مع تحديه لمشروع القانون الذي اقره مجلس اللوردات لتأجيل موعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، واحتمال دعوته يوم غد الإثنين لانتخابات برلمانية، كشف استطلاع للرأي أن بوريس جونسون زعيم حزب المحافظين يتقدم على حزب العمال المعارض بفارق 14 نقطة.

وحسب الاستطلاع الذي أجراه يوغوف (YouGov)، فقد حقق حزب المحافظين ما نسبته 35 في المائة، حيث تقدم على حزب العمال الذي نال نسبة 21 في المائة، وحزب الديمقراطيين الليبراليين بنسبة 19 في المائة ، وحصل حزب الاتحاد الأوروبي على 12 في المائة.

يشير الاستطلاع إلى أن تعهد جونسون المتشدد بإخراج بريطانيا من الكتلة الأوروبية خلال عيد الهالوين يوم 31 أكتوبر مع أو بدون صفقة يتردد صداه&إيجابيا عند&الناخبين، وهو ما يشجع 10 داونينغ ستريت على إجراء انتخابات عامة مبكرة.

ويضيف الاستطلاع: لكن، ورغم أن شعبية جونسون ترتفع في استطلاعات الرأي، فإن استراتيجيته في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا تزال تسبب الفوضى في وستمنستر وسط مزاعم بأنه سيتجاهل قانون معارضة عدم الاتفاق، ويؤدي إلى مواجهة في المحكمة العليا بدلاً من الوفاء بوعده "أو الموت".

اتفاق جديد

سيحاول رئيس الوزراء التفاوض على اتفاق جديد مع بروكسل في قمة يوم 17 أكتوبر، لكن في حالة فشله، فإنه سوف يرفض بعد ذلك الامتثال للتشريعات التي أقرها النواب.

ويدعو مشروع القانون الذي اقره مجلس اللوردات يوم الجمعة بعد موافقة مسبقة من مجلس العموم، والذي من المقرر أن يتلقى الموافقة الملكية في وقت مبكر غدًا الإثنين، رئيس الوزراء لمطالبة الاتحاد الأوروبي بتمديد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إذا لم يبرم الجانبان اتفاقًا في الفترة التي تسبق عيد الهالوين.

لكن يبدو أن جونسون مستعد لتحدي القانون في خطوة يعتقد داونينغ ستريت أنها ستضمن مراجعة قضائية فورية في المحكمة العليا مع وضع مصير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في أيدي القضاة قبل أيام من الموعد النهائي المحدد في 31 أكتوبر.

تصريح جاويد

ومع تهديد نواب حزب المحافظين بالتخلي عن صلاحياتهم والاستقالة إذا حاول زعيمهم رئيس الوزراء تجاهل مشروع القانون. أكد وزير الخزانة ساجد جاويد، اليوم الأحد، أن رئيس الوزراء لن يطلب إرجاء انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي خلال قمة للتكتل الشهر المقبل بل سيسعى إلى التوصل لاتفاق يكفل لبلاده خروجا سلسا من الاتحاد.

وأضاف جاويد في برنامج أندرو مار الذي تبثه هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): "قبل كل شيء، سيذهب رئيس الوزراء إلى اجتماع المجلس في 17 و18 (أكتوبر) كي يحاول إبرام اتفاق. قطعا لن يطلب تمديدا خلال هذا الاجتماع".

وأشار إلى أن مشروع القرار الذي يلزم الحكومة بطلب تمديد محادثات الانفصال يحدد يوم 19 أكتوبر موعدا نهائيا للبرلمان إما لدعم اتفاق أو الخروج دون اتفاق. وأضاف أن هذا هو الموعد الذي تترقبه الحكومة.

وقال جاويد: "يتحدث مشروع القرار عن 19 (أكتوبر) باعتباره موعدا مهما وفيما يتصل بذلك سندرس خياراتنا لكن سياستنا واضحة ولم تتغير: سنغادر يوم 31 أكتوبر".

وأضاف: "سنلتزم بكافة القوانين لأن الحكومات يتعين أن تلتزم بالقوانين بالطبع، لكن يتعين أن تنتظر وترى ما الذي سيحدث".

تعيين وزيرة للعمل

وإلى ذلك، أعلن داونينغ ستريت صباح يوم الأحد، أن تيريز كوفي قد حلت محل السيدة أمبر رود كوزير للعمل والمعاشات. وفجرت رود قنبلة استقالتها في خضم الازمة التي تواجه رئيس الحكومة داخل حزبه وداخل الحكومة والبرلمان سواء بسواء.

وقالت السيدة رود في استقالتها إنها لا تستطيع الاستمرار في العمل كوزير للخارجية والمعاشات، بعد أن أقال رئيس الوزراء 21 من متمردي حزب المحافظين الدائمين لدعمهم محاولة لمنع الصفقة ، متهمة إياه بـ "اعتداء على اللياقة والديمقراطية".

وزعمت أيضًا أنه "لا يوجد دليل" على أن جونسون كان يحاول إبرام صفقة مع بروكسل، وقالت إنها ستقف كمحافظ مستقل في دائرة "هاستينغز وراي" الانتخابية في الانتخابات القادمة.

وصرحت رود لبي بي سي أن ما بين 80 إلى 90 في المائة من جهود الحكومة تتركز الآن على الاستعداد لفصل لا صفقة عن الاتحاد الأوروبي.

وقالت إنها ليست لديها أية فكرة على الإطلاق إذا كان يمكن للوزراء الآخرين أن يتبعوها في ترك مجلس الوزراء لأنها عبرت عن اعتقادها بأن السيد جونسون "سوف يطيع القانون" عندما يتعلق الأمر بالأزمة.