دولار.

وتباطأت حركة الناقلة التي حملت اسم "غريس 1" بعد الإفراج عنها في 15 أغسطس، وكادت تتوقف تماما على بعد نحو 90 كلم من ميناء طرطوس السوري، مساء يوم امس الاثنين، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، بينما أشارت بيانات السفينة، إلى أنها تبعد أيضا 80 كلم من العاصمة اللبنانية بيروت.

تفريغ الحمولة

وتشي هذه الخطوة، بأن الناقلة "أدريان داريا1"، قد تعمد إلى تفريغ حمولتها في سفن أصغر في المياه الدولية، قبل أن تعود إلى تشغيل أجهزتها لتحديد المواقع وتعود أدراجها لتعبر قناة السويس إلى البحر الأحمر، ومن هناك يمكن أن تبحر إلى الخليج وتعود إلى إيران، وفق ما أشارت وكالة "بلومبرغ" في وقت سابق.

وكانت بيانات الملاحة البحرية الدولية أظهرت أن ناقلة النفط الإيرانية أبحرت إلى قبالة السواحل اللبنانية.

وكشفت مصادر لبنانية لصحيفة "الشرق الأوسط" بأن ناقلة النفط الإيرانية "أدريان داريا" كانت تبعد أمس نحو 59 كيلومترًا عن المياه الإقليمية اللبنانية، وكانت ظاهرة للرصد البحري من مرفأ طرابلس، من دون أن تطلب إذنا للدخول من السلطات اللبنانية.

قرار لبنان&

وأكدت المصادر أن هناك قرارا لبنانيا اتخذ على أعلى المستويات قبل أيام عند إعلان وزير الخارجية التركية، مولود جاويش أوغلو، أن الناقلة متجهة إلى لبنان، يقضي بمنعها بكل السبل المتاحة.

وأضافت المصادر أن المسؤولين اللبنانيين يدركون أنه يمكن استيعاب أي قرار قد يؤثر على العلاقة مع طهران، لكن ليس بوسعه تجاوز هذا الأمر مع الولايات المتحدة الأميركية، التي هددت بإنزال أقصى العقوبات بأي دولة تستضيفها.

يذكر أنه في الرابع من يوليو الماضي، احتجزت سلطات جبل طارق البريطانية ناقلة النفط "غريس 1" التي تحمل شحنة من النفط الإيراني، واعتقلت القبطان وكبير مساعديه واثنين آخرين من أفراد الطاقم، بدعوى أن هذه الناقلة تنتهك عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد سوريا.

وبعد إطلاق سراحها من جبل طارق، غيرت السلطات الإيرانية اسم الناقلة إلى أدريان داريا 1. وأدرجت وزارة الخزانة الأميركية الناقلة على القائمة السوداء، وفرضت عقوبات على قبطانها.

السواحل السورية

تشير بيانات نظام تتبع حركة السفن AIS إلى أن ناقلة النفط الإيرانية "أدريان داريا 1" المفرج عنها من جبل طارق، تتواجد قرب ساحل سوريا دون عبور الحدود البحرية لها وسط غموض يحيط مصيرها.

ووفق بيانات السفينة، فإنها تبعد أيضا 80 كلم من العاصمة اللبنانية بيروت، ولا يُظهر نظام AIS حتى الآن الوجهة المقصودة للسفينة، التي سبق وحدد طاقمها الوجهة على أنها موانئ في اليونان وتركيا.

ونقلت وكالة "شينخوا" عن مصدر لبناني مسؤول قوله، إن "أدريان داريا" لم تدخل اليوم المياه الإقليمية للبنان، وكانت على بعد 46 ميلا بحريا عن الساحل اللبناني في المياه الدولية بين لبنان وقبرص.

لا طلب لدخول لبنان

وكانت وزيرة الطاقة اللبنانية، ندى بستاني خوري، نفت الجمعة الماضي أن تكون السفينة تتجه إلى لبنان، إذ قالت عبر "تويتر": "لا يوجد أي طلب لدخول ناقلة النفط (أدريان داريا 1) إلى لبنان"، وأضافت أن "وزارة الطاقة لا تشتري النفط الخام من أي بلد، ولبنان لا يملك مصفاة للنفط الخام".

وفي اليوم نفسه، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن واشنطن تملك "معلومات مؤكدة" تفيد بأن الناقلة الإيرانية تتجه إلى طرطوس، رغم العقوبات المفروضة وتعهدات طهران بأنها لن تتجه إلى سوريا، معربا عن أمله بأن تغير السفينة مسارها.

وكانت بثينة شعبان، المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري، قد قالت لقناة "الميادين" في أغسطس: "نحاول الحصول على حاجات الشعب السوري من النفط لكن لا نعلم إلى أين تتجه الناقلة الإيرانية".