بيروت: دعا الرئيس اللبناني ميشال عون الثلاثاء واشنطن لاستئناف وساطتها بشأن ترسيم الحدود البرية والبحرية مع إسرائيل، في وقت يستعد لبنان لبدء التنقيب عن النفط والغاز في مياهه الإقليمية.

والتقى عون الثلاثاء مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط ديفيد شنكر الذي بدأ الإثنين زيارة للبنان تستمر يومين ضمن جولة في المنطقة.

وتسلم شنكر حديثاً مهامه خلفاً لديفيد ساترفيلد الذي كان يقود وساطة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود، كون إحدى الرقع التي حددها لبنان للتنقيب تضم جزءاً متنازعا عليه مع إسرائيل.

وأبلغ عون شنكر، وفق بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية، أن "لبنان يأمل في أن تستأنف الولايات المتحدة وساطتها للتوصل الى ترسيم الحدود البرية والبحرية في الجنوب من حيث توقفت مع السفير ديفيد ساترفيلد"، مشيراً إلى أن "نقاطاً عدة تم الاتفاق عليها ولم يبق سوى القليل من النقاط العالقة في بنود التفاوض".

ويصر لبنان على تلازم مساري ترسيم الحدود البرية والبحرية. وقد تم الاتفاق في وقت سابق على إجراء المفاوضات في مقر قيادة اليونيفيل (قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان) وبإشراف أميركي. إلا أن الوساطة توقفت مع مغادرة ساترفيلد مهامه.

وأكد شنكر بدوره "استعداد بلاده لتجديد مساعيها".

وحذر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطاب لمناسبة ذكرى عاشوراء الثلاثاء&من التفاوض مع "مندوب أميركي صديق لإسرائيل وحريص على مصالحها".

وقال إن على "اللبنانيين أن يتصرفوا من موقع أنهم القوي القادر على حماية النفط والغاز".

وتصنف واشنطن حزب الله منظمة "إرهابية" وتفرض على مسؤولين فيه، بينهم نواب، ومؤسسات تابعة له عقوبات اقتصادية. وفي 29 آب/أغسطس، فرضت واشنطن عقوبات على مصرف لبناني اتهمته بتقديم خدمات مصرفية للحزب.

ويستعد لبنان لبدء التنقيب عن النفط والغاز في رقعتين في مياهه الإقليمية،&رغم التوتر القائم مع إسرائيل على خلفية جزء متنازع عليه في الرقعة المعروفة بالرقم 9. ومن المفترض أن يبدأ الحفر في الرقعة الرقم 4 منتصف كانون الأول/ديسمبر، على أن يليه البلوك الرقم 9 بعد أشهر.

ووقعت الحكومة اللبنانية العام الماضي للمرة الأولى عقوداً مع ثلاث شركات دولية هي "توتال" الفرنسية و"إيني" الايطالية و"نوفاتيك" الروسية للتنقيب عن النفط والغاز في هاتين الرقعتين. ولن يشمل التنقيب الجزء المتنازع عليه.

وأطلق لبنان العام الحالي دورة التراخيص الثانية في خمسة بلوكات.

ولبنان وإسرائيل رسمياً في حال حرب. وشهد لبنان في 2006 حرباً دامية بين إسرائيل وحزب الله استمرت 33 يوماً وقتل خلالها 1200 لبناني معظمهم مدنيون و160 اسرائيلياً معظمهم جنود.

وشهد الأسبوعان الماضيان توتراً بين العدوين، بعد هجوم بطائرتين مسيرتين في 25 آب/أغسطس اتهم حزب الله والسلطات اللبنانية إسرائيل بشنه في الضاحية الجنوبية، معقل الحزب في بيروت.

وسبق الهجوم بساعات مقتل عنصرين من حزب الله في غارة إسرائيلية في سوريا.

ورد حزب الله في الأول من أيلول/سبتمبر باستهداف آلية عسكرية إسرائيلية قرب الحدود الجنوبية، وقصفت إسرائيل بنحو 100 قذيفة أطراف قرى حدودية لبنانية.

والإثنين، أعلن حزب الله اسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية أثناء عبورها الحدود اللبنانية.
&