في حديثه لـ"إيلاف" يؤكد الوزير اللبناني السابق نبيل دو فريج أن لبنان يبقى ورقة تفاوض بين إيران وأميركا، وهذه الورقة تحدد إمكانية حصول حرب بين لبنان وإسرائيل.

إيلاف من بيروت: يتحدث الوزير اللبناني السابق نبيل دوفريج لـ"إيلاف" عن وضع المنطقة، ولبنان خصوصًا، في ظل إسقاط حزب الله للطائرات المسيّرة الإسرائيلية، ويتطرق إلى خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، من دون أن ينسى مدى تأثير الوضع الأمني على إقتصاد لبنان.

وفي ما يلي نص الحوار معه:

*في زمن إسقاط حزب الله للطائرات المسيّرة الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية، ما الذي ينتظر المنطقة في المستقبل؟
- أصبحت المنطقة، خصوصًا في لبنان، ورقة تفاوض بين إيران وأميركا، والقرار اليوم ليس بيد حزب الله ولا أحد غيره، ومع وجود تصعيد تبقى اللعبة بيد إيران وأميركا.

وإذا وجد نفسه نتانياهو "محشورًا" في الانتخابات الإسرائيلية فسوف يصعّد، ويفتح حربًا على لبنان، وسوف تجد إسرائيل ألف ذريعة كي تشن الحرب على لبنان، وإذا وجد نتانياهو نفسه مرتاحًا في الانتخابات الإسرائيلية، فلن يقوم بأي خطوة تصعيدية تجاه لبنان.

*بمعنى هل إمكانية شن حرب إسرائيلية ضد لبنان تتوقف على الانتخابات؟
- من الممكن حصولها، وكذلك عدم حصولها، وكما قلت الأمر متوقف على نتائج الانتخابات الإسرائيلية، وحتى الساعة لا أرى أن لدى إسرائيل المصلحة في أن تقوم بالحرب.

*يتم الحديث عن أن إسرائيل، وبرغم نتائج الإنتخابات، لن تسكت عن كل ما تواجهه مع حزب الله في الجنوب؟
- القصة تتعلق بالمفاوضات الإيرانية - الأميركية، وهي التي تحدد مصير المنطقة.

عودة النازحين
*ماذا عن عودة النازحين، والحديث عن أن المجتمع الدولي لا يريد عودتهم، كيف سيواجه لبنان الأمر إقتصاديًا أولًا وديموغرافيًا ثانيًا؟
- لبنان لا يستطيع أن يواجه هذا الأمر أبدًا، وإذا كان المجتمع الدولي يقدم المساعدات إلى النازحين كي يبقوا في لبنان، فهذا الأخير لا يتحمل الوضع. ونحن نساعد النازحين حتى نرى كيف سيعودون، وعلى المجتمع الدولي أن يأخذ بعين الإعتبار ماذا يستطيع لبنان أن يتحمّل، فهناك أمور لا يستطيع أن يتحمّلها لبنان، لا لأسباب طائفية، بل لأسباب عددية.

*يتحدث البعض عن سلبيات لوجود النازحين السوريين في لبنان، بينما البعض الآخر يقول إن وجودهم هو ما يحفظ الأمن، باعتبار أن المجتمع الدولي يريد الأمن في لبنان كي يبقى اللاجئون فيه؟
- لا يمكن القول إن وجود النازحين السوريين في لبنان هو ما يوقف الحرب في لبنان، والبرهان ما يجري في الجنوب من مناوشات، وما يوقف الحرب هو أمر متعلق بإيران وأميركا.

نصرالله
*بعد كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله هل من حاجة برأيك في البحث في الإستراتيجية الدفاعية للبنان؟
- الحوار لا سلبية له، ودائمًا يعطي نتيجة، وقد بدأ الحوار عندما شاركت فيه في العام 2006، وبعد سنوات لم نتوصل إلى حل، ولا أحد يقرر انتهاء مفعول سلاح حزب الله إلا إيران.

*إلى أين يوصل حديث نصرالله لبنان؟
- إلى اختلال داخلي ومشاكل داخلية للأسف، وهذا لو أن اللبنانيين لم يتذكروا مساوئ الحرب الأهلية، لكانت اندلعت الحرب مجددًا.
من هنا على حزب الله أن يكترث لهذه الأمور، فإذا اندلعت الحرب في لبنان سيجرّ الأمر نحو الأسوأ.

*قرار السلم والحرب.. هل بات محصورًا في يد حزب الله؟
- للأسف نعم.

الوضع الإقتصادي
*بالعودة إلى الوضع الإقتصادي في لبنان كيف يمكن تقييمه؟
- الوضع الإقتصادي في لبنان خطير جدًا، رغم أن الوضع المالي لا يزال مضمونًا نوعًأ ما، وحاكم مصرف لبنان لا يستطيع أن يفعل المستحيل مع وجود وضع إقتصادي صعب في لبنان. ولا أحد يقوم بمشاريع استثمارية في لبنان كي يسير البلد ويتحسن اقتصاده. لأن الثقة مفقودة بالقضاء والدولة والحكام. من هنا فإن الوضع الإقتصادي إذا لم يُعمل على تحسينه فهناك أيضًا خطر على الوضع المالي في لبنان.

*هل الوضع الإقتصادي في لبنان متدهور إلى درجة لا يمكن معالجته؟
- كل شيء يمكن معالجته بقرار سياسي. ويجب تطبيق كل الإصلاحات من أجل إعادة الثقة بالإستثمار في لبنان.

*هل أنت متفائل أم متشائم من الوضعين الإقتصادي والأمني في لبنان؟
- لست متشائمًا، لكن لست متفائلًا أيضًا، ولبنان مر سابقًا في ظروف أصعب، لكن كان يوجد رجال سياسة بكل ما للكلمة من معنى، اليوم لا رجال دولة، ومفهوم رجل دولة في لبنان لم يعد موجودًا، ليس في لبنان فقط، بل في كل العالم.


&