إيلاف من لندن: أعلن القيادي السني العراقي نائب رئيس الجمهورية سايقا اسامة النجيفي عن تأسيس حزب جديد يحمل اسم "جبهة الإنقاذ والتنمية" يضم شخصيات سنية، مؤكدًا أنه ضد النهج والممارسات والاجراءات الطائفية ومراجعةِ موادِ الدستورِ لنبذِ المحاصصةِ وإلغاءِ القوانين التي نُفذت بطريقةٍ طائفيةٍ كالمساءلةِ والعدالةِ لاجتثاث البعث والاجراءاتِ التي تفرّقُ وتميّزُ بينَ مواطني الشعبِ الواحدِ وتهميش السنة.

فقد أعلن رئيس تحالف "القرار العراقي" السني أسامة النجيفي الذي ينحدر من عائلة معروفة في الموصل في مهرجان انعقد في بغداد عن تأسيس المشروع السياسي الجديد، موضحا انه يسعى إلى بناء دولة المواطنة "لأن الهم الأول هو الإصلاح وليس السلطة، منوها إلى أنّ قوة الدولة تكمن بالحكم الرشيد القائم على&سلطة عادلة دون تهميش أو إقصاء للآخر".

وقال النجيفي خلال كلمة في المؤتمر التأسيس للجبهة في بغداد امس السبت "أَننا عراقيون تؤلمُهم اختناقاتُ العمليةِ السياسيةِ، ومخرجاتها&الهشة، ويُحزنُهم غيابُ المعنى الفعليِ للشعاراتِ والأهدافِ الكبيرةِ، ونحنُ واثقون أنَ الشعبَ والشعبَ وحدَه منْ يمتلكُ القرار وأنَ جذوتَهُ المتقدةَ لا تنطفئ مهما تراكمَ عليها رمادُ الفشلِ والإخفاقِ، مؤمنون أنَ رياحَ التغييرِ تبدأُ بإزالةِ هذا الرماد لمصلحةِ توهجٍ يَليقُ بالشعب".&

بناء دولة المواطنة

وأشار إلى أنّ مخلصين من رؤساءِ الأحزابِ والشخصياتِ الوطنيةِ قد تنادوا وعملوا معاً من أجلِ الوصولِ إلى مشروعِ نهضةٍ تمثلُه جبهةُ الإنقاذِ والتنميةِ التي تسعى الى بناءِ دولةِ المواطنةِ، ذلك أنَ الهمَ الأولَ هو الإصلاحُ وليسَ السلطة، ونَعُدُ كلَ شيءٍ خارجَ الدولةِ عبثاً وتشرذما وفوضى واستلابا، فقوةُ الدولةِ بالحكمِ الرشيدِ القائمِ على سلطةٍ عادلةٍ للقانون دونَ تهميشٍ أو اقصاءٍ للآخر.

&ونوه إلى أنّ "تأثيرُ الأزماتِ والسياساتِ قصيرةِ النظرِ كان مباشرا ومدمرا لإدارةِ المواردِ ولكلِ مفصلٍ من مفاصلِ التنميةِ، ورافقَ هذا التأثيرَ السلبي تهميشٌ واقصاءٌ لمكوناتٍ فاعلةٍ في المشهدِ العراقيِ، مما كسرَ العقدَ الاجتماعيَ بينَ الدولةِ والمواطنِ، وما زالت المحافظاتُ والمدنُ والقصباتُ المحررةُ من الإرهابِ تشكو من ضعفٍ كبيرٍ في معالجةِ أوضاعِها السياسيةِ والاقتصاديةِ والاجتماعيةِ، فضلاً عن تعرضِ هويتِها إلى الاستهدافِ المعبرِ عنه بسلوكٍ وتصرفاتٍ لا تتفقُ مع إرادةِ المواطنِ والشرعِ والقانونِ، وأصبحَ وضعُ النازحين والمهجرين والمختطفين والمغيبين قسرا جرحا يطعنُ أي متبجحٍ بتحقيقِ قيمةِ المواطنةِ الحقة".&

رفض شوائب العملية السياسية

وأكد أن الجبهة تؤمن بأن الولاءَ الأولَ والأخيرَ للعراقِ وللشعبِ في دولةٍ تَعزُ مواطنيها وتضمنُ لهم ولأجيالِهم القادمةِ مستقبلا آمنا، وان العراقُ دولةٌ عمقُها عربيٌ اسلاميٌ وأفقُها إنسانيٌ منفتحٌ على المجتمعِ الدولي.. وهي مع القانون الذي لا يفرقُ بينَ مواطنٍ وآخر على أساسِ الدينِ أو القوميةِ أو الطائفةِ أو المنطقةِ أو العشيرةِ.

