&القاهرة: توالت ردود الفعل المنددة الأربعاء من عواصم عربية غداة إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عزمه أن يضم جزئيا غور الاردن في الضفة الغربية المحتلة في حال اعادة انتخابه.

وأعلن نتانياهو الذي يخوض حملة انتخابية، أنه يعتزم "إقرار السيادة الاسرائيلية على غور الاردن والمنطقة الشمالية من البحر الميت"، موضحاً أنّ هذا الإجراء سيطبق "على الفور" في حال فوزه بالانتخابات المقبلة.

وفي حين اعتبر الاتحاد الاوروبي عبر الناطق باسمه ان مشروع الضم الذي اعلنه نتانياهو يقوض فرص السلام، اثار اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي موجة تنديد في العالم العربي.

ودان وزراء الخارجية العرب بشدة إعلان نتانياهو في بيان صدر مساء الثلاثاء بعد اجتماع طارىء عقد عقب ختام الدورة العادية الـ152 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في القاهرة.

وجاء في البيان أن "هذا الإعلان يشكل تطورا خطيرا وعدوانا إسرائيليا جديدا بإعلان العزم انتهاك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بما فيها قراري مجلس الأمن 242 و338".

واعتبر مجلس الوزراء العرب أن "هذه التصريحات إنما تقوض فرص إحراز أي تقدم في عملية السلام وتنسف أسسها كافة".

وأكد المجلس "تمسكه بثوابت الموقف العربي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف بما فيها حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1968 وعاصمتها القدس الشرقية وحق اللاجئين بالعودة والتعويض وفقا لقرارات الامم المتحدة ومبادرة السلام العربية".

وبعد الاعلان مساء الثلاثاء، وصفت المسؤولة الكبيرة في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي تعهد نتانياهو بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي" و"سرقة للأراضي وتطهير عرقي ومدمر لكل فرص السلام".

واعتبر وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي الثلاثاء أن اعلان نتانياهو يعد "تصعيدا خطيرا ينسف الأسس التي قامت عليها العملية السلمية ويدفع المنطقة برمتها نحو العنف وتأجيج الصراع".

من جهتها دانت دمشق الأربعاء "بشدة" إعلان نتانياهو معتبرة أنه "انتهاك سافر" للقانون الدولي، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

واعتبر مصدر في وزارة الخارجية السورية، وفق سانا، أن هذا التعهد "يأتي في سياق الطبيعة التوسعية لكيان الاحتلال وخطوة جديدة في الاعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية".

- "تصعيد بالغ الخطورة"-

ندّدت الرياض ليل الثلاثاء الاربعاء بالوعد الانتخابي الذي أطلقه نتانياهو معتبرة إياه "تصعيدًا بالغ الخطورة".

وقال الديوان الملكي في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية "تعلن المملكة العربية السعودية عن إدانتها وشجبها ورفضها القاطع" لما أعلنه نتانياهو و"تعتبر هذا الإجراء "باطلاً جملة وتفصيلاً" مضيفا أنّ "هذا الإعلان يعتبر تصعيداً بالغ الخطورة بحقّ الشعب الفلسطيني، ويمثل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي والأعراف الدولية".

من جهتها قالت وزارة الخارجية القطرية في بيان "تدين دولة قطر بأشدّ العبارات إعلان" نتانياهو وتعتبره "امتداداً لسياسة الاحتلال القائمة على انتهاك القوانين الدولية وممارسة كافة الأساليب الدنيئة لتشريد الشعب الفلسطيني الشقيق وسلب حقوقه دون وازع من أخلاق أو ضمير".

من جهتها حذرت الأمم المتحدة اسرائيل الثلاثاء.

وصرح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن "موقف الأمين العام كان دائما واضحا وهو أن اتخاذ خطوات أحادية لن يساعد عملية السلام".&

وقال إن "أي قرار تتخذه إسرائيل لفرض قوانينها وأحكامها وإدارتها في الضفة الغربية المحتلة لن يكون له أساس قانوني دولي".

وجاء إعلان نتانياهو قبل أسبوع من الانتخابات التشريعية التي يبدو انها ستشهد منافسة حامية جدا.

وكان نتانياهو تصدر مع ائتلافه اليميني والديني نتائج انتخابات نيسان/أبريل لكنه فشل في تشكيل حكومة واختار التوجه إلى إجراء انتخابات مبكرة.&

ويواجه نتانياهو في الانتخابات المقبلة تحديا صعبا بوقوفه أمام رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس وتحالفه الوسطي الممثل بحزب "أزرق أبيض".
&