كشف تقرير صادر من دار الإفتاء المصرية أن الأسبوع الأول من شهر سبتمبر الجاري، شهد 24 عملية إرهابية، نفذتها 5 مجموعات إرهابية في 9 دول حول العالم.

إيلاف من القاهرة: أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، مؤشر الإرهاب الأسبوعي الذي يرصد ويبحث ويحلل كل ما يتعلق بالعمليات الإرهابية حول العالم. وأشار المؤشر هذا الأسبوع إلى وقوع (24) عملية إرهابية نفذتها (5) مجموعات إرهابية ضربت (9) دول مختلفة نتج منها سقوط (328) شخصًا ما بين قتيل ومصاب.

وأوضح المرصد في تقرير له، أنّ أفغانستان جاءت في المرتبة الأولى على المؤشر لهذا الأسبوع بواقع 7 عمليات إرهابية نفذتها حركة "طالبان"، وذلك بما نسبته 29% من عدد العمليات الكلي البالغ 24 عملية، وكان أشد هذه العمليات فتكًا تلك التي وقعت يوم الاثنين الماضي، وأسقطت ما يقارب من 140 شخصًا ما بين مصاب وقتيل في منطقة القرية الخضراء، والمعروف بأنّها تشهد انتشارًا للكثير من الجاليات والشركات الأجنبية في أفغانستان، حيث سبق ونفذت الحركة هجومًا مشابهًا في يناير من هذا العام نتج منه سقوط ما يقارب من 100 شخص ما بين قتيل ومصاب.

أرجع المرصد الرسمي هذا التصعيد إلى وجود تخوفات من أن يؤدي الاتفاق حول وقف العنف في البلاد إلى حدوث انشقاقات داخلية من الفصيل الرافض لهذا الاتفاق، ولذلك تريد الحركة أن تثبت أنّها سائرة على نهجها في العمليات الإرهابية، إضافة إلى أنّ ذلك سيحقق لها مكاسب على الأرض في إطار المفاوضات التي تجرى معها لإنهاء حالة الصراع الذي تشهده أفغانستان.

ذكر المرصد أنّ (العراق) حل في المرتبة الثانية بواقع 5 عمليات إرهابية بما نسبته 21%، نفذ تنظيم "داعش" منها 4 عمليات إرهابية، بينما سجلت عملية ضد مجهول. وكانت العملية الإرهابية الأغرب في العراق تلك التي استخدم فيها "داعش" "بقرتين مفخختين" في محافظة ديالى في شرق البلاد؛ ما أسفر عن إصابة شخص بجروح، ولعل هذا الأسلوب المتبع من قِبل عناصر التنظيم في العراق ليس بجديد، حيث سبق أن أشير إلى أن العراق في الفترة من عام 2003 وحتى 2009 شهد استخدام الحيوانات في تنفيذ العمليات الانتحارية، وتحديدًا من قِبل تنظيم "القاعدة" هناك، كما إنّ أفغانستان شهدت استخدام الحيوانات من قِبل مجموعات لتنفيذ عمليات إرهابية على مواقع تابعة للقوات الأمنية.

وأوضح المرصد أنّ (الصومال) حلت في المرتبة الثالثة بواقع 4 عمليات إرهابية بما نسبته 17% نفذتها حركة "الشباب"، حيث شهد المؤشر هذا الأسبوع تصاعدًا في العمليات الإرهابية بالصومال عن الأسبوع الماضي الذي شهدت فيه البلاد عملية إرهابية واحدة.

بشكل عام تعاني الصومال من تصاعد في عمليات العنف، وخاصة من قبل حركة "الشباب"، التي أشارت إحدى الدراسات إلى أنها واحدة من أخطر التنظيمات الإرهابية في العالم، فقد حلت الصومال في المرتبة الثانية على مؤشر الهجمات الإرهابية في أفريقيا لعام 2018 بعد نيجيريا؛ نتيجة لتصاعد قوة الحركة وغيرها من الأعمال العنيفة.

أفاد المرصد بأنّ (سوريا) حلت في المرتبة الرابعة على المؤشر لهذا الأسبوع بواقع 3 عمليات إرهابية نفذ تنظيم "داعش" منها عمليتين، بينما سجلت الأخيرة ضد مجهول، كان أخطر تلك العمليات تلك التي نتج منها مقتل شخص وإصابة ما لا يقل عن 11 آخرين بجراح متفاوتة، بعد انفجار دراجة نارية مفخخة في سوق شعبية في مدينة أعزاز، في ريف حلب الشمالي.

وشهد كل من (باكستان، بوركينافاسو، بنجلاديش، مالي، نيجيريا) عملية واحدة على المؤشر لهذا الأسبوع، فقد تراجع الإرهاب في نيجيريا لهذا الأسبوع مقارنة بالأسبوع الماضي الذي شهد 3 عمليات إرهابية نفذتها عناصر "بوكو حرام"، إذ إنّ الجماعة غالبًا ما تركز هجماتها على المزارعين والرعاة، متهمة إياهم بتزويد الجيش بالمعلومات. وتنشط جماعة "بوكو حرام" التي أعلنت ولاءها لـ"داعش" في شمال شرق نيجيريا، وأسفرت هجماتها المستمرة منذ نحو عقد عن مقتل ما يفوق 27 ألف شخص، وتشريد ما يزيد على المليونين.

استمر تنظيم "داعش" في الحفاظ على مرتبته كأكثر التنظيمات الإرهابية نشاطًا للأسبوع الثاني على التوالي بواقع 7 عمليات كان قد نفذها التنظيم في الأسبوع الماضي، وهو العدد نفسه الذي نفذه التنظيم في هذا الأسبوع، فالتنظيم لا يزال قادرًا على شن عمليات إرهابية في سوريا والعراق، إضافة إلى دول أخرى، رغم أنّ هناك قيودًا مالية فرضت على التنظيم، ولكنه لا يزال قادرًا على تمويل عملياته وخلاياه النائمة.

اختتم المؤشر بيانه بالإشارة إلى أنّ المدنيين كانوا الأكثر تعرّضًا للإرهاب لهذا الأسبوع بواقع 12 عملية إرهابية بما يشكل نسبته 50 % من العمليات الإرهابية، وهذا يعود إلى أن الرغبة في إحداث الزعر من قِبل هذه الجماعات تدفعهم عادة إلى استهداف المدنيين.

فعادة ما يتحمل المدنيون الكثير من الأعباء التي لا تتمثل فقط في القتل والترويع، بل يصل الأمر إلى حد الوصول إلى الصدمات النفسية بسبب ما يشاهدونه من عنف، إضافة إلى الآثار المالية التي يعاني منها من فقدوا أحد أفراد عائلتهم، خاصة إذا كان رب الأسرة.

وأشارت إحدى الدراسات عام 2017 عن الفئات الأكثر تعرّضًا للإرهاب، إلى أنّ أكثر من 50% من العمليات التي قامت بها الجماعات الإرهابية استهدفت مدنيين، وكانت هذه الجماعات هي "بوكو حرام" في نيجيريا والكاميرون والنيجر، "داعش" في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا، "أنصار الإسلام" في مالي وبوركينا فاسو.