نصر المجالي: أعلنت إيران أن التراجع عن قرار تخفيض التزامات بالاتفاق النووي رهن باستلام ائتمان بـ 15 مليار دولار، غير ذلك فإن عملية تقليص الالتزامات مستمرة. بينما استبعد الرئيس روحاني التوصل الى توافق مع اوروبا اليوم او غدا بشأن الاتفاق النووي.

وقال الرئيس الإيراني خلال اجتماع الحكومة اليوم الاربعاء، استبعد ان نصل الى توافق مع اوروبا اليوم او غدا. واضاف، سنعلن عن الخطوة الثالثة لإيران (في اطار خفض التزاماتها النووية ازاء عدم وفاء الاطراف الاوروبية بالتزاماتها في الاتفاق النووي) والتي تتضمن محتوى مهما جدا وتضفي على انشطة منظمة الطاقة الذرية الايرانية تسارعا مميزا.

مهلة شهرين

وحدد روحاني فرصة شهرين آخرين امام اوروبا للعودة الى الالتزامات والتفاوض والتوافق. وقال انه لو كانت الخلافات في 20 قضية على سبيل المثال، فقد انخفضت الان الى 3 قضايا حيث تم حل القسم الاكبر منها لكننا لم نصل الى النقطة النهائية واستبعد ان نصل اليوم او غدا الى التوافق النهائي، وبالتالي سنتخذ الخطوة الثالثة وسنعلن عن تفاصيل هذه الخطوة اليوم او غدا وسنعمل بناء على ذلك.

ووصف الصبر الاستراتيجي واجراءات ايران ردا على انسحاب اميركا من الاتفاق النووي بأنه كان ذكيا، واضاف، ان ايران اتخذت الخطوة الاولى ومنحت مهلة شهرين وتباحثنا خلالها مع الصين وروسيا والاوروبيين، لكننا لم نصل الى النتيجة اللازمة رغم انهم اوصونا بعدم اتخاذ الخطوة الثانية، لكننا اتخذناها لانهم لم يقوموا بعمل مهم (في اطار مسؤولياتهم).

وأضاف روحاني: لقد واصلنا المباحثات بعد الخطوة الثانية، وكان البون واسعا في المحادثات الهاتفية في البداية الا اننا نفهم الان كلام بعضنا البعض، هم يعرفون ما نريد ونعرف نحن ماذا يريدون، ولقد اقتربنا من بعضنا البعض كثيرا، ولكن مازال الخلاف قائما بيننا وبينهم في بعض الامور ولم نصل الى الخطوة النهائية.

خمسة أشهر

وأشار إلى تحديد اطار لخمسة اشهر حتى نهاية العام مع الفرنسيين وقال، انهم يقولون نتباحث وننسق مع الاوروبيين والصينيين وآخرين وحتى مع اميركا نفسها، بالنيابة عن الاتحاد الاوروبي والدول الاوروبية الثلاث.

واشار الى الخطوة الثالثة قائلا، إن محتوى الخطوة الثالثة مهم جدا وباعتقادي انها الخطوة الاهم التي نتخذها وستكون نتائجه استثنائية جدا وبها ستخرج منظمة الطاقة الذرية الايرانية من وتيرة السرعة العادية الى التعجيل، اي انه وفي ضوء القرار الذي سيصدر اليوم او غدا ستتسارع انشطة هذه المنظمة بصورة استثنائية.

واشار الرئيس روحاني الى الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة "5+1" واضاف، لقد تم بذل الجهود لتنفيذ وتفعيل الاتفاق النووي بصورة جيدة الا ان اميركا خرجت حتى بلا أي مبرر من هذا الاتفاق منقطع النظير وبالطبع فإن غير الاميركيين كانوا اكثر نجاحا في هذا الامر.

تصريح عراقجي

وعلى صلة، أعلن مساعد وزير الخارجية الايراني أن العودة عن قرار تخفيض التزامات طهران بالاتفاق النووي رهن باستلام ائتمان بـ 15 مليار دولار، غير ذلك فإن عملية تقليص الالتزامات مستمرة.

وأوضح عراقجي خلال تصريح في سلوفينيا التي وصل اليها امس الثلاثاء قادما من باريس، أن العدول عن خفض الالتزامات النووية يرتبط باستلام 15 مليار دولار في جدول زمني مدته 4 أشهر.

وأشار الى أن المفاوضات التي تخوضها طهران مع باريس تتمحور حول تلبية المطالبات الايرانية بخصوص مبيعات النفط وآلية تحصيل العوائد، مؤكدا أن ايران اعلنت تكرارا بأن تطبيقها الكامل للاتفاق النووي يقترن بامكانية بيع النفط والوصول الى مستحقاته بالكامل دون قيود، منوها الى أن المبادرة الفرنسية تأتي في هذا الاطار.

واكد عراقجي انه اثر الاتصالات الهاتفية للرئيس الفرنسي تم التأكيد له على ضرورة ان تشتري اوروبا النفط من ايران او منحها خط ائتمان بواقع ما يعادل مبيعاتها النفطية، حيث ستكون ايرادات النفط هي الضمان أي بعبارة اخرى تُمنح ايران آلية البيع المسبق.

خط الائتمان

وبيّن مساعد وزير الخارجية أن خط الائتمان المقترح يبلغ نحو 15 مليار دولار في مدة زمنية 4 أشهر&اي حتى نهاية سنة 2019، حيث إن وعند التوصل لاتفاق (مع باريس)، فإن ايران ستحصل خلال 4 أشهر، على ما يعادل 100 بالمئة من مستحقاتها النفطية، اما عبر البيع النفطي او استلام خط ائتمان.

وأضاف أن وبعد استلام ايران مبلغ 15 مليار دولار، فإن ايران لديها استعداد بالتفاوض مع مجموعة 4+1 ( المانيا + الدول الدائمة العضوية بمجلس الامن الدولي باستثناء اميركا)، مؤكدا وجود تباينات في وجهات النظر بخصوص جدول اعمال هذه المباحثات.

وشدد على موقف ايران الرافض للتفاوض مجددا حول الاتفاق النووي، غير أن المباحثات من شأنها أن تتمحور حول التطبيق المطلوب للاتفاق، بجانب أمن الملاحة بكافة المياه الدولية.

أمن الملاحة

واردف أن طهران وبشرط توفير الامن وحرية ملاحة سفنها في كافة المياه الدولية على استعداد لخوض مفاوضات حول الامن وحرية الملاحة في الخليج (الفارسي) ومضيق هرمز.

واستبعد عراقجي أن تتوصل الدول الاوروبية لخطوة مؤثرة قبل 7 سبتمبر الجاري، لذلك فإن ايران ستشرع بالمرحلة الثالثة من خفض التزاماتها بالاتفاق النووي في الموعد المذكور، منوها الى أن هذه المرحلة ستشمل قسما هاما من التعهدات وستعلن تفاصيلها في حينها.

وحول إمكانية لقاء بين الرئيس الايراني حسن روحاني والاميركي دونالد ترمب على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، أكد عراقجي عدم وجود أي لقاء من هذا النوع في جدول الرئيس روحاني الذي أكد بدوره عدم وجود لقاءات ثنائية بين ايران واميركا، التي لاتتوافر ارضية مشاركتها بالمباحثات مع اطراف الاتفاق النووي الا بالعودة للاتفاق ورفع جميع اشكال اجراءات الحظر.
&