إيلاف: نفى القيادي في منصة القاهرة للمعارضة السورية ونائب رئيس هيئة التفاوض السورية جمال سليمان لـ "إيلاف" أن يكون قد ناقش خلال جدول أعمال اجتماعه الأخير مع مسؤولين روس موضوع تنظيم مؤتمر في دمشق.

وكانت وسائل إعلام روسية تناولت هذا الموضوع. وتحدثت صحيفة "إيزفيستيا" عن مبادرة تنظيم مؤتمر في دمشق يضم المعارضة الداخلية والخارجية لتسوية الأزمة السورية، مشيرة إلى أنه ليس بديلًا من مفاوضات جنيف.

أوضح سليمان لـ "إيلاف" رأيه حول المشهد السياسي الحالي، في ظل الاستعصاء، وعدم النجاح في الوصول إلى أية اختراقات. وقال "لم نكن كمعارضة نتمنى أن نكون خارج بلدنا، ولا أن نبحث عن حل سياسي عبر أي وساطة كانت، بما فيها الوساطة الأممية".

وشدد على "لقد طالبنا منذ البداية بأن يكون هناك حوار وطني شامل، لا شرط فيه إلا المصالح الوطنية العليا، التي تسمو على أي اعتبارات، أو مصالح لحزب أو شخص أو جماعة".&

إغلاق باب الحوار&
إلا أن سليمان أشار إلى أن "النظام قرر أن يغلق أي باب للحوار، وأن يمضي في حله الأمني العنفي، وأن يخوّن كل صاحب رأي. وهذا ما قاد إلى ما نحن عليه اليوم من دمار ونفوذ خارجي وتفشٍّ للإرهاب".

أضاف سليمان "اليوم كلنا نرى كم كان ثمن ذلك باهظًا، وكم أن خياراتنا كسوريين أصبحت محدودة". تابع "بالتالي فإن أي حوار بين المعارضة والسلطة - سواء كان في جنيف أو دمشق أو أي مكان آخر - يجب أن يأخذ ذلك في عين الاعتبار".&

إلى بيت الطاعة!
اعتبر سليمان أن السؤال المنطقي الذي يتبادر إلى الذهن عند أي حديث عن حوار كهذا هو: "هل أصبح النظام مدركًا أهمية الحوار؟، هل بات جاهزًا لتبني نتائجه؟، هل وصل إلى قناعة مفادها أن المصلحة الوطنية العليا هي أسمى من مفهوم التمسك بالسلطة؟، هل أيقن أنه لا حل إلا بتحقيق انتقال سياسي في سوريا يوحّد قوى الشعب السوري لصناعة مستقبل جديد بلا تطرف ولا إرهاب ولا استبداد أيضًا؟، هل يعترف بالمعارضة على أنها جزء من الوطن، ومن حقها أن تفتح وتناقش كل الملفات؟، أم إنه لا يزال يريد أن يأتي بها إلى "بيت الطاعة""؟.

لا مؤشرات إيجابية
انتهى سليمان بالقول "أنا شخصيًا، وأتمنى أن أكون مخطئًا، لا أرى مؤشرات إيجابية تصدر من النظام &باتجاه حوار مجدٍ، لا في دمشق ولا في أي مكان آخر. ولكن أتمنى كسوري، قبل أن أكون معارضًا، أن نصل إلى هذا اليوم، عندها سيصبح المكان مسألة تفصيلية لا أكثر".

تسوية&
شرحت الصحيفة الروسية عن إعداد المعارضة السورية بالاشتراك مع السلطة في دمشق وممثلي روسيا لمؤتمر من المتوقع عقده في دمشق يكرَّس لتسوية الأزمة السورية. ويؤكد المبادرون لعقد هذا المؤتمر بأنه لن يكون بديلًا من مفاوضات جنيف.

سيشترك في هذا المؤتمر ممثلون عن المعارضة السورية الداخلية والخارجية، ويجري العمل حاليًا على نيل موافقة سلطات دمشق والجانب الروسي، بحسب ما صرح به إليان مسعد رئيس مجموعة "حميميم" المعارضة لـ "إيزفيستيا".

قال مسعد إن "الحديث يدور عن تنظيم لقاء يشبه مؤتمرًا للحوار الوطني، تكون المشاركة فيه من دون شروط مسبقة، وبالتنسيق مع السلطات الروسية والسورية".&

أضاف إنه "تحدث عن هذا الموضوع مع ممثل السفارة الروسية في دمشق". فيما أعربت السلطات السورية عن موافقتها على عقد هذا المؤتمر. ونحن ننتظر مشاركة ممثلين عن المعارضة الداخلية والخارجية.

اجتماع&
وكان سليمان التقى المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف خلال زيارته إلى أبوظبي، في أواخر الشهر الماضي.

جاء في بيان صدر من المعارضة السورية، عقب اللقاء، أن بوغدانوف اجتمع مع نائب الرئيس السابق للجنة التفاوض السورية المعارضة خالد المحاميد، وممثل قيادة منصة القاهرة للمعارضة السورية جمال سليمان.

بحث المجتمعون قضايا التسوية السورية الملحّة، مع التركيز على حل سياسي للأزمة السورية، استنادًا إلى قرار مجلس الأمن 2254، وسبل القضاء التام على الجماعات الإرهابية المتبقية في سوريا، وعودة اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم.


&