أسامة مهدي: انتقد الزعيم السياسي العراقي اياد علاوي الموقف العربي المتفرج من تعرض دولة عربية عزيزة ذات مكانة مرموقة كالسعودية الى العدوان على منشآتها النفطية. داعيا ايران الى توضيح موقفها بالادلة من الاتهامات الموجهة لها بتنفيذ هذا الاعتداء، والذي شدد على انه قد ساهم في تصعيد التوتر في المنطقة.

وأشار أياد علاوي رئيس المنبر العراقي نائب الرئيس العراقي سابقا في تصريح صحافي ارسلت نسخة منه الى "إيلاف" الثلاثاء الى انه "في الوقت الذي يرفض فيه ابناء شعبنا العراقي أن تكون أرض الوطن منطلقاً للاعتداء على أي دولة او شعبها ندعو الى تهدئة الأمور وتغيير قواعد وانماط العلاقات في الشرق الاوسط لتبنى على تبادل المصالح وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها من ايران او غيرها".

واوضح انه طالما ان دعا الى إعتماد سياسة الحوار كحلٍ أمثل للمشاكل والأزمات.. مستدركا "لكننا نفاجأ مرة اخرى بعدوان جديد يستهدف المملكة العربية السعودية عبر قصف منشآتها النفطية، وهو ما تسبب بردود فعل دولية غاضبة اتهمت معظمها إيران بالضلوع في ذلك الاعتداء وساهم بتصعيد التوتر في المنطقة والعالم".

وشدد علاوي على ايران ضرورة بيان موقفها الواضح والصريح من تلك الاتهامات &مدعومةً بالادلة.. وقال "إننا نأسف ونحزن للموقف العربي المتفرج من تعرض دولة عربية عزيزة ذات مكانة مرموقة كالمملكة العربية السعودية الى مثل هذا العدوان".

واشار بالقول "لقد حذرنا سابقاً ونحذر اليوم من ان استخدام الحروب والمعارك، مباشرةً او بالوكالة، سيؤزم الأوضاع ويزيدها تعقيداً، لذا ندعو ايران وغيرها من الدول التي تتدخل في شؤون الدول الأخرى الى الكف عن هذا التدخل واللجوء الى الحوار عبر مؤتمرات تضع نهايات لتلك الأزمات، وتعزز فرص السلام والأمن والاستقرار والرفاهية في المنطقة وتعيد عملية السلام الى مساراتها لتحقيق ما يصبو اليه اهلنا في فلسطين في سلام عادل وشامل ودائم".

وامس ابلغ وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو عبد المهدي في اتصال هاتفي ان معلومات بلاده تؤكد عدم استخدام الاراضي العراقية للعدوان على منشآت النفط السعودية. فيما اتفقا على التعاون في تبادل المعلومات بهذا الشأن.

والجمعة الماضي نفي العراق "ما تداولته بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن استخدام اراضيه لمهاجمة منشآت نفطيّة سعوديّة بالطائرات المُسيّرة".

واكد مكتب رئاسة الحكومة في بيان التزام العراق الدستوري بمنع استخدام أراضيه للعدوان على جواره وأشقائه وأصدقائه وان الحكومة العراقية ستتعامل بحزم ضد كل من يحاول انتهاك الدستور .. موضحا تشكيل لجنة من الاطراف العراقية ذات العلاقة لمتابعة المعلومات والمستجدات.

ترجيح باستخدام إيران صواريخ كروز في العدوان

وبالترافق مع ذلك، فقد كشف مصدر مطلع الثلاثاء قناة "سي أن أن" الاميركية أن تقييم المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية بشأن الهجوم على منشأتي النفط التابعتين لشركة أرامكو &السبت الماضي، يُرجح أنه جرى تنفيذه بصواريخ كروز حلقت على ارتفاع مُنخفض مدعومة بطائرات بدون طيار "درونز"، انطلقت من قاعدة إيرانية تقع قرب الحدود العراقية.

وقال المصدر المطلع على التحقيق السعودي الأميركي إن تقييم الدولتين يظهر أن هناك "احتمالية كبيرة" حول أن الصواريخ المدعومة بـ"الدرونز" تم إطلاقها من قاعدة إيرانية قرب الحدود مع العراق.

وأضاف أن المسار كان عبر إرسال الصواريخ فوق العراق وجعلها تلتف فوق الكويت وصولا إلى منشأتي النفط السعوديتين لإخفاء مصدر إطلاقها.

وبين انه لا توجد أي مؤشرات على الإطلاق من شأنها الإشارة إلى أن هذه الصواريخ جاءت من جنوب المملكة العربية السعودية خاصة اليمن.

ولم تقدم المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة أي أدلة بعد لدعم ادعاءاتهما فيما تحاول القناة الحصول على تعليق من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ومن إيران &حول هذه الأنباء.

وكانت جماعة الحوثيين اليمنية المدعومة من إيران أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم على شركة أرامكو، قائلة إنها نفذت الضربات الجوية بواسطة 10 طائرات دون طيار.

وقال المصدر لـ"سي أن أن" إن بعض الصواريخ فشلت في إصابة أهدافها، وسقطت في الصحراء قبل وصول وجهتها، حيث حقول أرامكو في بقيق، مضيفا أن حالتها جيدة بدرجة كافية لتحديد أصلها وهويتها.

وتابع المصدر بالقول إن محققين أميركيين خبراء في الأسلحة قد وصلوا المملكة لمساعدة المحققين العسكريين السعوديين في تحديد عدد الصواريخ التي ضربت منشأتي نفط لأرامكو، والتحقق منها لمعرفة هويتها وأصولها والتكنولوجيا المستخدمة فيها ومن يمتلكها.

ومنذ توجيه الاتهامات الأميركية، بداية من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بأن إيران تقف وراء الهجوم، تمسكت طهران بنفي تلك الاتهامات.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي إن اتهامات بومبيو "عمياء وتأتي في سياق تعليقات دبلوماسية غير مفهومة وعديمة المعنى".

كما انتقد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ما وصفه بأنه "أقصى خداع" لنظيره الأميركي بعد اتهامه طهران بالضلوع في الهجوم.