&

المؤتمر التأسيسي لجبهة الإنقاذ والتنمية

وأضاف أن الجبهة ترفض الاجندات الأجنبيةِ من أيِ طرفٍ كان، وتدين كلِ ما لصقَ بالعمليةِ السياسيةِ مــن شوائبِ ( المصالحِ الحزبيـــةِ والشخصيةِ، ومحــاولاتِ بيــعِ وشراءِ المناصبِ.. وتقف ضد كلِ أشكالِ الفسادِ في الرأيِ، والموقفِ، والولاءِ، والعملِ، وانتهازِ الفرصِ لأجلِ الإثراءِ، واستغلالِ المالِ العام.
&
تعديل الدستور

وتعهد النجيفي بأن تعمل الجبهة من أجلِ مراجعةِ موادِ الدستورِ لإعلاءِ قيمةِ المواطنةِ ونبذِ المحاصصةِ والمكونات.. وإلغاءِ القوانين والاجراءاتِ التي نُفذت بطريقةٍ طائفيةٍ، كالمساءلةِ والعدالةِ وغيرِهما من قوانينِ الفترةِ الانتقاليةِ التي ينبغي إنهاءُ مفعولِها، فضلا عن القوانينِ والاجراءاتِ التي تفرّقُ وتميّزُ بينَ مواطني الشعبِ الواحدِ.

وقال "نحنُ شركاءٌ في كلِ شيءٍ ولسنا تابعين، لذلك ينبغي تحقيــقُ التوازنِ الأمثــلِ في وزاراتِ ومؤسساتِ الدولةِ كافةً عسكريةً كانت أم أمنيةً أم مدنية.. ونعمل من أجلِ طيِ صفحةِ النزوحِ والتهجيرِ والاختطافِ والتغييبِ القسري والاعتقالِ على الهوية، وتفعيلِ القضاءِ بحيثُ لا يبقى مظلومٌ في السجن.. ونتطلع إلى المستقبلِ دونَ وصايةٍ أو تدخلٍ، وصولا إلى عراقٍ ديمقراطيٍ ناهضٍ، وشراكةٍ وعدالةٍ اجتماعيةٍ وهويةٍ مصانةٍ وكرامةٍ مؤكدة".&

رفض النهج الطائفي وعدم التنازل عن الشراكة والتوازن&

وشدد بالقول "لن نتنازلَ عن الشراكةِ والتوازنِ والعدالةِ والمساواةِ ولن نوافقَ على الإطلاقِ ان تستغلَ لافتةُ الحربِ على الاٍرهابِ لإهدارِ الحقوقِ والنيلِ من وطنيةِ مكونٍ اصيلٍ وليعلمَ الجميع ان الفاتورةَ الأغلى تضحيةً دَفعَتها المحافظاتُ المحررةُ قتلا وتشريدا وهدمَ دورٍ ومدنٍ ونزوحٍ وتهجيرٍ وتغييب".

&وزاد قائلا "نحنُ نرفضُ وندينُ الطائفيةَ والمنهجَ الطائفيَ الذي يمزقُ البلدَ ويحرمُه من فرصِ التقدمِ والازدهارِ، وحينَ نطالبُ بالحقوقِ والعدالةِ والشراكةِ فإننا نفعلُ ذلك من بابِ رفضِ المنهجِ الطائفيِ الذي يمزقُ النسيجَ الوطنيَ وحينَ نطالبُ بمعرفةِ مصيرِ المغيبين او إنهاءِ معاناةِ النازحين، فإننا نفعلُ ذلك رفضاً للطائفيةِ التي تطيلُ معاناةَ اهلِنا، وليكنْ واضحا ان السكوتَ عن الحقوقِ وعدمَ المطالبةِ بها يعني في جملةِ ما يعنيه تشجيعَ المنهجِ الطائفيِ وضربَ الوحدةِ الوطنيةِ".&

قيادات سياسية انضمت للجبهة

وتضم الجبهة المعلنة قيادات سياسية سنية من بينها مشعان الجبوري وحامد المطلك وقاسم الفهداوي وأحمد المساري وعدد من الزعماء القبليين والأساتذة الجامعيين والناشطين، اضافة إلى حضور واسع للمرأة.

وكان النجيفي قد أعلن مؤخرا عن عزمه إطلاق مشروع سياسي جديد باسم "جبهة الإنقاذ والتنمية" في سبع محافظات عراقية.. موضحا أن "النظام الداخلي للجبهة وهيكليته تتكون من ثلاث هيئات رئيسية هيئة تنفيذية وهيئة سياسية وهيئة محافظات ومكاتب ولجان ويشمل العديد من الأحزاب والشخصيات المستقلة من مختلف شرائح المجتمع".

وأشار إلى أن هدف جبهته الجديدة هو "تغيير واقع الحال في هذه المحافظات، والذي وصفه بأنه لايصلح للحياة ولايصلح لبلد مثل العراق بتاريخه وحضارته وامجاده".

&وأضاف النجيفي بأن "جبهة الانقاذ والتنمية جبهة غير طائفية بل هي مضادة بالكامل للنهج والتصرفات والاجراءات الطائفية وأحد أهدافنا هو التصدي لأي منهج طائفي".
&
&
&